
صَهيلُ الحَقِيقَةِ ، بقلم : نسيم خطاطبه
ليَ ما أكتبُ، إن شئتَ فامضِ خيرَ
ودعِ من لا تريدُ للغيرِ سيرَ
حروفيَ في صعودٍ لا تُجارى
وما رضيتُ بغيرِ الحقِّ سيرَ
أنا نارُ القصائدِ حين تهدرْ
تفجّرُ صمتَ أقوامٍ تديرَ
كتبتُ الصدقَ فانبلجت شموسٌ
تنادي: من يُنِرْ دروبَ المصيرَ؟
كم الجهالِ قد ناطوا بعلومٍ
وقد صاروا لحرف فيها أسيرَ
فما نفعُ العلومِ إذا تغشّتْ
عيونَ القلبِ وجهلاً مستطيرَ؟
سيبقى الحرفُ ميزاني وعدولي
وغيرُ الحرفِ في دنياي فقيرَ
أفتشُ عن ملاذي في ظلالٍ
تؤويني من القهرِ المثيرَ
فإمّا أن أطيرَ على جراحٍ
وإمّا أن أموتَ بلا نذيرَ
وإن هزّت الريح كلّ جذوعي
فإني لا أُباعُ ولا أُستجيرَ
أنا المعنّى، أنا النبضُ المفدى
إذا ما خان أهلُ الأقوالِ والغيرَ
أعلّمُ من ترنّحَ في دربٍ
بأن الحرفَ مرآة للبصيرَ
تناديني المجازرُ في صراخٍ
وتبكيني الطفولةُ في الصغيرَ
أسطرُ من دميَ نقشَ والديباجَ
وأرسمُ من جراحِ القومِ طيرَ
نسيم خطاطبة