رُباعيّاتُ الهِجاءِ ، بقلم : نسيم خطاطبة

رُباعيّاتُ الهِجاءِ ، بقلم : نسيم خطاطبة

إِنِّي امْرُؤٌ هادِئُ الطِّباعِ أَصِيلٌ
بَلْ صَاحِبُ الحَقِّ المُبِينِ بِعِزَّةِ
أَحْيَا كَرِيمَ الجُودِ لَا أُدَانِي زِلَّةً
وَأَمُوتُ حُرًّا فِي ذُرَى القِمَّةِ

يَا مُدَّعِي العِلْمِ كَفَاكَ نُقْصَانًا
أَنْتَ لِلْجَهَالَةِ عُنْوَانٌ بِالسَّاحَةِ
مَا بَيْنَ حَرْفِكَ وَالعُقُولِ هُوَّةٌ
كَلَامُكَ لَا وَعْيَ لَهُ وَلَا دَلَالَةَ

كَلِمَاتِي إِذَا نُطِقَتْ سَيْفُ عَدَالَةٍ
تَهْوِي بِعَرْشِ الزَّيْفِ بِبَدْءِ الجَوْلَةِ
أَمَّا كَلَامُكَ غَثُّ الحَدِيثِ وَلَهْوُهُ
يَمْشِي ذَلِيلًا فِي دُرُوبِ المَعَرَّةِ

صِرْتَ قَلَمَ الزُّورِ وَلِلزَّيْفِ عَلَامَةً
فَالْقَلَمُ الحُرُّ نَبْعُهُ مِدَادُ الكَرَامَةِ
العِلْمُ مِيزَانُ الرِّجَالِ وَعُنْوَانُهَا
وَبِهِ تَسْعَدُ وَتَرْقَى حَضَارَةُ الأُمَّةِ

أَتَزْعُمُ الهِجَاءَ فَنًّا أَنْتَ بِهِ نَافِثًا
إِنَّهُ عِلْمٌ لَا يَنَالُهُ سَالِبُ الصُّورَةِ
الهِجَاءُ رَخَاصَةُ العُقُولِ وَإِنَّهُ
حِرَاكُ لِسَانٍ لِضَعِيفِ القِيمَةِ

أَنَا الفَرْقَدُ الدَّوَّارُ فِي أَوْصَافِهِ
لَا أُبَالِي لِثَرْثَارٍ كُلُّهُ سُوءُ النَّدَامَةِ
مَاجِدٌ حَرْفِي صِفَتُهُ الوَضَّاءَةُ
فَلَا تَرْقَى لِمِثْلِهِ يَا مُدَّعِيَ الفَصَاحَةِ
نَسِيم خَطَّاطِبَة