
مضامين مشاركة الملك وولي عهده في قمة ميد”9″ بسلوفينيا ، بقلم : كريستين حنا نصر
دعا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين خلال زيارته الدولية والتي رافقه فيها صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني ، لقمة ميد9 المنعقدة قبل أيام في مدينة بورتوروز السلوفينية ، الى ضرورة العمل الدولي المشترك لضمان الزام جميع الاطراف المعنية باتفاق انهاء الحرب بين حركة حماس واسرائيل في غزة ، حيث أكد أيضاً أن على دول الشرق الاوسط وجنوب اوروبا العمل المشترك والتنسيق بالطبع مع الولايات المتحدة الامريكية وجميع الشركاء ، لضمان الزام كل الاطراف المعنية لاجل انهاء الحرب في غزة ، وهو أمر يلعب دوراً أساسياً في النهاية لتحقيق السلام والأمن في المنطقة العربية .
وقد شدد جلالته على أهمية العمل في سبيل تعزيز ضمان وصول المساعدات والاستجابة الانسانية في قطاع غزة ، بهدف الحد من التبعات الكارثية المأساوية للحرب على أهل غزة ، كما أكد جلالته أيضاً على ضرورة تهدئة الوضع في الضفة الغربية والقدس ، ودعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية بما يخدم الشعب الفلسطيني ويعمل على تحقيق تهدئة الاوضاع ، كما تطرق جلالته أيضاً خلال المباحثات واللقاءات التي اجراها الى مؤتمر حل الدولتين الذي عقد في نيويورك وبتنظيم مشترك من قبل فرنسا والسعودية ، وحث على ضرورة البناء على مخرجات هذا المؤتمر للاعتراف بالدولة الفلسطينية .
موضحاً جلالته أهمية قمة ميد9 للسعي نحو تعزيز الحوار ورفع مستوى التنسيق المشترك للتصدي للتحديات المتسارعة التي تواجه الجميع ، حيث يأتي انعقاد قمة ميد9 وبمشاركة واسعة من عدة قادة وزعماء من دول جنوب اوروبا ، الى جانب قادة وممثلين عن الاتحاد الاوروبي منها سلوفينيا وقبرص واسبانيا وفرنسا واليونان وايطاليا ومالطا والبرتغال وكرواتيا ، وهي الدول الاوروبية التسع التي تطل على البحر الابيض المتوسط .
وخلال لقاء عمل لقادة الوفود المشاركة ، اشار جلالته الى اهمية البحث في سبل وآليات بناء فرص التنمية والنمو الاقتصادي ، خاصة بين دول الشرق الاوسط وجنوب اوروبا ، حيث جرى على هامش قمة ميد9 في سلوفينيا عقد لقائين منفصلين بين جلالة الملك ورئيس المفوضية الاوروبية ورئيس وزراء اليونان وبحضور ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني ، وفي سياق الزيارة أيضاً وعلى هامش المؤتمر التقى نائب رئيس الوزراء الاردني وزير الخارجية ايمن الصفدي بنائب رئيس الوزراء وزيرة الشؤون الخارجية والاوروبية السلوفينية تانيا فايون ، حيث نتج عن ذلك توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التحول الرقمي بين البلدين ، وهذا اعلان مشترك لتعزيز مستوى الشراكة والتعاون السياسي والاقتصادي والتنموي والثقافي والدفاعي بين البلدين أيضاً .
والجدير بالذكر أن الاردن يلعب دور قوي ومحوري في منطقة الشرق الاوسط ، واهم وجوه هذا الدور ومجالاته الادوار السياسية والتفاوضية في حل النزاعات ، وايضاً ادوار سياسية ودبلوماسية وانسانية مهمة وبالاخص المساعدات الانسانية والاغاثية لأهل غزة ، حيث ارسلت سلوفينيا منذ اندلاع حرب غزة وعبر الأردن وبمساعدته عدة شحنات اغاثية لاهل غزة ، والتي بلغت قيمتها الاجمالية حوالي 1,6 مليون يورو ، والاردن يستضيف أكثر من مليوني لاجىء فلسطيني مسجل في منظمة الاونروا ، والأردن يضم المقر الاقليمي ومكاتب الرئاسة العامة لوكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الاونروا ) ، حيث وقعت سلوفينيا معها اتفاقية لمدة اربع سنوات لتقديم مساعدات للأونروا بقيمة أربع ملايين يورو .
وأثناء وجود جلالة الملك وولي العهد الامير الحسين بن عبد الله ، تمّ زيارة مسجد ليوبليانا في سلوفينيا والمركز الثقافي الاسلامي في العاصمة ، حيث تجولا معاً في المركز مستمعين لشرح قدمه مفتي سلوفينيا نيفزيك بوريك حول الانشطة والفعاليات الدينية والثقافية والتعليمية التي يقدمها المركز ، حيث لفت مفتي سلوفينيا الى أهمية جهود الملك عبد الله الثاني في تعزيز قيم التفاهم والاحترام والتسامح المتبادل بين الأديان ، مثمناً أيضاً المبادرات العديدة التي اطلقها جلالته لهذا الهدف ، على سبيل المثال اسبوع الوئام العالمي بين الاديان والذي اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كما اشاد المفتي بدور الاردن في دعم الاشقاء الفلسطينيين والجهود المبذولة أيضاً على صعيد تسهيل ادخال المساعدات الانسانية الاغاثية ، والتي تقدمها سلوفينيا الى قطاع غزة ، كذلك زار جلالته و ولي العهد مسجد ليوبليانا الذي يخدم نحو 150 الف مسلم ومسلمة في سلوفينيا .
العلاقات السلوفينية الاردنية تاريخية وعلى درجة عالية من التنسيق والتعاون في مختلف المجالات ، حيث يشار الى أن غولوب رئيس وزراء سلوفينيا التقى لأول مرة بجلالة الملك عبد الله الثاني في شباط عام 2024م على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن ، وقد دعا الزعيمان حينها في اجتماعهما الى وقف اطلاق النار وتقديم المساعدات الانسانية لسكان قطاع غزة ، وفي حزيران عام 2024م حضر غولوب المؤتمر الدولي بعنوان “المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة “، في المملكة الاردنية الهاشمية حيث جرى بين غولوب وجلالة الملك اجتماع ثنائي ، شكر فيه جلالته على دعم الاردن للحفاظ على الاستقرار والامن في المنطقة ، وفي العام الماضي وخلال اجتماع قادة دول حوض البحر الابيض المتوسط التسعة والذي انعقد في قبرص ، حيث كان مؤتمراً فاعلاً جامعاً لدول متوسطية اعضاء في الاتحاد الاوروبي ، التقى غولوب ايضاً بجلالة الملك واعرب في اللقاء جلالته عن امتنانه لرئيس الوزراء غولوب وجهود حكومته الدبلوماسية في بحث سبل ايجاد حلول سلمية للصراع في غزة ، كما شملت المباحثات جوانب تتعلق بدور سلوفينيا في مجلس الأمن .
جاءت عودة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في 20 تشرين الاول بعد جولة مكوكية اوروبية استراتيجية نشطة شملت ايطاليا وهنغاريا وسلوفينيا ، تصدرت حديث مواقع التواصل الاجتماعي الاردنية والتي تخللها أيضاً وسم بعنوان ( سلامتك سيدنا ) بعد اصابة جلالته بوعكة صحية عابرة ، تضمنت عبارات ومشاعر صادقة تعبر عن المحبة والاخلاص لجلالته والاطمئنان على صحته رعاه الله ، وذلك بعد اعلان الديوان الملكي العامر اصابة جلالته بنزلة برد ، حفظ الله جلالة الملك و بارك في جهوده الدؤوبة في تحقيق السلام للمنطقة والتنمية والازدهار لبلدنا ومنطقتنا .