2:03 صباحًا / 2 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

أسطول الحريّة وكرنفال النوم العربي ، بقلم : د. وليد العريض

أسطول الحريّة وكرنفال النوم العربي ، بقلم : د. وليد العريض

ديوان مقاوم خاص (22)

العرب أمة عجيبة: إذا سمعوا خبر سفينة متجهة إلى غزة، ظنّوا أنها باخرة سياحية إلى جزر المالديف. وإذا شاهدوا علم فلسطين يرفرف على الموج، توهموا أنه إعلان جديد لإحدى شركات الاتصالات. عرب اليوم لا يخجلون من عجزهم، بل يتباهون به؛ وكأن “اللاشيء” صار إنجازًا قوميًّا يستحق التصفيق في كل قمة.


أساطيلهم جاهزة دومًا، لكن على اليابسة: سفن محمّلة بالشجب من الخليج وأخرى بالاستنكار من المحيط وأخرى مكدّسة بالبيانات الدبلوماسية وكلها تبحر في الهواء فقط. حتى صار البحر نفسه يسخر منهم:

“هل أنتم شعوبٌ من رمل؟”


أما الغرباء، الذين لا يفهمون لهجة البيانات العربية ولا يجيدون فن الخطابات الطويلة، فقد فهموا درسًا بسيطًا: طفل في غزة يحتاج إلى دواء، وأسرة تحتاج إلى ماء، ففتحوا صدورهم بدل دفاترهم وأبحروا بقلوبهم بدل سفنهم. هؤلاء الذين لا يعرفون خُطب العرب، صنعوا ما عجزت عنه جيوشٌ تُنفق عليها المليارات.


تخيلوا المشهد لو اجتمع العرب في أسطول واحد: سفينة تقودها وزارة القلق وأخرى تتبعها إدارة القمم الفاشلة وثالثة مليئة بمحللين استراتيجيين يصرخون في الهواء. أسطولٌ ضخم لا يملك بوصلة، لأن البوصلة باعت نفسها منذ زمن طويل في سوق السياسة.


أسطول الحرية في النهاية، ليس مجرد قافلة؛ إنه مرآة تعكس العرب بقمصان نومهم والغربيين بأحذيتهم المبللة بالعرق والكرامة. مرآة تكشف الحقيقة المؤلمة: العرب غرقى في موانئهم والغرباء يسبحون في بحر الكرامة.


وختاما: لو كان البحر عربيًّا، لنام هو الآخر في الميناء.

شاهد أيضاً

تيانجين - الصين : منظمة شانغهاي للتعاون

تيانجين – الصين : منظمة شانغهاي للتعاون تعمل على الاضطلاع بدور أكبر في التنمية والحوكمة

شفا – شينخوا – وضعت منظمة شانغهاي للتعاون خطة تنموية ستُمكنها من الاضطلاع بدور أكبر …