12:41 صباحًا / 26 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

غزة ـ حماس … غزة – ترامب ، كوشنير ، بقلم : راسم عبيدات

غزة ـ حماس … غزة - ترامب ، كوشنير ، بقلم : راسم عبيدات

غزة ـ حماس … غزة – ترامب ، كوشنير ، بقلم : راسم عبيدات

مشروع ما يُعرَف بـ «السلام الاقتصادي لتصفية القضية الفلسطينية»، الذي عُقد في البحرين في حزيران 2019، في فترة الرئاسة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث اعتبر ترامب وصهره جارد كوشنير أن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب وحقوق—إنهاء الاحتلال وإزالة الاستيطان وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس—بل هي قضية عقارية واستثمارية، تُباع القضية الفلسطينية مقابل 50 مليار دولار، تُدفع من الدول العربية النفطية.

اليوم يتجدد هذا المشروع الاستثماري-الاقتصادي في قطاع غزة وجنوب لبنان وجنوب سوريا، عبر إقامة مناطق استثمارية وعقارية ضخمة في مناطق جغرافية يُجرى استقطاعها من أراضي سوريا ولبنان وفلسطين، بحيث تكون تلك المناطق، التي تمتد لمساحة 5-6 كيلومترات من أراضي جنوب لبنان وجنوب سوريا، وشرق قطاع غزة، خالية من السكان وتحت سيادة “إسرائيلية-أمريكية”. مُناطق استثمار اقتصادي وعقاري وسياحي وأبراج سكنية؛ وأمنيًّا تكون تابعة للجيش الإسرائيلي، ومن خلفها مناطق أمنية بين 50-60 كم من جغرافيا تلك الدول، كجزء من أمن دولة الاحتلال، مع بقاء استباحة السيادة لتلك الدول إذا ما شعرت “إسرائيل” بأي تهديد أمني أو عسكري.

ولذلك، لم يتخلَّ ترامب وصهره عن ما يُعرَف بـ «ريفيرا الشرق»، والذي هو امتداد لمشروع ما يُسمّى السلام الاقتصادي، والهدف منه الإجهاز على القضية الفلسطينية بشكل نهائي. شركة كوشنر “أفينيتي بارتنرز”، بالتعاون مع مموّلين أمريكيين جاهزين للاستثمار في حاضنة عقارية غير خاضعة لأي قانون أو نظام ضريبي، ويُعرّفها من جهة دولة الاحتلال بأنها منطقة اقتصادية حرة، ويُجرى تقاسمها بين أمريكا وإسرائيل. هي المنطقة الواقعة شرق قطاع غزة ومساحتها 200 كم²، وخالية من السكان، لا يقطنها أكثر من مئة ألف مواطن غزي من أصل نحو 2.25 مليون مواطن. وهذه المدينة التي سيتم تشييدها، هناك اعتقادي بأنها من أجل جذب السكان الذين لا يوجد لديهم سكن، لكن الهدف استخدام الأموال العربية المخصصة لإعادة الإعمار من أجل استغلالها في إقامة بنية تحتية ضخمة، تناسب طموحات كوشنير وحُماة ترامب (بما يُعرف بريفيرا الشرق) — مشاريع سياحية عملاقة وأبراج سكنية فاخرة.

بعدما فشلت أهداف الحرب العسكرية والأمنية، بعد عامين من حرب الإبادة والتجويع، كان لا بد من مشروع يحاصر المقاومة ويضعفها وينزع سلاحها إن أمكن. حيث سقط مشروع التهجير بواسطة حرب الإبادة، ولذلك ذهب ترامب إلى هدف جديد، وعبر مشروع استعماري غير مسبوق، مُشرّع فرض الوصاية على القطاع، كشكل من أشكال الانتداب الدولي، شبيه بمشروع الانتداب البريطاني على فلسطين. وهذه الخطة تهدف أيضاً إلى الإخلال بالواقع الديموغرافي بين النهر والبحر، بحيث تكون الأغلبية للمستوطنين على حساب سكان البلاد الأصليين، وجعل قطاع غزة مجرد جغرافيا وديموغرافيا بلا هوية—أرض وسكان تحت الوصاية الدولية بمجلس انتداب يترأسه ترامب وقوة دولية تشرف على نزع سلاح المقاومة.

دور الدول النظام الرسمي العربي وتركيا في مشروع «ريفيرا الشرق»: المناطق المحتلة من قطاع غزة التي بقيت تحت سيطرة الاحتلال بعد الانسحاب الجزئي وفق خطة ترامب، والواقعة شرق مدينة غزة، هي 200 كم²، والتي لا يتواجد فيها أكثر من مئة ألف مواطن غزي من أصل نحو 2.25 مليون غزي. سيُجرى ضخ الأموال الخليجية المخصصة للإعمار من أجل إقامة بنية تحتية ضخمة، وفي المناطق التي انسحب منها الاحتلال، ستعمل تركيا ومصر أمنياً، وستكون هناك شرطة فلسطينية منتشرة بإشراف مصري، وكذلك لا مانع من تواجد حركة حماس، شرط أن لا يشكّل سلاحها تهديدًا لأمن الدولة.

مشروع ما يُعرف بـ «ريفيرا الشرق» سيُسحب على لبنان وسوريا. فلبنان يتعرض لاعتداءات يومية إسرائيلية واستباحة سيادته، وهناك تهديدات أمريكية وتحذيرات أمريكية وأوروبية وغربية، وتهويل خارجي وداخلي بأنه إذا لم يُنزَع سلاح حزب الله، فإن إسرائيل ستشن حرباً عدوانية واسعة على لبنان. وترافق ذلك مع تصريحات لرئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بأن قضية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ونزع سلاح المقاومة ستنتهي قبل نهاية هذا العام، وكذلك المندوب السامي على لبنان، توماس بارك، يقول إنه يجب نزع سلاح الحزب، بدون تطبيق “إسرائيل” لالتزاماتها بموجب القرار (1701): الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف استباحة الأراضي اللبنانية.

الهدف هنا واضح: جعل منطقة الجنوب اللبناني خالية من السلاح، ويُمنع سكان قرى الجنوب اللبناني من العودة إليها، ويُحوَّلها إلى منطقة استثمارية وعقارية تكون بمثابة منطقة أمنية لإسرائيل.

وهذا المشروع سينسحب على سوريا على نحو أوسع وأشمل، ولكن السمسار هناك، وفي لبنان، هو توماس براك. فـ سوريا التي تُشن عليها إسرائيل حرباً متواصلة، حرباً إنهاكية، من أجل أن تصبح جاهزة للاستجابة لشروط وإملاءات إسرائيلية.

المشروع في لبنان وسوريا سيكون في عهدة سمسار عقاريّ آخر يعمل مع كوشنير، هو توماس برّاك، والمطلوب جبل الشيخ ومن حوله مناطق فارغة من السكان تصل حتى البحر، لها وظيفة أمنية للمراقبة وفرض السيطرة، لكنها استثمار عقاريّ مذهل بكلفة صفر، حيث يُفترض أن يكون جبل الشيخ والبحر مصدراً للقيمة المضافة لهذه المنطقة كمشروع سياحيّ جاذب، تُقام حوله حاضنات اقتصادية وعقارية ومشاريع سكنية ذات رفاهية عالية، حيث تتضمّن خرائط كوشنير بناء مشاريع سكن شخصيّ للمشاهير من منازل ذكية، مزوَّدة بمهابط حوامات وطائرات درون وإجراءات أمن عالية التقنية، ومحاطة بالغابات والمساحات الخضراء، وتتمتّع بموارد المياه العذبة، وعلى مسافة كيلومترات منها منتجع مثالي للتزلّج في جبل الشيخ، ومنتجعات من الجهة الأخرى تقع على أجمل شاطئ رملي في العالم.

من يراهن على حصول حالة طلاق أمريكيّة-إسرائيلية، فهو ليس فقط واهم، بل يعيش في حالة انفصال عن الواقع وغيبوبة سياسية. فبعد الفشل في تحقيق العدوان عسكريّاً وأمنيّاً، وفشل مخطّطات التهجير بواسطة الإبادة، كان لا بدّ من مشروع محاصرة المقاومة وإضعافها، وإن أمكن نزع سلاحها. ولذلك، حلفاء أمريكا هم الذين يستولون هذا الدور من العرب والمسلمين: منهم من يتولّى العمل في الجانب العسكري والأمني، ومنهم من سيعمل في الجانب المالي والتمويلي لإعمار غزة الواقعة تحت السيطرة الأمريكية والإسرائيلية. هو مشروع انتداب وصفقة قرن قرونها أكبر من صفقة القرن الأولى. هي جعل نحو 2.25 مليون غزي يعيشون في منطقة دولية بلا هوية وبلا انتماء وبلا قضية، والهدف واضح: الإخلال بالتوازن الديموغرافي في فلسطين التاريخية.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

واصل أبو يوسف

واصل أبو يوسف : أي تجاهل لمرجعية منظمة التحرير يعد تكريساً للانقسام ويخدم أهداف الاحتلال بمنع تجسيد الدولة الفلسطينية

شفا – قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن الموقف الفلسطيني منذ …