11:47 مساءً / 18 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

الاحتلال ينفذ مشروع إفقار الضفة الغربية ، بقلم : د. عمر السلخي

الاحتلال ينفذ مشروع إفقار الضفة الغربية ، بقلم : د. عمر السلخي

سياسة ممنهجة لا إجراءات عابرة

لم تعد ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية مجرد تجاوزات أو حوادث متفرقة، بل تحوّلت إلى سياسة ممنهجة تهدف إلى تفريغ الأرض من مقومات الحياة، ودفع الفلسطيني إلى معادلة قاسية: إمّا الرحيل بحثاً عن لقمة العيش، أو البقاء تحت سيف الفقر المدقع.

السيطرة على الموارد وتجفيف الاقتصاد

يعتمد الاحتلال في مشروعه على أدوات متعددة:

مصادرة الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني، ما يحرم آلاف العائلات من مصدر رزقها الزراعي.

التحكم بالمياه وحرمان المزارعين من حصصهم، الأمر الذي يدفعهم لترك الأرض بوراً.

القيود على الحركة والتنقل عبر الحواجز العسكرية، والتي تعرقل التجارة الداخلية وتغلق أبواب السوق أمام المزارع والتاجر والطالب والعامل.

بهذا، يتحكم الاحتلال في شريان الاقتصاد الفلسطيني، ويحوّله إلى اقتصاد تابع.

صناعة الفقر كسلاح سياسي

ليس الفقر في الضفة الغربية نتيجة صدفة أو ظرف اقتصادي عالمي، بل هو سلاح سياسي بيد الاحتلال. إذ يُراد للفلسطيني أن ينشغل بلقمة عيشه حتى يُنهك عن مقاومة الاستيطان والتهويد.
فالاحتلال يقدّم نفسه أحياناً كـ”منقذ” حين يمنح تصاريح عمل محدودة، وكأن الفلسطيني لا يعيش على أرضه، بل على الهامش بفضل تسهيلات المحتل.

الضفة بين مطرقة الحصار وسندان الاستيطان

النتيجة اليوم واضحة:

قرى محاصرة بالمستوطنات والجدار.

اقتصاد قائم على المساعدات الخارجية.

نسب بطالة متصاعدة، وفقر يطرق أبواب معظم البيوت.

إنها صورة إفقار ممنهج، هدفها كسر صمود الضفة وإجبار سكانها على خيارات لا يريدونها.

شعب لا يُهزم

ومع ذلك، يظل الفلسطيني يقاوم بالفكرة والزرع والحجر. يظل الفقر سيفاً مُسلطاً، لكنه لا يقتل روح الكرامة. فالاحتلال قد يصادر الأرض، لكنه لا يستطيع أن يصادر الإرادة.


إن مشروع الإفقار هذا، مهما اشتد، لن يصنع استسلاماً، بل سيصنع وعياً أعمق بأن التحرر ضرورة وجودية، وأن مقاومة الاحتلال ليست خياراً سياسياً، بل شرطاً للحياة.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الأثنين 18 أغسطس كالتالي :عيار 22 69.800عيار 21 66.600