شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
لا تسرق سنين أعمارهم ، بقلم : سلوى الطريفي
يحسب الناس أن السرقة تكون فقط للأموال وإختلاسها .. سلب الحقوق .. الإحتيال والنصب ونسينوا أن سنين العمر التي مرت وتمر هي من حقوق الناس التي تم سرقتها بالغش والخداع والوهم والسراب .. ترك النفوس مكسورة وجرح لن يندمل ولا يضمده ألف إعتذار.
الإنسان الذي تعود أن يعطي دوم مقابل ولا ينتظر شكر من أحد .. يوفي بوعده بإخلاص يحارب العالم .. يتحدى الجميع لأجل من يهمه أمره ولا يضع الظروف حجة فمن أراد الوصال حطم الحواجز والقيود .. كسر الجدران وبنى الجسور ولم يقطع الأوصال.
أشكال سرقة العمر كثيرة فمنها …
من وعد طالب جامعة ان يوظفه عنده بشركته عندما ينهي الدراسة ولكنه أخل بالوعد ولم يوظفه وكان الشاب قد بنى الأحلام والآمال ورسم الطريق ولم يقدم لوظائف بعد التخرج ظناً منه أن الوظيفة جاهزة وتنتتظره.
الوعد الكاذب يضيع سنين العمر ويسبب الخسارة والحسرة …
منها من ضيع سنين عمر والديه بعد تعب. جهد .رعاية. تربية وتعليم .. قابل إحسانهم بالإساءة ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف بدار العجزة وبيت المسنين.
اين البر؟
أليس هذا من العقوق؟
منها من ضيع سنين الزواج بطلاق بلا حجة وأولاد بلا ذنب ليشردوا ما بين بيوت الأجداد.
اين النخوة؟
منها من ضيع سنين عمر فتاة وعدها بالزواج بعد إنهاء دارسته او عودته من الغربة او بعد ان يجهز نفسه .. لتستفيق على خبر زواجه من غيرها ممن اختارها أهله له بعد أن صبرت ووفت بعهدها .. ضيعت كل فرصة ورفضت كل من تقدم لها وفاءً منها .. والحجة منه أن العمر قد تقدم بها …ضيع سنين عمرها وسرق حلمها بوعد كاذب وحجج واهية ولو أرادها لأقام حرباً لأجلها.
أين الشهامة؟
منها من تزوج على زوجته بحجة مرضها أو عدم إنجابها ونسي أن الأقدار بيد الله ولم يضع نفسه مكانها ولو كان العكس ما تخلت هي.
فأين الرجولة؟
منها من تركت زوجها بعد مرضه أو فقره وتحول حاله من صحة وعافية إلى جثة هامدة ومن غنى وأموال قارون إلى فقر وحال تحت الصفر.
أين المروءة؟
منها .. المؤسسات التي تسرق سنين عمر الموظفين دون ترقية أو مكافئة.
أين العدل؟
منها من زج فلان بالسجن ظلما وافتراءا دون تهمة ارتكبها ليحبس سنين لعدم اثبات براءته من زور وقع عليه.
لماذا تشهدون الزور؟
منها من تشمتت بفلانة لأنها لم تنجب أطفال .. لربما كان عدم الإنجاب بسبب مشكلة لدى الزوج أو حكمة من الله تخفى عليهم.
وفلانة أنجبت أطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة.
ويدعي البعض ان الأمر عائداً للعمر وهل يحدث ذلك فقط لكبر السن أو المرض؟
بالطبع لا …
العمر مجرد رقم …
فتضيع سنين عمرها بكسرة خاطرها وجرح قد تولد .. مما يسبب الماً لها وقد يودي بحياتها وقس على ذلك العزوف عن الزواج بسبب الخوف الذي سيتولد لدى الأخريات.
هل تقاس الإنجازات حسب العمر؟
لو نظرنا لأناس انجازاتهم تفوق أعمارهم وأناس قد وصلوا إلى أرذل العمر دون إنجاز واحد يذكر ومنهم من توفي دون ترك أثر أو بصمة.
منهم من تبدو عليه براءة الأطفال وهو في مرحلة الشباب والبعض قد يبدو كعجوز طاعن بالسن.
انت ضيعت سنين أعمارهم في الأولى وهم سيضيعون حسناتك في الآخرة.
