11:12 مساءً / 20 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

لا تحبّ كاتبةً بعد اليوم ، بقلم : هدى سليمان

لا تحبّ كاتبةً بعد اليوم

لا تحبّ كاتبةً بعد اليوم ، بقلم : هدى سليمان

أعرفُ أنكَ تجلسُ الآنَ مندهشًا.. تجترحُ كلَّ شتائمِ الدهرِ لأنك أحببتَ كاتبةً..


ما دهاني لأحبَّ كاتبةً؟ امرأةٌ قادرةٌ في نصٍّ واحدٍ أن تحملني إلى غيمةٍ.. ثمَّ “هوب”بضربةِ قلمٍ واحدةٍ تسقطني في جحيمِ خياراتي..

أعرفُ أنكَ تفتحُ هاتفكَ مرّاتٍ ومرّاتٍ.. لتكتبَ لي نصًّا حلوًا.. ثمَّ تتذكّرُ أنكَ خارجٌ لتوِّك من متاهةِ نصّي.. هذه المجنونةُ تحبّني أم تكرهني؟ كان ينقصُ فقط أن تقولَ إنَّ الوطنَ واللهَ والعائلةَ قطعُ غيارٍ في بيتي…


كان ينقصُ فقط أن تلبسني البذلةَ العسكريّةَ لأصبحَ مقاتلًا على إحدى الجبهاتِ…

أعرفُ أنّك بودّكَ لو تضمّني لأنك لمحتَ بينَ السطورِ حكايتَنا الجميلة.. كنا سنسّميها: “حكاية الجبال عندما تلتقي”..
لكنكّ تكره أنّها حكايتنا.. كنتَ ستتقبّل القصّة لو أنَّ كاتبًا أقصى غاباتِ الأمازونِ سطرَها.. لكنها ستبقى دومًا حكايتي طالما أنني أنا الكاتبةُ.. ثمّ ستضربُ أخماسًا بأسداسٍ.. ماذا دهاني لأحبَّ امرأةً يخرجُ الحرفُ من صدرِها كسكينٍ قاطعٍ؟
وسأوافقُكَ.. كي لا أفتحَ بابَ الجدالِ..


الجدالُ بيننا يعني الحبَّ.. العتبُ يعني الحبَّ.. الصمتُ يعني الحبَّ.. أيةُ زلّةِ كلمةٍ واحدةٍ خارجَ الـ«صباحِ الخيرِ» والـ«كيفَ كان العملُ» تعني الحبَّ.. ولقد تسمّرَ جلدُنا طويلًا على خشبةِ النسيانِ.. واتّسخنا كثيرًا في حفرِ الحبِّ.. وتوجّعنا.. وما زلنا نتوجّعُ كلّما جاءتْ كلمةٌ خارجَ السياقِ لتذكّرَنا.. واشتهاؤنا للغتنا؟ أوه… حصانٌ رابحٌ دومًا في قذفِنا خارجَ السياقِ..

ماذا دهاكَ حقًّا لتحبَّ شاعرةً؟


لو أنّنا لم نلتقِ.. ولم نغامرْ ذاك المساءَ.. لكانَ المقهى سيبقى مقهًى لا قصيدة.. والنهرُ سيجري هادئًا في تلك المدينةِ الغريبةِ لا في دماء الرواية.. والرصيفُ سيبقى رصيفًا نعبره لا يعبر علينا.. وكنّا سنتقابل على جهتينِ مختلفتينِ من الطريقِ البحريِّ.. تلتقي عينانا صدفةً ونكملُ الطريقَ… كلٌّ إلى حيثُ ينتظرُ الحبُّ…


حقٍّا ماذا دهاكَ لتحبَّ شاعرةً؟

ولكن لو أنّنا لم نلتقِ.. كنتُ سأبقى دومًا أبحثُ عن الحبِّ.. اليومَ باتَ الحبُّ يبحثُ عني..


لو أنّنا لم نلتقِ.. لم أكنْ سأعرفُ أنّي أحبُّ حقولَ القمحِ في عينيك وفي البلاد… ولم أكنْ سأعرفُ معنى أن يبكيَ رجلٌ في حضني.. ما أصعب وأشهى أن يبكي رجلٌ في حضن امرأة…


فلا تحفلْ بنصٍّ عابرٍ في يومٍ لم تذكرْهُ..
ولا تحفلْ بصعودِكَ ونزولِكَ في لغتي..
ولا برؤيتي الأنثويّةِ للرحيلِ..
هذا كلامٌ عابرٌ.. كأنت..


لكنْ!
لا تحبَّ كاتبةً بعدَ اليومِ

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم السبت 20 ديسمبر كالتالي :عيار 22 90.700 دينارعيار 21 …