شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
تعقيب على مقالة د. وليد عبد الحي المعونة :”فلسطين بين النووي والمعنوي” ، بقلم: د. وليد العريض
سينتصر المَنَويّ الفلسطيني… على وهم النووي الإسرائيلي
إسرائيل تُشهِرُ نوويها كما يشهر الضعيفُ صوته، وتصرّ على أنّ القنبلة الذرية هي ختم البقاء. لكنها في الحقيقة الدولة الوحيدة في العالم التي يفزع أمنها من طفل فلسطيني يولد في مخيم أو قريةٍ على أطراف الجدار.
إنها قوة تتكلّم بصوتٍ عالٍ… وقلبٌ يرتجف في الخفاء.
لا يحتاج الفلسطيني إلى مفاعل ليفرض معادلته؛ يكفي أن يولد.
وهذه الحقيقة — لا الصواريخ ولا الخطابات — هي التي تقلب الاستراتيجية الصهيونية رأسًا على عقب.
7.5 مليون فلسطيني مقابل 7.3 مليون يهودي… والرقم يتحرّك يوميًّا لصالح الشعب الذي حاولت إسرائيل محوَه، لكنه يعود بكامل اسمه وعدده ووجوده، كما لو أن الأرض نفسها تلد معه هويةً إضافية كل صباح.
إسرائيل تستطيع قصف طهران إن أرادت
لكنها عاجزة عن قصف “الزيادة السكانية” في الخليل.
تستطيع تهديد بيروت،
لكنك لن تجد جنرالًا واحدًا في تل أبيب يستطيع تهديد رحمٍ فلسطيني ينجب طفلًا كل لحظة.
هذه ليست معركة سلاح… بل معركة بقاء
وفي معارك البقاء ينتصر من يملك الحياة، لا من يملك زرّ التفجير.
والمضحك أن “الصهيوني العربي”، ذاك الذي يروّج لنووي إسرائيل أكثر من الإسرائيلي نفسه، يرفض أن يرى أن مشكلتها الحقيقية ليست في مفاعل ديمونا… بل في سرير ولادة في غزة.
لا يخيف تل أبيب صاروخٌ فصائلي بقدر ما يخيفها سجلّ الولادات الفلسطينية نهاية كل عام.
إسرائيل اليوم تُدرك — ولو كرهت — أن نوويّها بلا جدوى أمام المَنَوي الفلسطيني
وأن المشروع الذي جاء ليستبدل السكان
يخسر معركة السكان نفسها.
وحين تصبح الأقلية… تبدأ نهايتها مهما علت أصوات الرؤوس النووية.
ولهذا سيبقى المستقبل فلسطينيًا،
لا لأن العدالة تنتصر،
بل لأن الحياة لا يمكن هزيمتها…
ومهما تجبّر النووي، يبقى المَنَويّ أقوى منه ألف مرة.
