2:30 مساءً / 4 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

قراءة نقدية لقصتي “إشراقة أمل” بقلم : رانية مرجية

قراءة نقدية لقصتي "إشراقة أمل" بقلم : رانية مرجية

قراءة نقدية لقصتي “إشراقة أمل” بقلم : رانية مرجية

إشراقة أمل تحت ظلال الجدار

كأنها كانت تعرف أن الجدار سيتحوّل إلى شاهدٍ حجري على وجعنا، حين جلست ترسمه. لم تكن تبحث عن جمالٍ سطحيّ ولا عن لوحة تُعلّق على حائط، بل كانت تبحث عن صوتٍ في زمن الصمت، وعن نورٍ يشقّ إسمنت القهر.

قصة “إشراقة أمل” للكاتب الفلسطيني عامر عودة ليست مجرّد نص سردي، بل هي شهادة فنية على صراعٍ يومي تعيشه المرأة الفلسطينية بين واقع الاحتلال وبين نداء الفنّ والكرامة. امرأة ترسم على رصيف بيتها – لا مرسم ولا محترف – بل لوحة على طرف الطريق. أدواتها بسيطة: ريشتها، بعض الألوان، والروح. والجدار، ذاك الذي أرادوه حاجزًا، تحوّل إلى قماشة وطنية تعكس وجوه الذاكرة والحنين.

الكاتب في نصّه لم يكتف برسم المشهد، بل أعادنا إلى سؤال مركزي: ما الذي تبقّى للإنسان حين يُسلب منه كل شيء؟ الجواب في القصة كان: يبقى الإبداع. الفنّ كحق طبيعيّ للمحاصَرين، والرسم كفعل مقاومة.

المرأة في القصة لم ترفع شعارات، لكنها واجهت الجدار بريشتها. لم تهتف، لكنها جعلت الجدار يهتف من تلقاء نفسه. وهنا، تتجلّى عبقرية الكاتب: تحويل الفعل اليومي إلى رمزية عليا، وتحويل المساحة الضيّقة إلى كونٍ واسع من الأمل.

في زمنٍ تتكاثر فيه الجدران – في القلب والواقع – تأتي “إشراقة أمل” لتقول: ما زال هناك متّسعٌ للرؤية، ما زالت المرأة قادرة على أن تزرع الحياة ولو تحت ظلال الإسمنت.

قصة قصيرة، لكنها تنبت فينا أسئلة طويلة.

شاهد أيضاً

الخارجية الفلسطينية

الخارجية ترحب بإعلان سنغافورة استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين

شفا – ترحب وزارة الخارجية والمغتربين بإعلان سنغافورة استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين كما جاء في …