11:09 صباحًا / 5 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

السفير الصيني لدى الجزائر : شراكة استراتيجية أعمق بين الجزائر والصين في 2026 وتوسّع غير مسبوق في التعاون الاقتصادي والثقافي

السفير الصيني لدى الجزائر : شراكة استراتيجية أعمق بين الجزائر والصين في 2026 وتوسّع غير مسبوق في التعاون الاقتصادي والثقافي

شفا – أكد السفير الصيني بالجزائر السيد دونغ قوانغلي، خلال لقاء مع وسائل الإعلام الوطنية، يوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025، أنّ العلاقات الجزائرية-الصينية تشهد ديناميكية كبيرة وأن سنة 2026 ستكون محطة مهمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وذلك تزامناً مع انطلاق الخطة الخمسية الصينية الجديدة ومواصلة الجزائر بناء “الجمهورية الجديدة”.

وقال السيد دونغ إن البلدين يدخلان عاماً مفصلياً، حيث تسعى الصين مع حلول عام 2026 لتنفيذ أهداف “الخطة الخمسية الخامسة عشرة”، بينما تواصل الجزائر إصلاحاتها الكبرى. وأوضح أنّ بكين مستعدة للعمل مع الجزائر لتنفيذ الاتفاقيات التي توصّل إليها رئيسا البلدين، وتعميق التعاون الشعبي والاقتصادي ورفع الشراكة إلى مستويات أعلى.

كما أشاد السفير بالدعم القوي لقطاع التعدين بالجزائر من الرئيس عبد المجيد تبون، والدي بفضله يشهد نموًا ملحوظًا. مُشيرا إلى مشاركة الشركات الصينية، التي تعمل عن كثب مع نظيراتها الجزائرية في هذا القطاع، بنشاط في مشاريع تعدينية كبرى، بما في ذلك منجم غار جبيلات للحديد، ويواصل الجانبان توسيع مجالات تعاونهما. وهما ملتزمان بدمج مزاياهما التكنولوجية وخبراتهما بشكل متناغم مع الموارد الطبيعية الغنية للجزائر، مع العمل على تعزيز القدرات الجزائرية في مجال معالجة المعادن والبنية التحتية ذات الصلة. ويدعمان انتقال الجزائر من تصدير المواد الخام إلى إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة عالية، ويطبقان باستمرار مبدأ التنمية الخضراء لضمان التنمية المنسقة للتعدين وحماية البيئة.

أوضح السيد دونغ أنّ التعاون لم يعد يقتصر على البنى التحتية والتجارة والطاقة فحسب، بل توسّع ليشمل الطاقات الجديدة، الرقمنة، الزراعة الحديثة والذكاء الاصطناعي. كما أشار إلى أنّ الشركات الصينية تُنشئ مصانع للسيارات والأجهزة الكهرومنزلية وتشارك في مشاريع نقل التكنولوجيا وتكوين التقنيين الجزائريين.


ذكّر السفير بأن منتدى الاستثمار الصيني-الجزائري الذي انعقد في أبريل الماضي بنجاح، تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية، أسفر عن توقيع 8 اتفاقيات بقيمة تتجاوز ملياري دولار، وأن عدداً من المشاريع دخل مرحلة الإنجاز، مثل المصنع المشترك بين هايسنس وكوندور. وأكد أن البيئة الاستثمارية الجزائرية أصبحت أكثر جاذبية وأن الشركات الصينية تمتلك إرادة قوية لتوسيع نشاطاتها في السوق الجزائرية.

قدّر السيد حجم الاستثمارات الصينية الحالية في الجزائر بنحو 7 مليارات دولار، مشيراً إلى أنّ مشاريع كبرى ضمن مبادرة الحزام والطريق – مثل مطار الجزائر الدولي، مركز المؤتمرات، الجامع الأعظم والطريق السيار شرق-غرب – أصبحت بنية تحتية نموذجية. كما تتقدم مشاريع السكك الحديدية والرقمنة بوتيرة ثابتة، ما يعزّز أسس التصنيع والتنويع الاقتصادي المنشود، وما يدعم بثبات مسار التحديث الاقتصادي.

وفيما يخص توسيع اللغة الصينية والتعاون الثقافي، أشاد السفير بتدشين أول معهد كونفوشيوس في الجزائر وبفتح أقسام للغة الصينية في جامعات الجزائر العاصمة وقسنطينة، وأكد استعداد الصين لبحث فتح مركز ثقافي صيني في الجزائر، وفتح أقسام جديدة للغة الصينية في جامعات أخرى تغطي جميع مناطق البلاد.

أوضح السفير أن الصين ماضية في تحقيق هدف التحديث الصيني النمط بحلول عام 2035 وفق استراتيجية من مرحلتين، وأن قوتها تكمن في نظامها السياسي، سوقها الضخم، نسيجها الصناعي المتكامل ومواردها البشرية.

وبخصوص التوتر الاقتصادي مع الولايات المتحدة، قال السفير إن الحرب التجارية لا تخدم أي طرف، داعياً إلى حلول مبنية على المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة، مؤكداً أن الصين ستواصل حماية النظام التجاري المتعدد الأطراف وتقاسم فرص التنمية مع دول الجنوب. مؤكداً أن مبدأ الصين الحوار بدل المواجهة.

كما قدّم السيد دونغ قراءة تاريخية مطولة حول أزمة تايوان، وانتقد تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية التي اعتبرها استفزازية وتمسّ بأسس العلاقات الثنائية. وأكد أن الصين نصحت رعاياها بتجنب السفر إلى اليابان بسبب تزايد الاعتداءات والخطاب المتطرف ضد الصينيين. وشدد على أن سيادة الصين على تايوان “حق ثابت و موثق في القانون الدولي ولا يمكن لأحد عرقلته”.

وردا عن سؤال حول منطقة شينجيانغ، أكد أن سكانها يعيشون أفضل الفترات من التطور والاستقرار، متهماً بعض القوى الدولية بـ“تشويه الحقائق”. ودعا الجزائريين لزيارة الإقليم للاطلاع على واقعها الحقيقي.

إصلاحات الجزائر: رؤية إيجابية وفرص تعاون واسعة

أبدى السفير ارتياح الصين للإصلاحات الاقتصادية الجزائرية، خصوصاً بعد زيارة الرئيس تبون للصين، والتي تسهم في تحسين بيئة الأعمال، تسريع منح التراخيص، وتحديث قوانين الاستثمار. وأكد أن الصين مستعدة لتوسيع تعاونها مع الجزائر في مجالات المناجم، الصناعة الميكانيكية، الطاقات الجديدة، التصنيع الأخضر، إضافة إلى مقترحات جديدة تشمل التعاون المالي، تبادل العملات، وتوسيع استخدام اليوان.

اختتم السفير بالتأكيد على أن العلاقات الجزائرية-الصينية متجذرة في التاريخ وفي التضامن بين الشعبين منذ فترات التحرير الوطني، وأن هذا الإرث الإنساني يدفع نحو تعزيز التعاون في الثقافة، التعليم والمبادلات الشعبية.

وتجدر الإشارة أن المؤتمر الصحفي عُقد بحضور العديد من وسائل الإعلام الجزائرية بما فيها المكتوبة، المرئية، المسموعة والإلكترونية، وأعضاء من جمعية الصداقة الجزائرية الصينية وفي مقدمتهم رئيس الجمعية الدكتور إسماعيل دبش، وحضره أيضاً الدكتور حسن مغدوري مدير المتحف الوطني للمجاهد.

شاهد أيضاً

راسم عبيدات

مشاريع الطرد والتهجير، لم يجر التخلي عنها لا في غزة ولا في الضفة الغربية ، بقلم : راسم عبيدات

مشاريع الطرد والتهجير، لم يجر التخلي عنها لا في غزة ولا في الضفة الغربية ، …