
لا شيء يشبه أبي إلّا البياض ، بقلم : قمر عبد الرحمن
لا شيء يشبه أبي إلّا البياض
البياض الذي يلّون أعمارنا بالسّلام
أبي ما زال يعلق عباءة التّعب،
ويركض خلف ظلالنا، ليخبرنا أنّه معنا
يمسك بيدي جيدًا
ويعلم أنّي كاذبةٌ إذا جدّلت دمعي وجفّفته على خدّي، حتّى لا يصيب الأرق ربيع عينيه!
ويعلم كما أعلم تمامًا..
أنّ جلسةً هادئةً معه هي الطُّعم الذي يكسر عين الألم!
كلّما تحدّثت مع أبي
سطعت الشّمس من وجهي
وكلّما ناداني “يا قمر”
حضنتني غيمةٌ، ورقص الياسمين صعودًا
في زوايا البيت، وعادت الحمائم إلى أعشاشها..
لطالما منحني أبي ثقته النّاصعة
كما يمنح الغيم ثقته للمطر؛
ليتمكّن من الانطلاق نحو مستقبلٍ أخضر.
قمر عبد الرحمن