1:15 صباحًا / 28 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

سليم البرديني : نحن أمام مشروع صهيوني لا يقف عند حدود فلسطين، بل يتطلع للهيمنة على المنطقة بأسرها

شفا – قال سليم البرديني الامين العام للجبهة العربية الفلسطينية ان شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس دخل مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة مع الاحتلال، مرحلة لم يعد فيها العدوان مجرد حرب تقليدية، بل تحول إلى مشروع إبادة شاملة يستهدف اقتلاع شعب من أرضه وإحلال كيان استيطاني مكانه. موضحا أن ما يجري في غزة من تجويع ممنهج، وقصف متواصل، وتدمير للمنازل والبنية التحتية، وحرمان الأطفال من الغذاء والدواء والتعليم، ليس مجرد مأساة إنسانية، بل هو سياسة مرسومة ومخطط استراتيجي يهدف إلى تحويل القطاع إلى مكان غير قابل للحياة، تمهيداً لفرض مشاريع التهجير القسري وإعادة إنتاج “النكبة” بصورة أشد قسوة ووحشية.

واضاف الامين العام في تصريح صحفي اليوم، ان الجريمة في غزة ليست منفصلة عن المشهد الكلي؛ فالاحتلال في الضفة الغربية يواصل تمدده الاستيطاني، وقد جسد ذلك مؤخراً بإقرار مخطط (E1) الذي يقسم الضفة ويعزل القدس ويقطع شريان الدولة الفلسطينية، في محاولة لإنهاء أي أفق سياسي، وتحويل ما تبقى من أرضنا إلى كانتونات معزولة ومفتتة. وفي القدس، يشتد الخناق على أهلها ومقدساتها، ضمن مسار تهويدي يهدف لاقتلاع هوية المدينة وفرض سيادة الاحتلال عليها، في استفزاز صارخ لمشاعر الأمة العربية والإسلامية.

وتابع الامين العام، إننا أمام مشروع صهيوني لا يقف عند حدود فلسطين، بل يتطلع للهيمنة على المنطقة بأسرها، ويعيد إنتاج أطماع استعمارية قديمة بثوب جديد، مستنداً إلى تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية. وإن ترك الشعب الفلسطيني وحيداً في مواجهة هذه الأطماع لن يحمي أحداً، بل سيدفع الشعوب العربية عاجلاً أو آجلاً لمواجهة هذا الكيان في عواصمها ومدنها، عندما تكتشف أن الصمت على اقتلاع فلسطين كان بداية التنازل عن أمنها القومي وكرامتها ومستقبلها.

واكد الامين العام ان الجبهة العربية الفلسطينية، ترى أن المعركة ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل هي معركة الأمة بأسرها ومعركة كل أحرار العالم، وتضع أمام شعبنا وقواه الوطنية والعربية والدولية جملة من الرؤى والمقترحات لمواجهة هذا المشروع داعيا الى :

  1. وحدة الصف الفلسطيني: لا بديل عن إنهاء الانقسام فوراً وإعادة بناء الوحدة الوطنية على قاعدة برنامج سياسي مشترك يواجه الاحتلال، ويعيد تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، لتكون قادرة على قيادة المرحلة المقبلة بما تحمله من تحديات وجودية.
  2. المقاومة الشاملة: المطلوب تطوير استراتيجية مقاومة متعددة الأشكال، سياسية وشعبية وميدانية وقانونية ودبلوماسية، تربط بين غزة والضفة والقدس والشتات، وتستند إلى صمود شعبنا وإبداعاته، مع ضرورة إدارة هذه المقاومة بشكل موحد يضمن استمراريتها وفعاليتها.
  3. التحرك العربي: ندعو الدول العربية إلى إدراك أن فلسطين ليست قضية خارجية، بل هي جوهر الأمن القومي العربي. المطلوب الانتقال من بيانات الدعم اللفظي إلى أفعال ملموسة، عبر تفعيل قرارات القمم العربية، وتوظيف أدوات الضغط السياسي والاقتصادي على الدول الداعمة للاحتلال، ورفع مستوى التنسيق مع القوى الدولية المساندة لحقوق شعبنا.
  4. المجتمع الدولي: لم يعد كافياً الاكتفاء بالإدانات. إننا نطالب بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على الاحتلال، ووقف تزويده بالسلاح، والعمل الجاد في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة لفرض حماية دولية لشعبنا، واعتبار ما يجري في غزة والضفة والقدس جريمة إبادة وتهجير قسري يجب أن يواجه بموجب القانون الدولي.
  5. القوى الشعبية العالمية: إن حركات التضامن والمقاطعة (BDS) تشكل سلاحاً فعالاً بيد الشعوب، ويجب تعزيزه وتوسيعه، حتى يشعر الاحتلال أن كلفة جرائمه ستكون باهظة، وأنه لن يبقى كياناً طبيعياً في المجتمع الدولي.
  6. المبادرة الفلسطينية العربية المشتركة: نقترح صياغة خطة عربية فلسطينية شاملة لإعادة إعمار غزة، وحماية القدس، ودعم صمود الضفة، وربط هذه الخطة بمشروع سياسي يهدف لانتزاع اعتراف دولي أوسع بدولة فلسطين، بما فيها استثمار الاعترافات الأخيرة من دول العالم بالحقوق الفلسطينية كرافعة نحو فرض حلول ملزمة على الاحتلال. وقال الامين العام: إننا أمام لحظة تاريخية فارقة؛ إما أن نواجه هذا المشروع الصهيوني التوسعي مجتمعين كفلسطينيين وعرب وأحرار العالم، أو نسمح له بالتمدد ليهدد وجودنا وهويتنا جميعاً. موضحا إننا نراهن على وعي الشعوب وعلى صمود شعبنا الفلسطيني الذي أثبت أنه، رغم المجازر والإبادة، متمسك بأرضه وحقوقه، وسيواصل نضاله حتى تتحقق أهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

شاهد أيضاً

محكمة العدل الدولية : بين القانون وهرطقات القيامة ، بقلم : محمد علوش

في رحاب السليمانية ، بين الجبال والحنين ، بقلم : محمد علوش

في رحاب السليمانية: بين الجبال والحنين ، بقلم : محمد علوش كانت الرحلة من أربيل …