12:17 صباحًا / 8 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

تعقيب على رؤية جيانغ شيويتشين ، “إسرائيل: توحيد الداخل عبر إشعال العالم” وتساؤلاتنا المشروعة !، بقلم : د. وليد العريض

تعقيب على رؤية جيانغ شيويتشين ، “إسرائيل: توحيد الداخل عبر إشعال العالم” وتساؤلاتنا المشروعة !، بقلم : د. وليد العريض

في قراءة جيوسياسية جريئة، يذهب البروفيسور جيانغ شيويتشين – الباحث الكندي من أصول صينية، وصاحب قناة Predictive History – إلى أنّ إسرائيل لا ترى في السلام خيارًا لبقائها، بل في الأزمات وسيلة لتوحيد مجتمعها الممزق. فالدولة العبرية، كما يصفها، لا تستمد قوتها من التوافق الداخلي، وإنما من وجود تهديد خارجي دائم يُعيد شحن المجتمع ويدفعه إلى التماسك حول فكرة البقاء.

يحمل الفيديو الذي قدّمه شيويتشين عنوانًا صادمًا: “إسرائيل تريد أن توحّد نفسها عبر تدمير العالم”. وهو عنوان يلخص رؤية مفادها أنّ إسرائيل تُفضّل تفجير النظام الدولي بدل الانخراط فيه بسلام. إنها تُعيد صياغة مكانتها عبر خلق بؤر توتر وصناعة عدو مستمر، بما يضمن أن تبقى في قلب المشهد العالمي.

ويعتمد شيويتشين في تحليله على ما يسميه التاريخ التنبؤي؛ أي قراءة أنماط التاريخ وربطها بالحاضر لاستشراف المستقبل. ومن هذا المنظور، فإن إسرائيل لا تكتفي بتغذية الصراع مع الفلسطينيين أو جيرانها، بل تدفع باتجاه فوضى أوسع تهدد التوازن الدولي كله، لتبني على أنقاضه نظامًا يرسّخ تفوقها.

لكن السؤال الأهم: أين العرب من كل هذا؟


إذا كان باحث من أقصى الشرق الآسيوي يرى بوضوح ما تخطط له إسرائيل، فكيف يغيب هذا الإدراك عن شعوبنا وحكوماتنا؟ ألسنا أول المتضررين من مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي يمدّ أذرعه نحو الأردن والعراق وسوريا ولبنان ومصر والخليج؟ ألسنا شهودًا على كيفيّة تفكيك أوطاننا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا قطعة بعد أخرى؟

المفارقة المؤلمة أنّ بعض العواصم العربية تروّج للتطبيع كمنجز “حضاري”، فيما يتحوّل إلى عقد بيع مفتوح لأرضها وثرواتها وموانئها وغازها ومياهها. هكذا يصبح “السلام” مجرد ستار لتسليم مقدّرات الأمة، بينما إسرائيل تحكم قبضتها وتوسّع مشروعها.

إن تحذير شيويتشين موجّه إلى العالم من خطورة الاستراتيجية الإسرائيلية. أما تحذيرنا نحن فيجب أن يكون لأنفسنا أولًا: من خطر الصمت. لأن الصمت في مواجهة مشروع استعماري لا يعني الحياد، بل المشاركة في الجريمة.

اليوم لم يعد السؤال: هل يمكن للعالم أن يتعايش مع دولة لا ترى في السلام قوتها بل في الفوضى؟
بل أصبح: هل يمكن للعرب أن يتعايشوا مع أوطانهم وهي تتآكل أمام أعينهم، دون أن يتحركوا؟

شاهد أيضاً

نائب الرئيس حسين الشيخ يبحث مع رئيس الوزراء القطري مجموعة من القضايا المشتركة

نائب الرئيس حسين الشيخ يبحث مع رئيس الوزراء القطري مجموعة من القضايا المشتركة

شفا – التقى نائب رئيس دولة فلسطين السيد حسين الشيخ، بمعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن …