8:46 مساءً / 10 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

“اسرائيل” صعود الى ذروة القوة، أم صعود نحو الهاوية .. ؟؟ تحليل ، بقلم : راسم عبيدات

“اسرائيل” صعود الى ذروة القوة،أم صعود نحو الهاوية ..؟؟ تحليل ، بقلم : راسم عبيدات


قبل الدخول في نقاش هذا العنوان والتفصيل فيه، لا بد من القول ،بأن تغير البنية الديمغرافية والثقافية والإجتماعية في دولة الإحتلال ،نقلت مركز الثقل الجغرافي السياسي والايديولوجي من الساحل إلى الضفة الغربية، ما يعني السقوط النهائي لفكرة الدولة الفلسطينية ومبدأ تسوية الصراع حول فلسطين بالطرق التفاوضية والسياسية، وجعل الصراع مع الفلسطينيين صراع وجود لا حدود من وجهة النظر الإسرائيلية الجديدة.

وكذلك اليوم نشهد حالة من التماهي غير المسبوق بين الإدارة الأمريكية التي تعج بغلاة اليمين المحافظ والمتطرفين والقوى الصهيونية “الصهيونية المسيحية”،وبين دولة الإحتلال،حيث التزاوج ما بين اليمين التلمودي التوراتي الصهيوني اليميني المتطرف مع اليمين الأنجليكاني المسياحي الأمريكي المتطرف .

ولذلك ما نشهده اليوم من غطرسة وعنجهية وبلطجة و”توحش” و”تغول” أمريكي- “اسرائيلي”،نتيجة لإنتقال هذا الثقل الجغرافي والسياسي والأيدولوجي الى القوى الصهيونية بشقيها الديني والقومي،بقيادة بن غفير وسموتريتش وطيف سياسي “اسرائيلي” واسع يلتف حول رؤيتهم وأهدافهم،وكذلك التماهي ما بين أدارة المأفون ترامب ودولة الإحتلال،

نتنياهو اعلن بشكل واضح في غلوه وغطرسته وعنجهيته،بأنه سيعمل على رسم وجه شرق أوسط جديد،وأنه سيقضي على ما يسميه بالمحور الإيراني” محور المقاومة” ،الممتد من طهران نحو اليمن فالعراق ولبنان وصولاً الى فلسطين،وسيعمل على تحقيق حلمه والأباء المؤسسين للحركة الصهيونية، بإقامة “اسرائيل الكبرى” ،التي تضم فلسطين التاريخية واجزاء من الأراضي الأردنية والسورية واللبنانية والعراقية وصولاً الى اجزاء من أراضي مصر والسعودية.

ولتحقيق هذا الحلم- بالشراكة مع الإدارة الأمريكية – لا بد من اسقاط الأطروحة السياسية التي سادت بعد حرب عام 1967 “الأرض مقابل السلام”،والتي تبنتها الدول العربية في قمتها في بيروت،آذار/2002،وإستبدالها بأطروحة سياسية جديدة،وجدنا ترجماتها بعد النجاح الأمريكي- الإسرائيلي في اسقاط سوريا دولة ونظام،أطروحة “التطبيع والسلام مقابل الأمن”،وهي تعني العمل على فك وتركيب الجغرافيا العربية على خطوط المذهبية والطائفية والأثنية والعرقية،و”استولاد” كيانات اجتماعيةهشة ترتبط بأحلاف أمنية وعسكرية مع “اسرائيل” ،على أن تقاد مباشرة من المركز الإمبريالي الإقتصادي العالمي في واشنطن.

ولحين تحقيق هذا الهدف،لا بد من تحقيق الأطروحة السياسية “التطبيع والسلام مقابل الأمن”،وهذا يعني تطبيق ما يعرف ب”عقيدة الضفة الغربية” على سوريا ولبنان وفلسطين في المرحلة الأولى ،ليجري سحبها على كامل المنطقة والإقليم،كمجال حيوي لأمن “اسرائيل وحماية وجودها،والتي جاءت معركة السابع من اكتوبر لتقول،بأن هناك مخاطر وجودية حقيقية على دولة الإحتلال.

“عقيدة الضفة الغربية”،تفترض وجود دول وسلطات ،رئيس وعلم وحكومة ووزراء وسجاد أحمر،ولكن بدون سيادة،وبدون جيوش تمتلك أسلحة استراتيجية،ومناطق جغرافية من أراضي تلك الدول،كمجال حيوي امني لدولة الإحتلال،مع حقها في استباحة سيادة تلك الدول،اذا ما شعرت بأي تهديد عسكري او امني وفق تبريراتها وذرائعها وحججها.

الثنائي ترامب ونتنياهو لفرض مشاريعهم ومخططاتهم في المنطقة والإقليم،والتي تتجاوز عقدة قطاع غزة المستعصية،والتي يراد منها اسقاط المنطقة كاملة تحت الهيمنة والسيطرة الأمريكية لقرن قادم،على ان تكون ” اسرائيل” الشرطي المالك للعصا الغليظة،الذي يقوم بتأديب كل من يقول بالخروج أو التمرد على الإرادة الأمريكية.

ولذلك هذه الحروب التي يشنها نتنياهو ،والتي يستخدم فيها كل فائض قوته العسكرية والإستخبارية والأمنية والتكنولوجية،مع الدعم العسكري والمالي اللامحدودين امريكياً ،والتغطية والحماية القانونية والسياسية في المؤسسات الدولية،والتي استخدم فيها ما يسمى بعقيدتي ” الضاحية وجباليا” في لبنان وقطاع غزة.

عمليات تدمير واسعة وحرق للحواضن الشعبية ،وبدون أية قواعد اخلاقية،وتجاوز سافر ووقح لكل قواعد القانون الدولي والإنساني، عبر شن غارات تدميرية واسعة النطاق تقتل آلاف المدنيين وتدمر منشآت سكنية وعمرانية واقتصادية، بصورة تجعل الحياة أشد صعوبة على السكان ولو بنسب متفاوتة بين ساحات الاشتباك، بحيث يظهر أنه صاحب جبروت وقدرة وأنه قادر على الوصول إلى كل مكان وأي كان وأنه يقتل ويدمر على هواه دون أن يكون أحد قادراً على ردعه، فيظهر قوياً وقادراً ومتفوقاً،ويترافق ذلك مع القيام بعمليات اغتيال وازنه ،كما حصل في اغتيال الأمينّين العامين لحزب الله، تصر الله وصفي الدين وعدد كبير من القيادات الأمنية والعسكرية،بالإضافة الى اغتيال قيادات فلسطينية في لبنان،(العاروري) وفي طهران (هنية)،واغتيال قيادات ايرانية أمنية وعسكرية،واغتيال رئيس الوزراء اليمني وعدد من وزراء الحكومة اليمنية – انصار الله،واغلب قيادات حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة،السنوارين والضيف ومروان عيسى وابو عبيدة وغيرهم.

المحاولة الإسرائيلية الفاشلة لإغتيال قيادات حماس السياسية في قطر بالشراكة مع امريكا،هي تندرج في هذا السياق والإطار،ونتنياهو قال بأنه لا حصانة لقادة قوى المقاومة في أي دولة وتحديداً قادة حركة حماس.

ولذلك نتيناهو يريد من هذه الثنائية الخداع البصري والتلاعب الإدراكي، التغطية والتستر على عيوب الضعف والعجز، ما يراد لعمليات التوحش أن تحقق الترويع والردع النفسي وزرع الشعور بالعجز وتعميمه، أملا بطمس قدرة قوى المقاومة على إعاقة مشروعه وإصابته بالفشل، لكن هذا التوحش والترويع واللعبة الادراكية بثنائية قمة القدرة للكيان ودفع المنطقة نحو أصعب مراتب الشعور بالعجز، لم ينجح بتحقيق أحد هدفين منشودين، الأول خلق رأي عام يضغط على قوى المقاومة للخروج من الحرب وارتضاء الهزيمة، بمسميات قد تختلف من ساحة إلى اخرى لكن جوهرها واحد، والثاني هو كسر إرادة قوى المقاومة ودفعها لتقديم المزيد من التنازلات وصولاً لقبول التصفية الذاتية، وهذا يعني إطالة أمد الحرب بوتيرة عالية حيناً ووتيرة منخفضة أحياناً.

ولذلك ماذا قالت وتقول حرب التوحش والتغول،وعمليات الإغتيال بحق قيادات وازنة فلسطينية وعربية واسلامية ،والتي كان اخرها محاولة الإغتيال الفاشلة للقيادات السياسية لحركة حماس،عبر نفس الخديعة والتضليل،اللذان اتبعا في شن امريكا لحربها العدوانية على المنشأت النووية الإيرانية الى جانب اسرائيل.

  • كلما أوغلوا صعوداً في سلم التوحش،صعدوا اكثر نحو الهاوية،وكذلك ان امريكا ليس لها صديق وحليف استراتيجي موثوق في المنطقة سوى ” اسرائيل” ،وأنه الدول حتى التي لها تحالف استراتيجي مع امريكا،كقطر،والتي تعتبر مكانتها في التحالف الأمريكي،كمكانة دول حلف “الناتو”،لا تقيم لها أمريكاً وزناً او قيمه أمام مصالحها والمصالح “الإسرائيلية.
  • القواعد العسكرية المنتشرة في الدول العربية،ليست من أجل توفير الأمن والحماية لتلك الدول،بل هي موجودة من أجل مساعدة “اسرائيل” واستخدامها لحماية “اسرائيل والدفاع عنها.
  • سقوط خطاب النظام الرسمي العربي ،القائم على سياسة سحب الذرائع والدعوة الى تسليم سلاح المقاومة،وبأن حروب “اسرائيل”،نتاج لوجود قوى المقاومة وسلاحها وسلوكها.
  • لا جدوى من الرهان على أمريكا في الضغط على دولة الإحتلال ولجم عدوانيتها وتوحشها،فهما في شراكة وتماهي،ولا جدوى من للدخول في حبائل دعوات التفاوض الإسرائيلية،ورعاية ووساطة أمريكا وضمانتها لإتفاقيات وقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة خير دليل ومثال.
  • رسم معادلة عربية – اسلامية تقول بأن القوة وحدها،هي من تضع حداً لتغول القوة.
  • وأخيراً التطورات الخطيرة الأخيرة تقول إن “اسرائيل” دخلت أزمة كبرى بالعجز عن امتلاك عناصر القوة اللازمة لتحقيق إنجاز عسكري أو سياسي حاسم، وإن ما يبدو صعوداً إلى ذروة القوة هو في الحقيقة مجرد صعود إلى الهاوية.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم

اسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم الأربعاء 10 سبتمبر كالتالي : سعر أونصة الذهب عالمياً …