
لقتلِهِ عُمَرُ الجُوعُ ، بقلم : نسيم خطاطبة
يا عُمرُ أقبِلْ في دِمانا مُرَدِّدًا
قد ضاقَ صبرُ الناسِ فينا واللَّبَدْ
أهلُ الغزاةِ على الجُراحِ تموْقَعوا
والجوعُ يأبَى أن يُمَدَّ لهُ السَّنَدْ
لو كانَ جوعُ القومِ رجلًا قاتلًا
لأتى عُمَرْ، بالسيفِ يحسِمُهُ أبَدْ
مُتْنا وصمتُ “العُرْبِ” يُخفي خِزيَهُ
كالنارِ تُخفيها الرمادُ إذا رَقَدْ
جوعٌ يَطوفُ بأرضِنا في غارةٍ
يَدُقُّ أوتارَ الوُجُودِ على الشَّدَدْ
والناسُ تنظرُ أنّنا في ضعفِنا
لكنْ بِنا للعربِ مِفصلُهم وَعَدْ
نمضي كرامًا لا نُضامُ بعهدِنا
زَحفًا لِقُدسِ العزِّ في قلبِ البُدَدْ
الجوعُ سيفٌ لا نُميّزُ صَفعَهُ
خَفِيُّ وَجهٍ، لا يُبادِلُنا الوُدَدْ
يَفري الصغارَ ويَستبيحُ مشايخًا
ويُردِّيَ النِّساءَ، كأنَّهم عَجَدْ
لو كانَ فينا عُمرٌ أو مُعتصِمٌ
لأتى بِجَيشٍ يرْتقي جُرحَ الصَّدَدْ
يا ربُّ إنَّا اليومَ نُنكِرُ حالَنا
نرجوكَ نَصرًا، لا يُؤخَّر أو يُبَدْ
أفنَوْا العقولَ وذاكراتِ حضارةٍ
وبذورُ فِكرٍ ماتَ منها المُعتَّقَدْ
لكنَّ فينا منْ يَرى في الجُرحِ وَعدًا
والنصرُ آتٍ ما بَقِينا على العَهَدْ
نَسْيِمْ خَطَاطِبهْ