
شفا – قالت الجبهة العربية الفلسطينية في بيان لها ، جريمة بشعة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الدموي، ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني صباح اليوم الثلاثاء مجزرة مروعة بحق المدنيين في منطقة التحلية بمحافظة خان يونس، أثناء تجمعهم لاستلام مساعدات إنسانية. وقد أسفرت المجزرة حتى اللحظة عن استشهاد 51 مواطناً وإصابة أكثر من 200 آخرين، بينهم أكثر من 20 في حالة حرجة، في مشهد يعكس وحشية غير مسبوقة واستخفافاً بكل القيم الإنسانية.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تؤكد أن ما جرى اليوم في خان يونس ليس جريمة معزولة، بل حلقة جديدة في سلسلة جرائم الإبادة الجماعية التي تنفذها دولة الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا في قطاع غزة منذ عشرين شهراً متواصلة، أمام أعين العالم الصامت والمتواطئ.
كما تحذر الجبهة من أن الاحتلال يستغل الانشغال الدولي بالتصعيد في المنطقة، خصوصاً بعدوانه العسكري على إيران، ليصعد من بطشه ومجازره في قطاع غزة، معتقداً أن الدم الفلسطيني يمكن أن يسفك بصمت في ظل انشغال الكاميرات والعناوين بالتصعيد الإقليمي.
إن ما يحدث في فلسطين اليوم يعري نفاق المجتمع الدولي، ويكشف عجزه المريع وتواطؤه المفضوح أمام آلة الإرهاب الصهيونية، التي لا تتوقف عن استهداف النساء والأطفال والنازحين ومرضى المستشفيات، في انتهاك فج لكل المواثيق والقوانين الدولية.
لقد أثبتت هذه المجازر، مجدداً، أن ازدواجية المعايير الدولية باتت شريكاً فعلياً في الجريمة، وأن ما يسمى بـ”الضمير الإنساني” قد أصابه العمى حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين.
إن الجبهة العربية الفلسطينية، وهي تنعى شهداء المجزرة، تؤكد أن هذه الدماء الطاهرة لن تذهب هدراً، وأن الشعب الفلسطيني سيواصل صموده، ولن ترهبه المجازر ولا الحصار، بل ستزيده إصراراً على نيل حريته وحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف.
وتدعو الجبهة إلى تحرك وطني ودولي عاجل لمحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة، وملاحقتهم أمام محكمة الجنايات الدولية، كما تدعو إلى تصعيد كل أشكال النضال والمقاومة السياسية والشعبية والقانونية لعزل هذا الكيان المجرم وكشف فاشيته أمام العالم.
المجد للشهداء، الشفاء للجرحى، والحرية للاسرى