2:17 مساءً / 21 يوليو، 2025
آخر الاخبار

انتهاكات حقوق الإنسان “غزة حيث يموت الناس جوعًا ” ، بقلم : أ. أسيل العبسي

انتهاكات حقوق الإنسان "غزة حيث يموت الناس جوعًا " ، بقلم : أ. أسيل العبسي

انتهاكات حقوق الإنسان “غزة حيث يموت الناس جوعًا ” ، بقلم : أ. أسيل العبسي

لا شك أنه، قبل الخوض في انتهاكات حقوق الإنسان، من المفيد أن نُلقي نظرة سريعة على مفهوم حقوق الإنسان، لا سيّما فيما يتعلق بالأطفال والنساء وكبار السن، أو ما يتصل بجريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة.


حقوق الإنسان:


هي حقوق متأصلة في جميع البشر، مهما كانت جنسيتهم، أو مكان إقامتهم، أو نوع جنسهم، أو أصلهم الوطني أو العرقي، أو لونهم، أو دينهم، أو لغتهم، أو أي وضع آخر. لنا جميعًا الحق في التمتع بحقوقنا الإنسانية على قدم المساواة وبدون تمييز. وهذه الحقوق مترابطة ومتآزرة وغير قابلة للتجزئة.


القانون الدولي لحقوق الإنسان:


يضع القانون الدولي لحقوق الإنسان التزامات على الدول بضرورة احترام الحقوق والتصرف بطرق معينة أو الامتناع عن أفعال محددة، من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأفراد أو الجماعات.


وقد حددت الأمم المتحدة مجموعة واسعة من الحقوق المتعارف عليها دوليًا، بما فيها الحقوق المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. كما أنشأت آليات لتعزيز هذه الحقوق ومساعدة الدول في تحمل مسؤولياتها.
وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عامي 1945 و1948، ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واللذين يُعتبران أساسًا لهذه المنظومة.


ومنذ ذلك الحين، وسّعت الأمم المتحدة نطاق هذه الحقوق لتشمل معايير محددة تحمي النساء، والأطفال، وذوي الإعاقة، والأقليات، والفئات الضعيفة الأخرى، من التمييز المستمر في العديد من المجتمعات.


بعض الاتفاقيات المتعلقة بالحرب على غزة:
اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية (1948)
اتفاقية حقوق الطفل (1989)
المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء
مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص
حق تقرير المصير
إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة
اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح
اتفاقيات جنيف الأربع
المبادئ التوجيهية بشأن الحق في المساعدة الإنسانية
… إلخ.

كشفت الحرب المستمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة عن زيف منظومة حقوق الإنسان. فلا تسعفنا العبارات التقليدية مثل “المساس” أو “الانتهاك” لوصف ما يحدث، فقد بلغ الحد مستوى الإهدار الكامل للحقوق الإنسانية.


وبينما تقف المنظومة الدولية، بكافة أجهزتها، عاجزة عن ردع هذه الجرائم، يُطرح السؤال:


هل تقوم السياسة الجنائية الدولية على أسس أخلاقية مجردة لا تميّز بين جنس أو دين أو عرق الضحايا والجناة؟ أم أنها تصطفّ دائمًا إلى جانب الطرف الأقوى، حين تجمعه مصالح سياسية واقتصادية مع القوى الكبرى، فتغدو أرواح الأبرياء أرخص من النفط وصفقات السلاح؟


لا شك أن إسرائيل قد ضربت عرض الحائط بجميع المواثيق الدولية التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وارتكبت إبادة جماعية ضد الإنسان والحيوان والحجر والشجر في غزة.
“مُتنا من الجوع!”، “بُترت أطرافه دون تخدير!”، “هل يحل لنا أكل لحم القطط والحمير؟”،
“نفدت الأدوات الطبية!”، “لا توجد أسرّة كافية في المستشفيات!”،
“قُصف المستشفى المعمداني!”، “قُصف مستشفى ناصر!”،
“قُصفت مدارس الأونروا التي لجأ إليها الأهالي بعد أن هُدِّمت بيوتهم!”،
“يُمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة!”
“متنا من الجوع!”


كل هذه العبارات التي سمعناها – ولن ننساها – خلال هذه الحرب المستمرة منذ أكثر من سنة ونصف، ليست مجرد صرخات، بل هي مطالب إنسانية جوهرية نصّت عليها المواثيق الدولية كافة، لكن هذه الحقوق سرعان ما تتبخّر حين يتعلق الأمر بدول مستضعفة كفلسطين، لتبقى المصالح السياسية والاقتصادية هي الحاكمة.


لم يترك الاحتلال جريمة واحدة إلا وارتكبها؛ من جرائم الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، إلى التهجير القسري، واستهداف المستشفيات، ودور العبادة، وقطع المياه والكهرباء، وقصف “المناطق الآمنة”، واستهداف الصحافيين، وطواقم الإسعاف، وشاحنات الإغاثة.


ومع كل ضربة يسقط فيها طفل أو تهدم فيها مدرسة، تتهاوى معها قيم القانون الدولي الإنساني.
وما إن تنتهي هذه الحرب، حتى نكتشف أن المنظومة الدولية فقدت كل مصداقيتها، وصار الحديث عن “العدالة” مجرد كلمات خاوية.


هذا هو العالم الظالم، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
هذه هي القوانين التي تسقط جهارًا نهارًا أمام مرأى ومسمع الجميع.
هذا الطفل الجائع، وهذا الشيخ الصابر، وهذا الرجل الصامد، وتلك الأم المكلومة…


هذه هي غزة بعد أكثر من سنة ونصف من حرب ظالمة أذاقتها ويلات القتل والجرح، والأسر، والتهجير، وهدم البيوت، وقصف الخيام، وتتابع الخيبات.


هذه هي غزة التي وقفت وحيدة، تحمل جُرحها في كف، وتنادي العرب بالكف الأخرى…
ولكن، هيهات!


هناك شعب يُباد، وأرض تُحتل، وعِرض يُنتهك، وصوت يُخنق، وجوع يُمزق البطون ويُطفئ العيون.


هناك غزة… حيث يموت الناس جوعًا.

شاهد أيضاً

الخارجية الصينية : منع مسؤولة تنفيذية في بنك أمريكي من مغادرة الصين مؤقتا بسبب تحقيق في قضية جنائية

شفا – صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية اليوم الإثنين بأن ماو تشن يويه، وهي …