
سيرة ذاتية ،،، بقلم : هند زيتوني
تزوَّجتُ مبكِّراً ولم أفكِّرْ بالإنجاب
سكِّين العالمِ تقطعُ أزهارَ الفرح
َوتحبسُ الطفولة
في سجنٍ بلا نوافذ
أعرفُ أنَّ الأمومةَ
شوكةٌ في القلب
قد تتركُ حفرةً صغيرة
ممتلئةً بدموعِ النَّدم
ربَّما سأفكِّرُ لاحقاً
بتبنِّي قطَّةٍ صغيرة
وسيكونُ عندي
جيشٌ جرَّارٌ من القطط
أحرِّرُ به الوطنَ
من الجرذان المؤذية
والفئرانِ التي تفسدُ قمحَ الحياة
-الإلهُ هنا سعيدٌ جداً
لا يغضبُ من أحد
لا يهشَّ بعصاهُ على أحد
يمنحُ بركتَهُ ومحبَّتَهُ الخالصةَ…
لأصحابِ القاماتِ الفارعة
والشَّعرِ الأشقر
أصحابُ العيونِ الزرقاءِ
لا يصابون بالحسد
فهم يملكون الكثيرَ
من قصورِ الأحلام
وسياراتِ التسلا وزجاجات الفودكا…
والعشيقاتِ المصاباتِ بلوثةِ الموسيقا والسَّهر
-في المنفى
لم يأخذْني أحد على محملِ الجدّ
لم يصدِّقوا أنني كنتُ أقيمُ
في مدينةٍ تغرقُ بالظلمة
لكنها تُضاءُ بنجومِ الربِّ في الليل
سألَ أحدُهم الذكاءَ الاصطناعيَّ
عن سيرتي الذاتيَّة
فأجاب: هذه الغربيةُ
جاءتْ على جناحِ الشِّعر
وتركتْ خلفَها وطناً يحترق بالدموع
تنامُ عائلتُها في خيمةِ الحلمِ الممزَّقةِ
وتشربُ من نهرِ الحياةِ الشحيح
يلتحفُ إخوتُها بسماءٍ
مثقوبةٍ بالدخان والرصاص
ِالأب: مزارعٌ فقيرٌ يعملُ في حقولِ الله
الأمُّ طاهيةٌ جيِّدةٌ
تعجنُ طحينَ القهرِ
لتصنعَ رغيفاً لأطفالها
الأطفال: يربطون على بطونهم
حجرَ الصبر ليبقوا على قيد الأمل.
هند زيتوني