9:36 مساءً / 9 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية .. مدخل لتجديد المشروع الوطني ، بقلم : محمد علوش

إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية.. مدخل لتجديد المشروع الوطني ، بقلم : محمد علوش

تعيش الحركة الوطنية الفلسطينية واحدة من أعمق أزماتها منذ انطلاقتها، أزمة تتجلى في تراجع حضورها الفاعل، وانقسام قواها، وتشتت البوصلة السياسية بين مشاريع ضيقة وانكفاءات ذاتية، في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لأبشع أشكال الإبادة والتهجير والاقتلاع على يد الاحتلال الإسرائيلي.


لقد أضعفت الانقسامات الداخلية، وتآكل الثقة الشعبية بالمؤسسات الوطنية، وصعود بدائل غير جامعة، المشروع الوطني الجامع، وسمحت لقوى إقليمية ودولية بمحاولة العبث بالمصير الفلسطيني وتجزئة التمثيل الفلسطيني.


إن جوهر الأزمة لا يقتصر على الانقسام بين غزة والضفة أو بين هذا الفصيل وذاك، بل يكمن في غياب المرجعية الوطنية الجامعة القادرة على قيادة النضال الفلسطيني بكافة أشكاله، فمنظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت وما زالت الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، جرى تهميشها وتجميد مؤسساتها وتغييب دورها التمثيلي الفعلي لصالح أطر جزئية أو سلطوية محدودة الصلاحيات، وهو ما يستدعي اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إعادة الاعتبار لهذه المنظمة العريقة باعتبارها الإطار الوطني الجامع والبيت الفلسطيني الذي لا بديل عنه.


إعادة بناء منظمة التحرير وتفعيل مؤسساتها ليست مسألة شكلية أو إجرائية، بل هي قضية وجودية لشعب يقاتل من أجل حريته وحقه في تقرير مصيره، فبدون منظمة قوية وفاعلة، يفقد شعبنا مرجعيته السياسية الموحدة، ويتبدد صوته في المحافل الدولية، وتضعف قدرته على تنظيم المقاومة الشعبية والسياسية والدبلوماسية في مواجهة الاحتلال، والمطلوب هو تجديد بنيتها عبر انتخابات مجلس وطني شامل يضم الكل الفلسطيني في الوطن والشتات، وإصلاح مؤسساتها على أسس ديمقراطية وشراكة حقيقية، تتيح لكل القوى الوطنية والاجتماعية أن تكون جزءاً من هذا الإطار الجامع.


إن استعادة منظمة التحرير لدورها ومكانتها هو الطريق الأنجع لتجاوز الانقسام الداخلي، واستعادة زمام المبادرة، وقيادة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، كما أن هذا المسار يشكل الضمانة للحفاظ على وحدة الهوية الوطنية، وصون الحقوق التاريخية لشعبنا، في مواجهة محاولات التذويب والتهميش.


لقد أثبتت التجربة أن أي بديل عن منظمة التحرير محكوم عليه بالفشل، وأن المشروع الوطني الفلسطيني بحاجة إلى مؤسسات جامعة تمثل كل الفلسطينيين وتوحد طاقاتهم، فاليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تصبح الأولوية الوطنية الكبرى هي إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها عنوان الشرعية الوطنية، وأداة النضال التحرري، والقيادة التي تقود شعبنا في معركته المستمرة من أجل الحرية والاستقلال.

شاهد أيضاً

نائب رئيس الصين يدعو إلى الدفع باتجاه التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء

نائب رئيس الصين يدعو إلى الدفع باتجاه التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء

شفا – قدم هان تشنغ، نائب الرئيس الصيني، اليوم الثلاثاء، مقترحا من أربع نقاط بشأن …