12:31 صباحًا / 6 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

إعادة ضبط اتجاه “السفينة العملاقة للعلاقات الصينية-الأمريكية” ، بقلم : تيان جيانينغ

إعادة ضبط اتجاه "السفينة العملاقة للعلاقات الصينية-الأمريكية" ، بقلم : تيان جيانينغ

إعادة ضبط اتجاه “السفينة العملاقة للعلاقات الصينية-الأمريكية” ، بقلم : تيان جيانينغ

لا شك أن أقوى صوت في الساحة الاقتصادية الدولية الراهنة هو اللقاء التاريخي بين زعيمي الصين والولايات المتحدة في بوسان، جمهورية كوريا. أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن على الصين والولايات المتحدة أن تكونا شريكتين وصديقتين، فذلك ما علمنا إياه التاريخ، وما تقتضيه متطلبات الواقع. واتفق الزعيمان على الحفاظ على التواصل المنتظم وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والتبادل الثقافي، مما يُعزز الثقة بالنمو الاقتصادي العالمي.


جاء هذا اللقاء امتدادا للتوافق المهم الذي تم التوصل إليه الوفدان الصيني والأمريكي خلال محادثاتهما الاقتصادية والتجارية التي جرت مؤخرا في كوالالمبور، حيث قررت الولايات المتحدة إلغاء بعض الرسوم الجمركية الإضافية وتعليق إجراءات الرقابة على الصادرات الجديدة، وعدّلت الصين إجراءاتها المضادة بناء على ذلك. وتوصل الجانبان إلى توافق بشأن قضايا تشمل التعاون في مكافحة المخدرات المتعلق بالفنتانيل، وتوسيع تجارة المنتجات الزراعية، ومعالجة القضايا الفردية المتعلقة بالشركات ذات الصلة، كما أكد الجانبان النتائج التي تم التوصل إليها خلال المحادثات الاقتصادية والتجارية في مدريد. هذه الخطوات العملية تؤكد أن السبيل الوحيد لطمأنة الاقتصادين الصيني والأمريكي، بل والاقتصاد العالمي، هو الحوار القائم على المساواة والعقلانية.


على مدى السنوات السبع الماضية، شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية تقلبات حادة. إن ما يُسمى بـ”الحرب التجارية الصينية الأمريكية” غير دقيق؛ فجوهرها هو قمع الولايات المتحدة للصين والعالم تجاريا، مما قوّض قواعد التجارة الحرة وعملية العولمة. في مواجهة الضغوط الخارجية، لم تتراجع الصين قط، بل انتقلت من الإجراءات المضادة السلبية إلى العمل الاستباقي. ومن الاستجابة الأولية لكل خطوة فور حدوثها إلى “الإجراءات المضادة الدقيقة” الحالية التي تُركز على سلاسل التوريد الرئيسية، أظهرت الصين عزما استراتيجيا أكثر نضجا ومنظورا عالميا أوسع في اللعبة. إن تطبيق ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة وفرض رسوم الموانئ المتبادلة على الولايات المتحدة هما مظهران من مظاهر حماية المصالح الوطنية بالوسائل المشروعة، في إطار الالتزام بالقانون والعقل والنظام. وكما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فإن الصين، بموقعها المهيمن في الصناعات الأرضية النادرة والاستراتيجية، قد أظهرت قدرات في التحكم بسلاسل التوريد لا تقل عن قدرات الولايات المتحدة.


يشير البروفيسور وانغ ييوي من جامعة رنمين الصينية إلى أن تطور الإجراءات المضادة الصينية يعكس قفزة شاملة في القوة الوطنية، من قوة السوق والقوة الشرائية إلى القوة التكنولوجية وسلامة السلسلة الصناعية. لم تعد الصين تتفوق بالحجم في مجال واحد، بل بفضل قدرتها التنافسية الشاملة في الابتكار والتصنيع والانفتاح. وقد منحها نجاح تحولها الرقمي والذكي مكانة لا غنى عنها في نظام تقسيم العمل العالمي، وجعلها أكثر استباقية في بيئة تجارية متنوعة. فمن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) إلى مبادرة الحزام والطريق، ومن بناء مناطق تجارة حرة عالية الجودة إلى بحث الانضمام إلى الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة العابرة للمحيط الهادئ(CPTPP)، خففت الصين من المخاطر الخارجية من خلال الانفتاح الأحادي الاستباقي، وعززت التداول المزدوج المحلي والدولي الذي يعزز كل منهما الآخر، وعززت مكانتها في نظام التجارة العالمي.


كما أكد الرئيس شي جين بينغ، فإن تنمية الصين لا تتعارض مع الرؤية المتمثلة في “جعل أمريكا عظيمة مجددا” التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. إن البلدين قادران تماما على مساعدة بعضهما البعض على النجاح والازدهار معا. قال شي إنه على مدى أكثر من سبعة عقود، واصلنا العمل جيلا بعد جيل على نفس الخطة لتحقيقها على أرض الواقع. وليس لدينا أي نية لتحدي أو إزاحة أي طرف آخر. وتركيزنا كان دائما منصبا على إدارة شؤون الصين الداخلية بشكل جيد، وتحسين أنفسنا، ومشاركة فرص التنمية مع جميع دول العالم، وهذا أحد الأسرار المهمة لنجاحنا. ويمكن للصين والولايات المتحدة أن تتحملا المسؤولية معا كدولتين كبيرتين، وأن تعملا معا لتحقيق مزيد من الأشياء العظيمة والملموسة من أجل مصلحة بلدينا والعالم بأسره.


الصين ستستضيف منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (أبيك) لعام 2026، بينما ستستضيف الولايات المتحدة قمة مجموعة العشرين العام المقبل. وقد أعرب الجانبان عن استعدادهما لدعم بعضهما البعض في جعل كلتا القمتين مثمرتين بما يسهم في تعزيز نمو الاقتصاد العالمي وتحسين حوكمة الاقتصاد العالمي. كما أعرب ترامب عن تطلعه لزيارة الصين في أوائل العام المقبل ورحب بزيارة الرئيس شي جين بينغ للولايات المتحدة في الوقت المناسب.

ونأمل أن يعتز الجميع بالنتائج التي تحققت بشق الأنفس من المفاوضات، وأن يستخدموا التعاون والعقلانية كحبر، والتنمية والمسؤولية كورق، لكتابة فصل جديد من قصة إمكانية التعايش والازدهار المشترك بين القوى الكبرى.

شاهد أيضاً

اللجنة المركزية للانتخابات تعقد اجتماعاً تشاورياً مع اللجنة التحضيرية لانتخابات المجلس الوطني

شفا – عقدت اللجنتان المركزية للانتخابات، والتحضيرية لانتخابات المجلس الوطني، اجتماعا تشاوريا، اليوم الأربعاء، بهدف …