شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
تأملات في ظاهرة التجلي الأدبي المؤقت ، أنطولوجيا الحضور العابر ، بقلم : ايمان مصاروة
2025
في ديالكتيك الوجود الثقافي، تتجلى ظاهرة وجودية تستدعي التأمل العميق في ماهية الحضور الأدبي وشروط تحققه الأصيل، إنها ظاهرة الكينونات اللغوية العارضة التي تقتحم فضاء المعنى دون أن تمتلك أبجديات التشكل الجوهري للكلمة في بُعدها الميتافيزيقي.
هؤلاء الكائنات اللغوية المتشظية تمارس نوعاً من الاغتراب المزدوج؛ اغتراب عن ذاتها التي لم تستكمل شروط تحققها الإبداعي، واغتراب عن المتلقي الذي يُقحم في علاقة تواصلية زائفة تنتهك شرط الصدق الهرمنيوطيقي الأساسي للفعل الكتابي.
وفي جدلية الظهور والاختفاء، يتموضع هؤلاء في منطقة الضوء الخادع، متوسلين بميكانيزمات التمظهر السطحي، بينما تظل الذوات المبدعة الحقيقية تسكن منطقة الظل الوجودي، تلك المنطقة التي تستنبت فيها الكلمة جذورها في تربة الوعي العميق، متحررة من سطوة اللحظة العابرة .
ما يحدث هنا هو انفصام في بنية التلقي المعرفي، حيث تتقدم الدوال الفارغة على المدلولات العميقة، ويصبح الانتشار آلية لتأكيد الذات في مواجهة القلق الوجودي من العدم والنسيان. إنها محاولة بائسة لتجاوز محدودية الوجود الفردي عبر وهم الخلود الرقمي .
في فينومينولوجيا الكتابة الأصيلة، يتحقق الفعل الإبداعي كتجلٍ للذات في مرآة اللغة، فيما تظل كتابة المتطفلين مجرد انعكاس باهت لصور استهلكها الزمن، تعيد إنتاج نفسها في حلقة مفرغة من التكرار الذي لا يؤسس لاختلاف.
إن هذا التوتر بين الأصالة والزيف، بين العمق والسطحية، بين الديمومة والعبور، يكشف عن أزمة أنطولوجية تتجاوز حدود الظاهرة الأدبية لتلامس جوهر الوجود الإنساني المعاصر في علاقته بالمعنى والحقيقة والقيمة. وهكذا في نهاية المطاف، يظل السؤال الفلسفي العميق قائماً: هل يمكن للكلمة التي لم تعانِ مخاض الولادة الحقيقية أن تدّعي الوجود الأصيل في عالم المعنى؟؟؟ وهل يمكن للنص الذي لم يستنفد شروط تحققه الجوهري أن يتجاوز لحظته العابرة ليسكن في ذاكرة اللغة؟؟؟.
