
تخجل القصيدة ، بقلم : محمد علوش
تخجلُ القصيدةُ،
وتنحني الحروف كالغبار
على أقدام شهيدٍ،
حين تسقط دمعته الأخيرة
على ترابٍ ما زال
يشهق بالبارودِ
ويشمُّ رائحة الخبز
من يد أمٍّ غابت عن نافذةِ الصباح.
تخجل الكلمات
أمام أخت الشهيدة،
تغزلُ في الليل وشاحاً
من دمعةٍ صلبةٍ
لا تنكسر،
تخبّئ في قلبها قمرين:
قمرٌ رحل مع الجسد،
وقمرٌ يضيء الطريق
لأجيالٍ لم تولد بعد.
أيُّ لسانٍ يجرؤ أن ينطق؟
أيُّ حبرٍ يتدلّى على الورق؟
حين يطلُّ وجه الشهيد
من بينِ الدخان،
وحين يرفع الأطفال
صورةً مثقوبة الأطراف
لكنها تضيءُ أكثر
من ألف نجم.
تخجل القصيدة..
تخجل كلّ الأغنيات،
ويبقى اسم الشهيدِ
نشيداً لا يحتاج
إلى شاعرٍ ولا موسيقى،
بل إلى دمعةٍ طاهرةٍ
تسقي الترابَ
فتثمرُ وطناً.