
معرض الصين الدولي للاستيراد.. جسر من الفرص المشتركة نحو المستقبل ، بقلم : تشو شيوان
في عالم عماده المزيد من الترابط الاقتصادي يأتي معرض الصين الدولي للاستيراد كمنصة استثنائية لا تعكس فقط انفتاح السوق الصيني على العالم، بل وتُجسّد إيمان الصين الراسخ بأن النمو الحقيقي يكمن في تقاسم الفرص مع العالم، من وجهة نظري كصحفي صيني أنه لم يعد هذا المعرض مجرد حدث تجاري، بل تحول إلى وعد عملي بشراكة عالمية شاملة وتقدم مفتاح دخول آمن وموثوق لأي شركة تطمع في الاندماج والدخول للسوق الصيني الضخم.
فلسفة المعرض تتماشى بشكل كامل مع التحول في النموذج الاقتصادي الصيني، الذي لم يعد يقتصر على التصدير فحسب، بل أصبح يستوعب بشكل كبير سلع العالم وخدماته عالية الجودة، ومن هنا يمكنني القول بأن هذه ليست مجرد سياسة اقتصادية بل هي رؤية استراتيجية تخلق فائزين من جميع الأطراف، فالشركات الدولية التي تشارك في المعرض لا تحصل فقط على منفذ مباشر لـ 1.4 مليار مستهلك، بل تكتسب أيضاً فهماً عميقاً للأذواق المتغيرة والمتطلبات المتطورة في السوق الصينية، مما يمكنها من صقل منتجاتها وخدماتها بشكل فعال، كما أن هذا التفاعل يغذي المنافسة الشريفة والابتكار، مما يدفع عجلة التطور التكنولوجي والانتاجي والتحسين المستمر للخدمات، وهو أمر يصب في مصلحة المستهلك الصيني أولاً وأخيراً.
في هذا الإطار، أرى أن العلاقة بين الصين والعالم العربي تمثل نموذجاً حياً لهذه الشراكة المربحة للجميع، ولم تعد هذه العلاقة مقتصرة على تبادل النفط بالسلع المصنعة، بل تجاوزتها إلى آفاق أرحب من التعاون الاستراتيجي، وتشير التقارير إلى أن 86% من الشركات الصينية تخطط للتوسع في الشرق الأوسط، مع تحول استثماراتها نحو القطاعات عالية التقنية مثل الطاقة المتجددة، السيارات الطائرة، الذكاء الاصطناعي، والخدمات السحابية، ومن وجهة نظري هذا يخلق فرصة ذهبية للشركات العربية، فبينما تبنى الشركات الصينية شراكات وثيقة مع الشرق الأوسط، فيأتي المعرض ليفتح الباب على مصراعيه للشركات العربية الراغبة في دخول السوق الصيني إذ يمكن لهذه الشركات أن تستفيد من المعرض لعرض منتجاتها التي تلبي احتياجات الصين، سواء كانت منتجات تقنية مالية أو خدمات لوجستية وسياحية قادمة من عدة دول عربية مثل مصر والإمارات والسعودية والجزائر وغيرها من الدول الأخرى.
ختاماً يمكننا القول بأن معرض الصين الدولي للاستيراد هو أكثر من مجرد حدث سنوي؛ إنه تجسيد لروح “المصير المشترك”، والمعرض في نسخته الحالية 2025 يمثل محطة انتقالية في مسار الاقتصاد العالمي فإذا كان العالم يبحث اليوم عن “مكان للنمو”، فالصين تقول مرحباً بكم هنا يبدأ المسار، وللشركات العربية أقول بأن المعرض هو دعوة مفتوحة ليست للتصدير للسوق الصيني فقط، بل للابتكار والمشاركة، وكأن المعرض يقول للعالم كن كشريك في رحلة نمو تحقق الازدهار للجميع.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .