
صباح فلسطين حين ينهض الفجر على وقع البارود ، بقلم : وليد العريض
صباح الخير يا فلسطين
يا فجرًا يولد رغم أنوف الغزاة
يا شمسًا تشرق من بين الحجارة المبلّلة بدم الشهداء
يا مدينةً تحفظ سورها كما تحفظ الأمهات قلوب أبنائهن.
صباحكِ هو الأذان الذي يخترق أزيز الرصاص
والناقوس الذي يجلجل في وجه الدبابات
هو طفلٌ يركض بحقيبة المدرسة
يمرّ بجانب جنود الاحتلال دون أن ينحني
لأنه يعرف أن الأرض التي تحت قدميه أقدم من البنادق التي فوق رؤوسهم.
صباحٌ تتوضأ فيه البيارات بندى البرتقال
وتغتسل أزقة نابلس برائحة الكعك الساخن
وتنتشر في الخليل روائح الخبز المحشو بحكايات الجدات
بينما الزيتون العتيق يرفع أغصانه كأذرع المصلّين
يدعو أن تعود الفراشات إلى بساتينها بلا خوف.
صباحٌ تُنبت فيه المقابر أزهار الشهداء
وتزهر فيه عيون الأمهات رغم السواد
صباحٌ يعلّم الأطفال أن أسماء القرى ليست دروس جغرافيا
بل أناشيد تعلّموها قبل الكلام.
فجرُكِ يا فلسطين
ليس موعدًا للشمس فقط
بل موعدٌ للقلب أن ينبض من جديد
وموعدٌ للأرض أن تقول: أنا هنا
ولن أرحل.
يا فلسطين
صباحكِ ليس ككل الصباحات
فهو موعد مع شمسٍ لا يقدر الاحتلال أن يحجبها
هو دفء الأرض حين تعانق أبناءها العائدين من الأسر
هو حكاية المخيم حين يحلم بالعودة
وهو وجه الشهيد حين يبتسم في صورته الأخيرة وكأنه يودّعنا مطمئنًا.
صباحكِ هو القصيدة التي تتحوّل إلى بندقية
والبندقية التي تتحوّل إلى أغنية
هو قلب العاشق الذي يرفض أن ينسى
حتى لو طال الليل ألف عام.
يا فلسطين
أنتِ صباح الأرض ونبض التاريخ وملحمة الخلود
ومن أراد أن يختبر قوة النور
فليحاول أن يطفئ فجركِ وسيعلم أن النور لا يُهزم.