11:45 مساءً / 7 يوليو، 2025
آخر الاخبار

الصين : ماذا تعني الكونفوشيوسية لعالم اليوم؟

الصين : ماذا تعني الكونفوشيوسية لعالم اليوم؟

شفا – في ظل تزايد حالة عدم اليقين العالمي وتزايد الدعوات إلى قيم مشتركة، يُعقد منتدى نيشان للحضارات العالمية لعام 2025 مجددًا على سفح جبل نيشان في مقاطعة شاندونغ شرقي الصين، مسقط رأس كونفوشيوس.

يُعدّ المنتدى، المقرر عقده يومي 9 و10 يوليو، منصةً بارزةً للحوار بين الثقافات، مُؤكدًا على الأهمية الدائمة للكونفوشيوسية في عالمٍ يُصارع فيه المعضلات الأخلاقية والتفكك الاجتماعي والصراعات الثقافية.

إعادة اكتشاف جوهر الكونفوشيوسية

يهدف منتدى نيشان إلى تعزيز التعلم المتبادل بين الحضارات وتعزيز القيم الأخلاقية المشتركة من خلال الحوار المفتوح. ويكمُن جوهره في الاهتمام المتجدد بالكونفوشيوسية، وهي فلسفة شكلت الفكر الصيني لأكثر من ألفي عام، ولا تزال تقدم رؤى ثاقبة حول كيفية سعي المجتمعات إلى تحقيق الانسجام والعدالة والحوكمة الأخلاقية.

انطلاقًا من مبادئ مثل “رن”(الإحسان)، و”لي”(اللياقة الطقسية)، و”يي”(الاستقامة)، و”تشونغ يونغ”(مبدأ الوسطية)، تشدد الكونفوشيوسية على تنمية الشخصية الأخلاقية، وأهمية المسؤولية الأسرية والاجتماعية، والسعي إلى الانسجام الاجتماعي من خلال القيادة الأخلاقية. ولا تُعتبر هذه القيم ركائز للثقافة الصينية فحسب، بل تُمثل أيضا مساهمات محتملة في حوار أخلاقي عالمي.

من القيادة الأخلاقية إلى التماسك الاجتماعي، تتردد أصداء أفكار الكونفوشيوسية في الاهتمامات العالمية. وعلى وجه الخصوص، تقدم دعوة إلى الانضباط الذاتي والاحترام المتبادل والتعايش المتوازن إجابات آنية على أسئلة حول الحوكمة وعدم المساواة والمسؤولية البيئية.

نحو عالم أكثر أخلاقا وانسجاما

في الوقت الذي يمر فيه العالم بفترة من التحول العميق، يعتقد الخبراء أن عودة الكونفوشيوسية قد لا تمثل العودة إلى الماضي، بل تشكّل طريقا للمضي قدما إلى الأمام. في وقتٍ يشكك فيه الكثيرون في استدامة النماذج السياسية والاقتصادية القائمة، تقدم الكونفوشيوسية بوصلة أخلاقية راسخة في كرامة الإنسان والمسؤولية المشتركة والتقدم الأخلاقي.

لا تقتصر الصين على إحياء الكونفوشيوسية محليا فحسب، بل تدمج قيمها أيضا في المبادرات العالمية. ويُعد مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وهو رؤية متجذرة في مُثُل الكونفوشيوسية المتمثلة في الانسجام والشمولية والمنفعة المتبادلة، محورًا أساسيًا في هذا الجهد.

وقد تردد صدى هذه الرؤية في العديد من المبادرات الرئيسية التي اقترحتها الصين، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية. وتجسد كل منها جوانب من الفكر الكونفوشيوسي، مشددة على الحوار بدلا من المواجهة، والتعاون بدلا من الانقسام، والأخلاق بدلا من الهيمنة.

تعكس هذه الأطر جهود الصين الأوسع لتقديم نُهُج بديلة للحوكمة العالمية، ترتكز على التبادل الأخلاقي والاحترام الثقافي والتنمية السلمية.

بينما يواصل المشاركون في منتدى نيشان تبادل الأفكار بين الثقافات والحضارات، يتضح أمر واحد: لم تعد الكونفوشيوسية مجرد ركيزة من ركائز التراث الصيني، بل يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها ثروة عالمية قادرة على الإسهام في بناء نظام عالمي أكثر عدلاً وتناغماً وأخلاقاً.

شاهد أيضاً

محافظ سلفيت يبحث مع قائد جهاز الارتباط العسكري عددا من القضايا المهمة

شفا – بحث محافظ سلفيت مصطفى طقاطقة، اليوم الإثنين، مع قائد جهاز الارتباط العسكري اللواء …