
خاطرة .. سواد وسويداء ، بقلم : مختار سعيدي
يقهرني المدى بحده
والزمن بيننا جوال
وباستحياء الحافية أتوجس
على قارعة مرورك جافية
والعطر منك فواح
يسكرني عبقك
وتتفصد خطى تقربي منك ..
لتلامسك بلطف الاستجداء
في حضن غروبي أتدثر
وانت الشمس الهاربة
على مطية شموخك تجري
حتى أراك في كل حلم سراب
وانا زمهرير العشق المفتون بك
سارب في سواد عينيك
يطاردني نازك الظنون
و في حق فضاء عشقك ملاك
يا سيدتي كم أنت قاسية
وثاقبة كالنجم في مجرّة الهوى
وأنا المجذوب برعشة الارتباك لما أراك
أخشى أن تفضحني الشهقة
وأنا أطوف في مدار حسنك الشغوف
فلا تردي دعاء المتيم بك إن أفصح
ولا تقايضي الاحسان الا بالإحسان
في شرفات المحاسن العارية
ومروج المها المترامية بين الجفون
الغض فيها علقما
والنظرة فيها سهام
أضمد الجرح بالنزيف
وجروح العمق تبتسم
تسترق عيني النظرة خلسة
وعينك في الصورة جلاد
يطاردني بجبروت ظن لا يغفل
وأنا على مطية طرف أختلس
ما تظهر النسمة من محاسنك
و يفترسني إيحاء تمايلك طربا
على ايقاع قافلة القصيد
منها انحت كلمات صبري و توددي
وأرسم بحروف اسمك ألف سؤال
والهمس شاهد بتوهجه يترنح
يلاطف أنفاسي الملتهبة
وبأناملي الأسيرة في حضن كفي أتحسر
و عيني على مرورك متكئة
وعلى شاطئ ظلك تختال
لتمتهن الحبور
لا أرى في عينيك ثغرة شرود
يمر منها إليك همس مريد
ولا في دجى نظرتك منفذ سارب
ماهرة أنت والقناص في هيبتك لا يغفل
فويل للنثر إذا أظهر في سرده لك ودا
أو شعر كشفت أمواجه بك هيام
ألاطفك بجمال الرفق فيك الهدوء
و في حدائق الوحي الوارف أختفي
وأتعاطاك خمرة بلسم مرفوع عني القلم
حتى أراك كما أريد مبتهجة
أستفزك في الحلم حتى أراك مبتسمة
وقلبي في ردهة الهيام ينتظر
أن تهب نفحة السلام على خد الوجود
دائما لما أريدك من بعيد أتحاشى لحظات النزال
وشرارة البرق في عينيك وأنت قصيدة ماطرة
لأمر كريما بلطف جرح مثخن
بين يديك يتبتل
أنا لا أحتج لما أراني في قصيدك مبهما
يصارع اهتمامك بالآخرين
وهم يلاطفون ظلك في قربك بحذر
يتزينون بكلام أطيب من المنة
ومن السلوى حبرهم ومن عسل
ارى بقاياها تتناثر من ذيلك غير آبهة
تطهره منها المسافات دون كلل
و تغسل ما تبقى من بصيص أملهم الغموس
كم أنت طاهرة بين ثنايا الحروف
وأحيانا جسد يحترق بنار قداستك
أحلم بطهرك في خواطري خلسة
وأغني الإليادة لانعكاس المرآيا
لا تكشف لغيرك ما أريد
سأركب نظرتك يوما إليك سهوا.. سأفعلها
كبرزخ ود و ود بين شاطئين
أصارع أمواج مزاجك على حين غفلة
وفي غمرات الوصل إليك أسكر بنبيذ التمني
و شطحات المريد
وفي عمق نشوة الضياء
أهدي باسمك وأتحداك بقلب عنيد
يباركه الرب في قضائه كما أريد
وأصل.. و تبقي أنت الحمى
والصهيل الذي يحميني منك
مقيد بضفائر ودك حتى لا أستكين
وهل ذهبت يوما حتى أعود ؟..
بهديل الأماني تناديك حروفي كعادتها
وتفك الفخ بالأسامي الواهية
و تتحرك بيننا الكلمات
تلاطف في السر وحي التجليات
وأنت في فسحة غنج يترنح
في بلاط حلم أرجواني
والليل شاهد
والمدينة هاجعة
ينظرون إلى بسمتك
لتذب في قلب محبك الحياة
أرى فوق راحتك ملك الاحلام السارحة يتكئ
تهدهده شجون المساء الساربة
وتلاطفه زقزقة حلم الصباح
و بين سواد العين و سويداء القلب
أنت في الروح نبي العشق المنتظر
مختار سعيدي