12:35 صباحًا / 27 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي، الجزائر تحتفي بسبعينة الثورة التحريرية

الثورة والمقاومة في الوجدان العربي: من نوفمبر الجزائر إلى طوفان الأقصى
قراءة في راهنية الملتقى الدولي حول تيمة الثورة والمقاومة في المدونة الإبداعية والنقدية والتعليمية.

شفا – تُعدّ الثورة والمقاومة ركيزتين أصيلتين في الوعي العربي والإنساني، ومعبّرين عن أعمق أشكال الوجود في مواجهة القهر والاستلاب.

وفي هذا الإطار، نظّمت الأكاديمية الوهرانية للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي برئاسة البروفيسور سعاد بسناسي الملتقى الدولي الموسوم: «تيمة الثورة والمقاومة في المدونة الإبداعية والنقدية والتعليمية»، في تزامنٍ رمزيٍّ بليغٍ مع الذكرى المجيدة لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، ومع الطوفان الفلسطيني المبارك وما خلّفه من مأساة إنسانية في غزة، حيث التقت الثورة الجزائرية بالمقاومة الفلسطينية في وجدانٍ عربيٍّ مشترك قوامه الكرامة والحرية.


انعقد الملتقى بمشاركةٍ علميةٍ واسعة ناهزت السبعين متدخّلًا من باحثين وأكاديميين من داخل الوطن وخارجه، منهم سبعة متدخلين من خارج الجزائر مثّلوا دول: الكويت، مصر، تركيا، تونس، السودان، وفلسطين، في حضورٍ يعكس عمق التضامن الفكري العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية وامتداد فكر المقاومة في الأفق الأكاديمي المعاصر.
أما المشاركون من داخل الوطن فقد توزّعوا على سبعٍ وعشرين جامعة جزائرية، من بينها: وهران، الشلف، الوادي، سطيف، برج بوعريريج، الأغواط، البيض، تيسمسيلت، تمنراست، بسكرة، عنابة، معسكر، خنشلة، مغنية، جيجل، بشار، البويرة، والجلفة، مما أضفى على الملتقى بعدًا وطنيًا شاملًا، ومكّن من إثراء النقاشات بتنوّع المرجعيات والتجارب الأكاديمية.


وقد ضمّت الجلسات العلمية نخبة متنوعة من الاستاذة بين اساتذة تعليم عال ومحاضرين ومساعدين وطالبة دكتوراه، في توازنٍ مثالي بين الخبرة الأكاديمية والبحث الشاب، بما يعكس حيوية البحث العلمي في الجزائر وانفتاحه على القضايا القيمية والإنسانية الراهنة.


جاء الملتقى ليسائل السردية العربية في بعدها المقاوم، من خلال استقراء تمثلات الثورة والمقاومة في النصوص الإبداعية والنقدية والتعليمية، بوصفها فضاءات لإعادة بناء الذاكرة الجماعية وتوريث المعنى التحرّري للأجيال. وقد أجمعت المداخلات على أنّ المقاومة ليست فعلًا عسكريًا فحسب، بل هي وعي لغوي وثقافي وتربوي يُسهم في تشكيل وعي بيداغوجي مؤدلج بقيم الحرية والكرامة.


كما خلصت المناقشات إلى ضرورة إعادة ضبط المفاهيم المرتبطة بالمقاومة والإرهاب في الخطاب العالمي، رفضًا لتمييع المصطلحات الذي يسعى إلى تجريم الفعل المقاوم وتبرئة العدوان المنظّم. وشدّد المشاركون على وجوب توسيع مفهوم المقاومة ليشمل أبعادها الثقافية والفكرية والجمالية والتربوية، معتبرين أن الكلمة والفكرة والنصّ النقدي والفعل التربوي هي جميعًا أشكال راقية من المقاومة الإنسانية.


لقد أعاد الملتقى إلى الواجهة القيمة الرمزية للثورة الجزائرية، ليس بوصفها ذكرى تُستعاد، بل كمشروع فكري مستمرّ يُعيد للإنسان العربي ثقته في القدرة على التغيير. كما ربط بين نوفمبر الجزائر وأكتوبر فلسطين في وحدة وجدانية عميقة تؤكّد أنّ المقاومة — في بعدها الإنساني — قدر الأحرار في كل زمان ومكان.


ويأمل المنظمون أن تكون مخرجات هذا الملتقى منطلقًا لمشاريع بحثية مستقبلية، من بينها إصدار كتاب جماعي محكّم يضمّ المداخلات بعد تنقيحها العلمي، وتنظيم طبعة ثانية من الملتقى مخصّصة لموضوع المقاومة في الخطاب الرقمي والإعلام الجديد، مع التوصية بأن تحمل الطبعة القادمة شعار:


“من الجزائر إلى فلسطين… مقاومة متجددة في وجه النسيان.”

شاهد أيضاً

فيفيان عليص : زهرة البيرة التي تزهِر على ميادين آسيا ، بقلم : د. منى ابو حمدية

فيفيان عليص : زهرة البيرة التي تزهِر على ميادين آسيا ، بقلم : د. منى ابو حمدية

فيفيان عليص : زهرة البيرة التي تزهِر على ميادين آسيا ، بقلم : د. منى …