لغةُ الضَّاد ، بقلم : نسيم خطاطبه

لغةُ الضَّاد ، بقلم : نسيم خطاطبه

أ
إنْ كانَ أوَّلُها الحُروفُ أَلِفْتُها
أَحْبَبْتُ فيكِ الحَرْفَ وَالضِّيَاءَ
أَسْلَمْتُ نَبْضِي لِلْقَوَافِي صَادِقًا
وَهَجَاءُ قَلْبِي صَادِقٌ وَوَفَاءَ
ب
بِليليَ المُغْرِقِ فاضَ حُلْمُ مُخَيِّلٍ
يَرْوِي الحِكَايَاتِ العِظَامَ نِدَاءَ
بَسَطَ الإِبْدَاعُ الرُّؤَى مُتَدَفِّقًا
فَسَرَدْتُ رُوحِي فِي الرَّخَاءِ رِوَاءَ
ت
تَغْرِيدُ صُبْحٍ أَشْرَقَتْ أَنْفَاسُهُ
وَطُيُورُ فَلَاةٍ رَنَّمَتْ أَغْنَاءَ
تَزْقُو البُلَابِلُ فِي نَسِيمٍ صَافِيٍ
حَتَّى غَدَا الأُفْقُ المُنِيرُ سَمَاءَ
ث
ثَلاثُ وَرْدَاتٍ أُهَدِّيهَا وَلَا
أُخْفِي الوِدَادَ المُخْلِصَ الإِخْلَاءَ
ثَبَتَ الوِدَادُ فِي الفُؤَادِ فَأَثْمَرَتْ
مَعَ كُلِّ عِطْرٍ رَوْضَةٌ وَبَهَاءَ
ج
جَمَالُ عَيْنَيْكِ اسْتَبَاحَ قَصِيدَتِي
فَسَكَبْتُ فِيهِ الخُلْدَ وَالبَقَاءَ
لَا يَفْهَمُ الأَسْرَارَ إِلَّا عَاشِقٌ
نَبِيلُ قَلْبٍ عَارِفٌ نُبَلَاءَ
ح
حُبٌّ تَفَجَّرَ فِي الحَنَايَا نَاضِجًا
فَغَدَا سَنَابِقَ خُضْرَةٍ وَسَنَاءَ
حَسْنُ القَوَامِ كَغُصْنِ خَيْزُرَانِهِ
وَالهَدْبُ يُغْرِي النَّظْرَ وَالإِغْرَاءَ
خ
خِلٌّ عَلَى الفُؤَادِ يَسْكُنُ نَبْضَهُ
وَيُدَاوِي الأَوْجَاعَ صَبْرًا وَدَوَاءَ
خُذْنِي سُكُونًا لِلجِرَاحِ فَإِنَّنِي
أَرْجُو الشِّفَاءَ وَمَوْسِمَ الأَصْفَاءِ
د
دَرْبُ المَحَبَّةِ سَارَ فِينَا هَادِئًا
كَالمَاءِ يَنْبُتُ فِي الصُّخُورِ نَقَاءَ
دَلَّ القُلُوبَ عَلَى النَّقَاءِ فَأَشْرَقَتْ
وَأَعَادَ لِلأَرْوَاحِ ذَاكَ ضِيَاءَ
ذ
ذِرْوَةُ فِكْرٍ فِي العُمُقِ اسْتَقَرَّتِ
فَأَشَاعَتِ الأَنْفَاسَ وَالانْتِمَاءَ
ذَهِلَ الزَّمَانُ إِذَا تَكَلَّمَ حَرْفُهُ
فَغَدَا السُّكُوتُ إِجَابَةً وَغِنَاءَ
ر
رَدُّ المَكَارِمِ شِيمَةُ الأَكْرَمِينَ
وَعُرِفْتُ عَهْدَ الصِّدْقِ وَالْوَفَاءَ
رَدِّدْ نَدَاءَ القَلْبِ صَوْتًا صَادِقًا
فَالصِّدْقُ يَبْلُغُ فِي النُّفُوسِ هَنَاءَ
ز
زُرْ دَارَ وُدٍّ فِي الوِدَادِ تَأَدُّبًا
فَالصَّمْتُ أَبْلَغُ فِي المَحَبَّةِ نِدَاءَ
زُرْتُ الوِدَادَ فَكَانَ قَلْبِي خَاشِعًا
وَتَقَدَّمَ الإِخْلَاصُ فِيهِ فِدَاءَ
س
سِرْتُ السِّنِينَ بِحِكْمَةٍ وَتَأَمُّلٍ
وَحَمَلْتُ فِيهَا فِكْرَ عُمْرٍ دَهَاءَ
سَرَدْتُ شِعْرِي فِي القَوَافِي صَادِقًا
فَالشِّعْرُ مِرْآةُ القُلُوبِ نَقَاءَ
ش
شَرِبْتُ مُرَّ الأَلْمِ أَبْحَثُ شِفْيَةً
فَالأَلْمُ أَحْيَانًا يُهِيئُ شِفَاءَ
شَرُدَ الفِكْرُ ثُمَّ عَادَ مُوَازِنًا
وَمَضَيْتُ حَافِيَ القَلْبِ لَا ادِّعَاءَ
ص
صِدْقُ الحَدِيثِ فِي الزَّمَانِ فَرِيضَةٌ
حِينَ اسْتَفَاقَ الزَّيْفُ وَالشَّقَاءَ
صَدِيقُ صِدْقٍ يَرْتَقِي بِصَدَاقَةٍ
وَيُعِيدُ لِلأَخْلَاقِ فِيهَا بَهَاءَ
ض
ضَمِّدْ جِرَاحَ الرُّوحِ صَبْرًا صَادِقًا
فَالصَّبْرُ يَبْنِي فِي الجِرَاحِ رَجَاءَ
ضُمَّ القُلُوبَ إِلَى الحُلُومِ فَإِنَّهَا
نَوْمُ الحُلَمَاءِ الَّذِي يَهَبُ الرَّخَاءَ
ط
طَالَ الفِرَاقُ فَأَحْرَقَ القَلْبَ الأَسَى
وَتَكَاثَفَ الأَشْوَاقُ فِيهِ عَنَاءَ
طُلَّ عَلَى الحَرْفِ الأَصِيلِ فَإِنَّهُ
يُحْيِي القُلُوبَ حِكْمَةً وَذَكَاءَ
ظ
ظُلْمَةُ لَيْلٍ لَمْ تَدُمْ فَتَبَدَّدَتْ
وَتَفَجَّرَ الإِشْرَاقُ وَالإِيحَاءَ
ظُلْمُ العِبَادِ إِلَى زَوَالٍ حَتْمُهُ
وَاللهُ أَعْلَى حَاكِمًا وَقَضَاءَ
ع
عَيْنَاكِ بَحْرُ الشَّوْقِ فِي أَعْمَاقِهِ
تَسْرِي بِقَلْبِي رِقَّةً وَرِقَاءَ
عَيْنَاكِ سِجْدَةُ لَيْلِ قَلْبٍ خَاشِعٍ
تَدْعُو الإِلَهَ وَتَسْتَجِيبُ دُعَاءَ
غ
غَدَوْتُ حُرًّا فِي المِحَنِ مُتَمَرِّسًا
لَا أَرْتَضِي الذُّلَّ المَهِينِ خَفَاءَ
غَدْرُ الصَّدِيقِ جِرَاحُهُ صَامِتَةٌ
تَقْتُلُ قَلْبًا وَلَا تُرِيقُ دِمَاءَ
ف
فَلَكُ النَّبْضِ يَسْتَدِيرُ بِرُوحِنَا
وَيَبُثُّ فِي الأَرْجَاءِ أَمْلًا وَرَجَاءَ
فِي بَعْدِ أَلْمٍ يَنْجَلِي الدَّرْبُ الَّذِي
يُعِيدُ لِلإِنْسَانِ حُلْمًا وَرَخَاءَ
ق
قِفْ فِي المَوَاقِفِ مُعْتَزًا بِحُرُوفِكَ
وَاجْعَلْ لَهَا فِي الصِّدْقِ عِزًّا وَإِبَاءَ
قُلْ قَوْلَ حَقٍّ مُعْلِنًا أَوْزَانَهُ
فَالشِّعْرُ يَرْفَعُ فِي القُلُوبِ بَهَاءَ
ك
كُلُّ العِبَارَاتِ اسْتَحَالَتْ فِي النَّوَى
وَالفِرَاقُ أَلْقَى فِي الحَنَايَا جَفَاءَ
كُفْكِفْ دُمُوعَ اللَّيْلِ وَارْفَعْ رَجْوَةً
فَالدُّعَاءُ يُحْيِي فِي القُلُوبِ ضِيَاءَ
ل
لَمْلِمْ شَتَاتَ الحُلْمِ وَابْنِ رُجُوعَهُ
فَالغَدُ يُولَدُ مِنْ صُبَاحٍ وَفَاءَ
لَا تَلُمْ نَفْسَكَ فِي الطَّرِيقِ فَإِنَّنَا
مِنْ أَلِفٍ نَمْضِي لِيَاءٍ كَمَالَا
م
مَلِلْتُ طُولَ الغَيْبِ حَتَّى أَصْبَحَتْ
أَخْطَائِيَ الأُولَى دُرُوسًا وَشِفَاءَ
مُحِبٌّ أُرَتِّبُ فِكْرَ قَلْبِي صَادِقًا
حَتَّى أَرَى فِي الصَّبْرِ فَجْرًا وَسَنَاءَ
ن
نَسِيمُ رُوحٍ يَسْتَقِيمُ بِحِكْمَةٍ
وَيُهَذِّبُ الأَفْكَارَ نُبْلًا وَاصْطِفَاءَ
نَسْرٌ يُحَلِّقُ فِي السَّمَاءِ طَمُوحُهُ
يَرْجُو العُلُوَّ وَيَعْشَقُ الِارْتِقَاءَ
ه
هَرِمَتْ خُطَانَا وَاسْتَقَامَ وُقُوفُنَا
وَتَبَقَّى الصِّدْقُ لِلأَوْفِيَاءِ
هَزَّ الزَّمَانُ غِرْبَالَ عُمْرٍ قَاسِيًا
فَتَسَاقَطَ الزَّيْفُ العَتِيقُ جَفَاءَ
و
وَاوُ العُطُوفِ تَسَافَرَتْ بَيْنَ الحُرُوفِ
فَأَضَاءَتِ الأَلْفَاظَ حُسْنًا وَسَنَاءَ
وَاوُ الأَلَمْ فِي القَلْبِ صَارَ نَسِيمَهُ
يَمْسَحُ الأَوْجَاعَ صَبْرًا وَرَجَاءَ
ي
يَبْكِي القُلُوبَ شَوْقُهَا قَبْلَ الدُّمُوعِ
وَيَهُزُّ سَمْعَ الرُّوحِ حُبًّا وَرَجَاءَ
مِنْ أَلِفٍ حَتَّى يَاءٍ قِصَّتُنَا
لُغَةُ الضَّادِ مَجْدُهَا وَبَقَاءَ
نسيم خطاطبه