10:33 مساءً / 9 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

وزير الخارجية الصيني وانغ يي : حكمة الحضارتين العريقتين توجه التعاون بين الصين وإيطاليا

وزير الخارجية الصيني وانغ يي : حكمة الحضارتين العريقتين توجه التعاون بين الصين وإيطاليا

شفا – قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي ، إن الصين وإيطاليا، مستفيدتين من حكمة حضارتيهما العريقتين الغنيتين، يمكنهما تعزيز العلاقات الثنائية وتقديم مسارات عملية للمجتمع الدولي للاستجابة للتحديات العالمية الحالية.

أدلى وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بهذا التصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أنطونيو تاجاني.

وقال وانغ إن الاحترام المتبادل والانفتاح والتعاون والتعلم المتبادل هي مبادئ مشتركة للصين وإيطاليا، وتجسد حكمة حضارتين عريقتين، ولا توفر ضمانا متينا لتطوير العلاقات الثنائية فحسب، بل تقدم أيضا مسارات عملية للمجتمع الدولي لمعالجة تغييرات عصرنا.

وأشار وانغ إلى أن الاجتماع الثاني عشر للجنة الحكومية الصينية-الإيطالية المشتركة حقق النجاح التام، حيث توصل الجانبان إلى إجماع مهم بشأن بناء علاقات صينية-إيطالية أكثر استقرارا وإثمارا.

وتحل هذا العام الذكرى الـ55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإيطاليا. وعلى مدى الأعوام الـ55 الماضية، كان التطور المطرد للعلاقات بين الصين وإيطاليا قائما على كل من التبادلات التاريخية والحاجة إلى التعاون المربح للجانبين، كما قال وانغ.

وشدد وزير الخارجية الصيني على أن الاحترام المتبادل هو السبيل الصحيح للتعايش بين الدول. وأضاف أن أولئك الذين يتشاركون المثل والقيم المتشابهة هم أصدقاء، وأولئك الذين يسعون إلى أرضية مشتركة مع احترام الخلافات يمكن أن يكونوا أصدقاء أيضا. ولا ينبغي أن تكون الاختلافات الثقافية والمؤسسية عائقا أمام الحوار والتعاون، بل يتطلب الأمر دعم المصالح وتفهم الشواغل المشروعة لكل طرف.

وأكد أن الصين تعتبر جميع الدول، بصرف النظر عن حجمها وقوتها، أعضاء على قدم المساواة في المجتمع الدولي، وأن سياسات التنمر الأحادية لا يجب أن تكون اللون المهيمن على العصر، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يكرر أخطاء قانون الغاب، وأن معاملة بعضنا البعض على قدم المساواة والانخراط في الحوار والمشاورات هما الطريقتان الوحيدتان لحل النزاعات والخلافات.

وأكد وانغ أن التعاون المفتوح والمفيد للطرفين هو النموذج الناجح للعلاقات الثنائية، موضحا أن الصين وإيطاليا تدعمان التجارة الحرة والاقتصاد العالمي المفتوح، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية 70 مليار دولار أمريكي لسنوات متتالية. وقال إن إيطاليا تعتبر “مملكة الشركات الصغيرة والمتوسطة”، بينما توفر الصين منصة مثالية للشركات الإيطالية للاستفادة من ذكائها ومواهبها. وعلى مدى 13 عاما متتالية، عقد الطرفان معا “أسبوع العلوم والتكنولوجيا والابتكار”، مما وفر زخما مستمرا لتعزيز التجارة والاستثمار والتعاون التكنولوجي.

وستعقد الصين قريبا الدورة الرابعة الكاملة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، لإطلاق الخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026-2030) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية. وخلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، ستسرع الصين عجلة التحول الصناعي والارتقاء إلى التنمية عالية الجودة والذكية والخضراء، مع تعزيز الانفتاح العالي المستوى لسوقها الضخم، مما يتوقع أن يوفر فرصا جديدة للتعاون مع الدول، بما في ذلك إيطاليا، كما قال وانغ.

وتطرق وانغ أيضا إلى التبادلات والتعلم المتبادل باعتبارها روابط مهمة تجمع الشعبين معا، قائلا إن التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين وإيطاليا نابضة بالحياة ومثمرة، مستشهدا بما قدمه الطرفان من نموذج رائد في الصداقة بين مواقع التراث العالمي، حيث أعادت إيطاليا مرتين آثارا ثقافية صينية مفقودة، وسيعقد أول منتدى لرؤساء الجامعات الصينية-الإيطالية هذا العام. وقد أدت استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية من قبل بكين وميلانو على التوالي إلى تعزيز التعاون الوثيق بين الصين وإيطاليا في الصناعات الجليدية والثلجية.

وأصبحت إيطاليا الآن واحدة من الدول الأوروبية التي لديها أكبر عدد من الرحلات الجوية المباشرة إلى الصين. ومنذ أن نفذت الصين سياسة الإعفاء من التأشيرة للإيطاليين، تضاعف عدد الزوار الإيطاليين إلى الصين العام الماضي. وستواصل الصين تمديد سياسة الإعفاء من التأشيرة للإيطاليين، مما يتيح للمزيد من “ماركو بولو” العصر الجديد الشروع في رحلات إلى الصين متى رغبوا في ذلك، حسب وانغ.

وقال وزير الخارجية إن الصين وإيطاليا، كممثلتين للحضارتين الشرقية والغربية، قدمتا مساهمات كبيرة في تطور وتقدم المجتمع البشري، لافتا إلى أن الوضع الدولي الحالي معقد ومتقلب ومشحون بالأزمات، ولكن أيضا بالفرص، داعيا الصين وإيطاليا إلى الاستفادة من تجربة تبادلاتهما الناجحة ونقلها لتقديم رؤى مفيدة لتنمية العلاقات الدولية.

وقال وانغ إن الرئيس الصيني شي جين بينغ اقترح مؤخرا مبادرة الحوكمة العالمية وأعلن عن جولة جديدة من المساهمات المحددة وطنيا لمعالجة تغير المناخ، مما يعكس مسؤولية الصين كدولة كبرى ذات رؤية عالمية، والتزامها بتحقيق المنفعة المتبادلة، ودعمها الثابت للتعددية والأمم المتحدة.

وأعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع إيطاليا لمواصلة دورها كقوة بناءة للحفاظ على السلام والاستقرار والتنمية والازدهار، وتعزيز الوحدة الدولية في معالجة التحديات العالمية، وبناء نظام حوكمة عالمية أكثر عدالة ومساواة، والتقدم معا نحو مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

شاهد أيضاً

ناديه كيوان

ذاكرة النسيان… حين يفرّغنا الغياب منّا ، بقلم : ناديه كيوان

ذاكرة النسيان… حين يفرّغنا الغياب منّا ، بقلم : ناديه كيوان “ليس كل نسيانٍ راحة… …