شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
بريطانيا : من وعد بلفور إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، بقلم : الصحفي سامح الجدي
بعد أكثر من قرن على وعد بلفور عام 1917، الذي أعطى لليهود وعداً بإقامة وطن قومي في فلسطين على حساب أهلها، أعلنت بريطانيا رسمياً اعترافها بالدولة الفلسطينية. وبين الوعدين، مرّ تاريخ طويل من الألم والمعاناة والنزوح، ظلّت فيه بريطانيا لاعباً أساسياً في صياغة واقع مأساوي للفلسطينيين، قبل أن تقرر أخيراً إعادة النظر في مواقفها.
من الوعد إلى النكبة
كان وعد بلفور، الذي صدر أثناء الانتداب البريطاني، بداية مسار سياسي فتح الباب أمام الاستيطان وتهيئة الظروف لقيام إسرائيل عام 1948. هذا المسار ارتبط بالنكبة وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين، ما جعل بريطانيا تُتهم بأنها صاحبة المسؤولية الأولى عن ضياع فلسطين.
الاعتراف: تحول تاريخي
إعلان لندن اليوم اعترافها الرسمي بفلسطين لا يُعد إجراءً بروتوكولياً عادياً، بل يمثل تحوّلاً استراتيجياً في السياسة البريطانية. فهو من جهة رسالة اعتراف بالخطأ التاريخي، ومن جهة أخرى إعادة تموضع سياسي وقانوني يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ويدعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
الأبعاد والدلالات
يحمل الاعتراف البريطاني عدة دلالات:
- بعد أخلاقي وتاريخي: كأنه اعتذار ضمني عن وعد بلفور وما ترتب عليه.
- بعد سياسي: يعزز مكانة فلسطين كدولة معترف بها، ويدعم حل الدولتين.
- بعد دولي: يمهّد الطريق لدول أوروبية أخرى للالتحاق بالقرار، ما يشكل ضغطاً متزايداً على إسرائيل.
- بعد إنساني: يعكس رفض المجتمع الدولي لاستمرار الحصار والاحتلال والعدوان.
ما بعد الاعتراف
رغم رمزية الخطوة وأهميتها، إلا أن الاعتراف وحده لا يكفي. ما يحتاجه الفلسطينيون هو إرادة سياسية تُترجم إلى خطوات عملية: دعم فلسطين في المؤسسات الدولية، فرض عقوبات على الاستيطان، الضغط لوقف الحصار على غزة، والعمل بجدية من أجل مفاوضات عادلة تنهي الاحتلال.
خاتمة
بين وعد بلفور وقرار الاعتراف، دار قرن كامل من الظلم والمعاناة. واليوم، تُسجَّل لبريطانيا صفحة جديدة في تاريخها مع فلسطين، صفحة تقول إن العدالة قد تتأخر لكنها لا تغيب، وأن إرادة الشعوب لا يمكن أن تُمحى مهما طال الزمن.
