
“رَقْصَةُ العَتْمَةِ وَالأَحْلامُ البُورْجُوازِيَّةُ” ، بقلم : علاء عاشور
غَدًا تَتَهَادَى فَوْقَ السَّجَّادِ القِرْمِزِيِّ،
كَسِحْرَةِ أَمِيرَةٍ فِي قِصَّةٍ مَنْسِيَّةٍ،
تَحْمِلُ الذَّهَبَ عَلَى هَامَتِهَا،
وَالعِطْرَ يُنْزِفُ مِنْ أَجْنِحَةِ المَلَائِكَةِ الكَسْلَى.
وَأَنَا،
أَمْشِي خَلْفَ الزّجَاجِ المُقَسَّمِ إِلَى أَلْفِ انْعِكَاسٍ،
أَخْبِئُ فِي حُلْقُومِي صَرْخَةً،
وَأَسْحَبُ ظِلِّي كَجُثْثَانٍ عَلَى الرَّصِيفِ.
يَا لَهَا مِنْ سَاخِرَةٍ.. هَذِهِ الأَرْضُ!
المَدِينَةُ تَرْفُضُ أَنْ تَنَامَ،
فَيَا تُرَى.. هَلْ تَسْمَعِينَ وَقْعَ خُفَّايَ
وَأَنَا أُحَطِّمُ الأَقْدَاحَ بِصَمْتٍ فِي زَوايَا المَقَاهِي العَتِيقَةِ؟
أَمَّا هُمْ..
فَيَبْنُونَ القُصُورَ مِنْ نُقُودِ الزَّوْجِ،
يَخِيطُونَ الحُبَّ بِخُيُوطِ الذَّهَبِ،
وَيَرْقُصُونَ عَلَى جِثَثِ الفُقَرَاءِ،
كَأَنَّ اللَّيْلَ مَاوَرْدَاتٌ وَشَمْبَانْيَا!
لَكِنَّنِي أَعْرِفُ..
أَنَّ العَرُوسَ سَتَبْكِي فِي المِرْآةِ قَبْلَ الفَجْرِ،
حِينَ تَجِدُ وَحْدَتَهَا تَتَسَرْبَلُ بِثَوْبِهَا الأَبْيَضِ،
وَتَذْكُرُ أَنَّ الحَيَاةَ لَمْ تَكُنْ دَائِمًا..
مَجَرَّدَ رَقْصَةٍ فِي قَصْرٍ مُنِيرٍ.