6:39 مساءً / 16 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

الحملة العالمية للتعليم تصدر بياناً حول مسار التّعافي في غزة


نداء الحملة العالمية للتعليم : التعليم مسار التّعافي في غزة

شفا – قالت الحملة العالمية للتعليم في بيان لها حول التعليم ومسار التّعافي في غزة : في مختلف أنحاء العالم، من أوكرانيا إلى السودان، ومن ميانمار إلى اليمن، أظهرت النزاعات والصراعات الممتدة كيف أنها لا تدمّر البنية التحتية فحسب من جرّاء ويلات الحروب ، بل إنها تهدم أيضًا الأسس الاجتماعية والتعليمية التي تعتمد عليها المجتمعات في التعافي. ففي كل أزمة، تكون أنظمة التعليم في مقدمة الضحايا ومن آخر القطاعات التي يُعاد بناؤها بشكل عملي ، رغم أنها تشكّل ركيزة أساسية لاستعادة الاستقرار ، ودعم المصالحة، وتمكين التنمية على المدى الطويل ، وهذا دورها .


وفي هذا السياق الأوسع من انعدام الأمن العالمي والحاجة الملحّة إلى إعادة الإعمار بعد النزاعات، تطلق الحملة العالمية للتعليم هذا النداء. إن الدمار في غزة يعكس نمطًا أوسع يتحمّل فيه الأطفال والشباب العبء الأكبر من العنف، ويغدو فيه الحق في التعلم مقياسًا حاسمًا لقدرة أي مجتمع على إعادة البناء بكرامة وأمل.


إن مستقبل جيل كامل من الأطفال والشباب يواجه تهديدًا جسيمًا كما هو الحال فعلا ، كما أن جوهر الحق في التعليم، المكفول بموجب القانون الدولي، يتعرّض لتآكل خطير ومتعمّد.


لقد أدّت الحرب التدميرية والحصار المستمر على غزة إلى تدمير واسع النطاق في النظام التعليمي . ووفقًا لآخر تقارير اليونيسف لعام 2024 ، فقد دُمّر 95 في المائة من المدارس في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 18,216 طالبًا و786 معلمًا، فيما أُصيب أو فُقد عدد أكبر بكثير ، والأرقام تزايدت بعد ذلك بشكل مخيف . كما تحوّلت آلاف الصفوف الدراسية والمرافق التعليمية إلى أنقاض. ويعاني أكثر من 80 في المائة من الأطفال من ضائقة نفسية واجتماعية شديدة تقوّض نموّهم وقدرتهم على التعلم.


نداء لإنقاذ الحق في التعليم :


تؤكد الحملة العالمية للتعليم أن إعادة بناء النظام التعليمي في غزة ليست مهمة هندسية فحسب، بل هي التزام بحقوق الإنسان وضرورة إنسانية وتنموية. فالتعليم يظل أساسًا للصمود، ومصدرًا للأمل، ومسارًا لإعادة بناء حياة ومستقبل الشعب الفلسطيني. وعليه، تدعو الحملة إلى وضع خطة استجابة تعليمية وإنسانية عاجلة وشاملة، منسجمة مع الجهود الوطنية والدولية، تتضمن ما يلي:


إعادة إعمار المدارس والصفوف والمرافق التعليمية بما يتيح استئناف التعليم في بيئة آمنة وكريمة.
تقديم الدعم النفسي والتربوي للمعلمين، إلى جانب برامج الدعم النفسي والاجتماعي للمتعلمين، إدراكًا بأن إعادة بناء الإنسان لا تقل أهمية عن إعادة بناء الحجر.


توفير المواد التعليمية والأدوات التكنولوجية الحديثة التي تضمن استمرارية التعليم في أوقات الأزمات والنزاعات.
تطوير برامج دعم شاملة للأطفال والشباب تعالج احتياجاتهم الصحية والنفسية والاجتماعية، وتمكّنهم من استعادة حقهم في التعلم والنمو والمشاركة.


تنسيق الجهود الدولية ضمن إطار واضح تقوده الأمم المتحدة لضمان العدالة في توزيع المساعدات والوصول إلى الفئات الأكثر تضررًا.


إن الوضع في غزة لا يمثّل حالة طوارئ تعليمية فحسب، بل يشكّل اضطرابًا عميقًا في العمليات الأساسية التي من خلالها تتطوّر المجتمعات، وتتلاحم، وتحافظ على هويتها الجماعية. فالتعليم يصوغ فهم المجتمعات لماضيها، ويبني القيم المشتركة في الحاضر، ويخلق المهارات والقدرات اللازمة لمستقبل آمن.


وعندما تُفقد المدارس والمعلمون والمتعلمون، فإن الضرر يتجاوز حدود الصف الدراسي والتّمدىس بكثير؛ إذ يضعف النسيج الاجتماعي، ويقطع استمرارية نقل الثقافة والمعرفة، ويقيّد قدرة الشعوب على إعادة البناء والازدهار. وعليه، فإن الدمار الذي يواجهه الفلسطينيون يمثّل تهديدًا مباشرًا لتنميتهم على المدى الطويل ولقدرتهم على الحفاظ على هويتهم الثقافية والوطنية. إن إنقاذ التعليم في غزة هو حماية للأسس التي يقوم عليها مستقبل المجتمع بأسره.
هنا تدعو الحملة العالمية للتعليم جميع الشركاء على المستويات المحلية والإقليمية والدولية إلى التحرك دون إبطاء لتأمين الموارد اللازمة، وحماية ما تبقّى من المؤسسات التعليمية، وإعادة بناء النظام التعليمي بوصفه حقًا أصيلًا وضرورة إنسانية، لا خيارًا سياسيًا.


وفي هذا الإطار، ستدعم الحملة العالمية للتعليم و منظماتها الأعضاء ، في ممارسة الضغط على الحكومات والمنظمات متعددة الأطراف لتحقيق هذه الأهداف.


إن التعليم في غزة لا يحتمل الانتظار. ومعًا، يجب أن نبدأ العمل على إعادة بناء الأمل.

شاهد أيضاً

الرئيس شي يستمع إلى تقرير من الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة

شفا – التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الثلاثاء، الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ …