شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
غزة على مائدة الكبار… من يملك القرار؟ للكاتب غسان جابر ، بقلم : نجيب الكمالي
كعادتي، أجلس عند نافذتي في عدن بعد جلسة القات وكأس الشاي، وأمسك هاتفي لأقرأ الأخبار العالمية. ومن اللحظة الأولى وصلتني سطور صديقي المهندس غسان جابر، الكاتب الفلسطيني المقاوم، في مقاله “غزة على مائدة الكبار… من يملك القرار”. لم تكن كلمات عابرة، بل موجة خرجت من شاطئ غزة وارتطمت بجدار المنزل، كأنها رسالة من جبهة لا تُرى فيها البنادق فقط، بل تُسمع فيها دقات القلوب.
قمة شرم الشيخ أكتوبر 2025 كانت لحظة حاسمة. اجتمع فيها العالم ليس فقط لوقف النار، بل لإعادة ترتيب الملف الفلسطيني. ترامب اقترح مجلس سلام دولي لإدارة المرحلة الانتقالية في غزة مع إشراك محمد بن سلمان، بينما كانت الدول الأخرى تبحث عن موازين القوة ودور كل طرف في إعادة الاستقرار.
رأيت في كلمات غسان القمة كما لو كان حاضرًا يراقب الطاولة الطويلة ويتفقد الكرسي الفارغ الذي كُتب عليه “الصوت الفلسطيني الموحَّد”، كرسي لم يجلس عليه أحد. غسان لا يكتب تحليلًا، بل يقدم حكاية شعب يُراد له أن يُدار من الخارج، ويضع الحقيقة أمامنا دون خوف.
يكتب بصلابة الجبال، وبحذر من يعرف أن نصف المعركة يُخاض بالسلاح والنصف الآخر بالكلمات. يحمل غزة على كتفيه: ملفًا ووجعًا ومستقبلًا، ويضع على الورق قلبًا مشتعلاً ووعيًا يقظًا لا يخدعه بريق المؤتمرات. صديقي غسان جابر، كاتب حين تقرأه تشعر أن فلسطين تكتب نفسها على لسانه، وأن غزة تتكلم من خلاله كما لم تتكلم في أي قاعة من القمة.
غزة اليوم ليست مجرد سؤال إنساني أو سياسي، بل مفتاح ترتيب الإقليم كله. ومن يغيب عن الطاولة يُوضع على الطاولة. الفرصة أمام الفلسطينيين واضحة: إما تجاوز الانقسام واستعادة وحدتهم وصوتهم، أو الاستيقاظ على واقع تُدار فيه غزة بقرارات خارجية. وغسان جابر، بجرأته وصدق شهادته، يجعلنا نرى الطريق بوضوح: أن العودة إلى المسرح الفلسطيني ضرورة ملحة قبل فوات الأوان.
