11:15 مساءً / 11 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

هل تنفذ اسرائيل عربات جدعون 2 في الضفة الغربية ؟ ، بقلم : راسم عبيدات

هل تنفذ اسرائيل “عربات جدعون 2” في الضفة الغربية ؟ ، بقلم : راسم عبيدات

اسرائيل عندما قامت بالعملية العسكرية ” عربات جدعون 2″ على قطاع غزة،كان واحد من اهدافها الإستراتيجية، تنفيذ مخطط الطرد والتهجير بحق سكان قطاع غزة،واعادة ” هندسة” جغرافيتها وديمغرافيتها،بما يخدم المشاريع والمخططات الإسرائيلية القائمة على الإخلال بالتوازن الديمغرافي في فلسطين التاريخية ،ما بين النهر والبحر لصالخ المستوطنين على حساب سكان البلد الأصليين،وعبر شطب سكان القطاع وتخليهم عن هويتهم الفلسطينية وتجريدهم من حقوقهم الوطنية وتخليهم أيضاً عن قضيتهم الفلسطينية.

لكن هذا المشروع بفعل الصمود الإسطوري للشعب الفلسطيني،وعدم قدرة اسرائيل بالقضاء على المقاومة الفلسطينية ونزع سلاح حماس وتجريد القطاع من السلاح،تعثر هذا المشروع وبدأ في التراجع ،دون التخلي عنه.

ما تشهده محافظة قلقيلية من هجمة استيطانية غير مسبوقة،يبدو بأنه سيكون النموذج لما سيكون الوضع عليه في شمال الضفة الغربية،وخاصة بأننا نشهد عملية” هندسة” جغرافية وديمغرافية، لا تتوقف في شمال الضفة الغربية، مع القيام بعمليات الطرد والتهجير الداخلي في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس ، حيث اضطر عشرات الآلاف من المواطنين للنزوح عن مخيماتهم والإحصائيات تشير الى نزوح قسري لأكثر من 40 الف مواطن عن المخيمات الثلاثة،والتي شهدت عمليات هدم واسعة لمنازلها،وشق شوارع داخل تلك المخيمات،مع تدمير للبنى التحتية والشوارع وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي…الخ.

الإحتلال صعد من حربه على شمال الضفة الغربية،عبر حملات عسكرية مكثفة ومتواصلة،في إطار ما يسمى بالحرب الوقائية والهجومية والإستنزاف المستمر لقوى المقاومة والشعب الفلسطيني،في ظل تغير بنيوي لنظرية الأمن الإسرائيلي التي كانت سابقاً قائمة على الردع المتبادل والإحتواء.

والهدف هنا ليس فقط أمني ولا منع المقاومة الفلسطينية،من اقامة بنى عسكرية وتنظيمية،وتطوير قدراتها العسكرية والتسليحية،التي يجري تضخيمها بغرض تبرير الحجج والذرائع التي تستند اليها تلك الهجمات المستمرة والواسعة والتي امتدت الى طوباس وجنين والفارعة ونابلس ،وبلداتها وقراها ،في سعي واضح ومحموم،لإعادة تشكيل شمال الضفة الغربية واعادة انتاجه،بما يحق اهداف الإحتلال عسكرياً وسياسياً وجغرافياً وديمغرافيا وإدارياً وأمنياً واقتصادياً.

حيث نشهد عملية عزل ومحاصرة للقرى والبلدات الفلسطينية،وتفكيكها وطنياً ومجتمعياً،ومنع الترابط والتواصل فيما بينها،في إطار تقطيع اوصال الضفة الغربية،وقضم مستمر لأراضيها،عبر تكثيف الإستيطان وبناء واقامة بؤر استيطانية جديدة وزيادة كبيرة في اعداد المستوطنين،المشبعين بروح الحقد والعنصرية والتطرف القومي والديني.

ويبقى الهدف الأهم من ذلك ،هو منع تبلور أي كيانية فلسطينية تقود الى حل سياسي ،يقوم على اساس حل الدولتين والدولة الفلسطينية المستقلة،وصولاً الى طرح حلول تقوم على أساس تسييد حكم العشائر والقبائل،كبديل عن الحل الوطني والدولة الفلسطينية المستقلة،والحقوق الوطنية السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني.

نحن نعي وندرك الأهمية النوعية للضفة الغربية وجودياً واستراتيجياً بالنسبة لإسرائيل. ولذلك من المرجح توسيع حملات الاستيطان في مناطق نابلس وجنين وطولكرم أسوة بقلقيلية التي تحتوي نشاطاً استيطانياً ملحوظاً في مستوطنات مثل ألفي منشية وتسوفيم وكدوميم وسلعيت وشمرون ونوفيم إضافة إلى البؤر الاستيطانية الجديدة مثل هار حمد ورمات جلعاد. ولذلك لا نستبعد وجود مخطط شبيه بعربات جدعون في غزة لتهجير شمال الضفة إلى جنوبها تمهيداً لفتح باب النزوح نحو النقب والهجرة خارج الأرض الفلسطينية بعدما تراجعت فرصة الترانسفير نحو الأردن في ضوء تجربة الحرب على غزة.

القناة السابعة العبرية ذكرت أن المجلس الأعلى للتخطيط التابع للإدارة المدنية الإسرائيلية قد أعطى الضوء الأخضر لبناء (764) وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية. تتوزع هذه الوحدات على عدة مستوطنات، حيث تشمل 478 وحدة في مستوطنة حشمونائيم غرب رام الله، و230 وحدة في مستوطنة بيتار عيليت وسط الضفة، بالإضافة إلى 56 وحدة في مستوطنة جفعات زئيف.

تشير الإحصائيات إلى أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية يشهد تصاعداً ملحوظاً منذ نهاية عام 2022. ووفقاً للقناة الإسرائيلية، فقد تمت الموافقة على إيداع وتصديق 51 ألفاً و370 وحدة سكنية في مختلف أنحاء الضفة الغربية منذ بداية ولاية الحكومة الحالية.

ومن هذا المنطلق فإنني اعتقد بأن اسرائيل قد تقدم على عملية عسكرية واسعة تطال كامل شمال الضفة الغربية،شبية بعملية “عربات جدعون2″،يشترك فيها جيشها واجهزتها الأمنية،وجيش المستوطنين من ما يعرف بشباب وفتيان التلال،والذين يعملون على تكريس الإستيطان الرعوي والديني في الضفة الغربية بالإستيلاء على أكبر مساحة من الأرض الفلسطينية تحت حماية الجيش ،حيث اعتداءاته على ابناء شعبنا واراضية لا تتوقف على طول وعرض مساحة الضفة الغربية،ويعزز هذا الإعتقاد ما قالته قالته القناة ١٥ الإسرائيلية،حيث كشفت عن خمسة شروط لإعادة سكان مخيمات شمالي الضفة المهجرين منذ بداية العام:

1- شطب مصطلح “لاجئ” من تعريف سكان المخيمات، ومنع المؤسسات الدولية من الدخول إليها، وأن تقدم السلطة الفلسطينية الخدمات اللازمة.
2- عودة السكان فقط بعد انتهاء جيش الاحتلال من إعادة هندسة المنطقة.
3- أي شق للشوارع يجب أن يكون بتنسيق كامل مع الاحتلال.
4- وضع حواجز فلسطينية عند مداخل المخيمات ونشر الشرطة الفلسطينية داخلها.
5- إنشاء شبكات مياه وكهرباء تحت الأرض.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

الوزيرة شاهين تلتقي وزير المناخ والبيئة البلجيكي على هامش اجتماعات الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة

الوزيرة شاهين تلتقي وزير المناخ والبيئة البلجيكي على هامش اجتماعات الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة

شفا – التقت وزيرة الخارجية والمغتربين د. فارسين أغابكيان شاهين، اليوم الخميس، وزير المناخ والبيئة …