
المقاومة بين الشعار والممارسة ، بقلم : أ. نعيم حرب
ممارسات وعربدة المستوطنين في الضفة الغربية عقب الحرب الدموية والإبادة الجماعية التي ما زالت تمارس في قطاع غزة وتزداد وتيرتها وشراستها يوما بعد يوم حيث أصبحت مليشيات من المستوطنين مسلحين ومدعومين من حكومة وجيش يوفر لهم الحماية والاسناد وفي الجانب الاخر شعارات ترفع في مهرجانات وخطابات حماسية وبيانات نارية تتغنى بالمقاومة سواء الشعبية او السلمية او تلك التي تمارس فيها كل اشكال المقاومة وواقع الحال يقول ان أفضل وأرقى اشكال المقاومة الممارس اليوم هي المقاومة اللفظية.!!
باتت الضفة الغربية ساحة حرب تشنها عصابات المستوطنين وهم اليوم منظمون وفعلهم منظم ومخطط له حيث تطور من إقامة البؤر الاستيطانية الى مهاجمة الناس في قراهم وإمكان سكنهم وقتلهم وحرق منازلهم وتخريب ممتلكاتهم بحماية الجيش ودعمه لهم واغلاق الشوارع وعدم السماح بالمرور منها وقد احكمت سلطات الاحتلال اغلاق التجمعات السكانية قرى بلدات ومدن عبر بوابات تفتح وتغلق بأمر من الجيش وبناء على رغبة ومزاج المستوطنين في عديد الحالات وذلك لا رغامهم على الرحيل .في الوقت الذي ما زال جيش الاحتلال يستكمل عملية هدم مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس واجبار سكانها على الهجرة والنزوح في محاولة لمحو المخيم من الذاكرة وهو الشاهد على نكبة 48 وتمسك الناس بحق العودة الى ديارهم التي هجروا منها.
في ظل استباحة القرى والتجمعات من قبل المستوطنين والجيش نتساءل اين القوى والفصائل اين الحكومة وأين الجماهير المنظمة وأين واين؟ هل اكتفينا بالصراخ والعويل وطلب النجدة والمساعدة ام ان البعض رحل عن هذه الأرض حين أصبحوا بلا حماية بلا تأطير بلا عمل منظم في واقع يكاد يتلاشى فيه أي دور فاعل للفصائل والقوى والجميع مقصر بلا استثناء وخير مثال ما جرى في كفر مالك وسنجل وكانت البدايات في قصره وما زلنا ننتظر؟
لم تكن القوى الفصائل الفلسطينية المناضلة في يوم من الأيام عاجزة عن طرح الأفكار والبرامج وخلق البدائل في كل المجالات اما اليوم فالحاصل هو غياب الإرادة السياسية والنضالية وعدم القدرة على دفع الاستحقاق الوطني والنضالي ودفع الثمن والكتفاء بجني الثمار والتي لم يعد لها طعم ولا قيمة حيث ان الاحتلال وقطعان المستوطنين لا يفرقون في عربدتهم وقتلهم لكل فلسطيني اليوم نحن امام تطبيق مثل فلسطيني اصيل يقول ” ما بحرث الأرض الا عجولها” ونحن نتظر من سكان القرى والبلدات التي تتم مهاجمتها من قبل المستوطنين يتصدون لهم بصدورهم العارية وبكل ما اتو من قوه ويدفعون ثمن ذلك شهداء وخسارة ممتلكات وخير دليل ما حدث في كفر مالك حيث ارتقى 3 شهداء اثناء تصديهم للمستوطنين الذين حالوا حرق منازلهم و ممتلكاتهم ، في الوقت الذي لم يجدوا مساندة من احد ولكن بعد الانتهاء من الحدث كانت الخطابات والمطالبات وكأننا نريد شعب اخر وقوى أخرى ان تقوم بالعمل نيابة عنا كم هي المبادرات والخطط والبرامج التي تم التوافق عليها وإقرارها على اعلى المستويات دون ان ترى النور، وانما التعطيل ذاتي كان كل منا يلقى اللوم على الاخر حتى وصلت الناس الى حد الكفر وعدم الايمان بكل القيادات والفصائل والمسميات والرتب والمناصب ولم يعد يقنعها شيْ وحالة الياس التي وصلوا اليها في ظل غياب دور فاعل وحقيقي للفصائل.
امام هذا المشاهد المعقد والسيئ على الفصائل مجتمعة ومنفردة ان تعيد تقه الناس والتفاها حول برامجها وان تخرج هذه البرامج الى حيز التنفيذ بممارسة عملية تقوم على قيادات هذه الفصائل والقوى بالنزول الى ميدان المواجهة والتصدي وعدم الكتفاء بالخطب والشعارات بل ان تقود حالة نضالية قائمة على التصدي لمشاريع الاحتلال وان توزع الأدوار فلا يعقل ان كل يريد العمل بالجانب الدبلوماسي والدعاوي والتبشيري وافراغ الميدان وعلى الكل تحمل مسؤولياته فأننا اليوم نعيش مرحلة مفصلية في مسيرة النضال الفلسطيني وان ما حدث عام 48 من تهجير يجري الاعداد له بخطط وبرامج تنفذ بهدوء على الأرض ونحن ونظر دون فعل نعم ان ساعة الحقيقة قد دقت نحو بناء قيادة وطنية وموحدة تقود حالة نضالية في كل الضفة الغربية يشارك الكل الفلسطيني فيها نحن اليوم مطالبون بالدفاع عن وجودنا على هذه الأرض والتاريخ يسجل ولن يرحم ولن يغفر .