
كَسْرُ الصَّمْتِ الْمُرِيبِ ، بقلم : نسيم خطاطبه
لَسْنَا نُجِيدُ سِوَى الْمَمَاتِ عَلَى دِثَارْ
أَوْ أَنْ نَكُونَ النَّصْرَ فِي وَجْهِ الْحِصَارْ
هَبَّتْ شُعُوبُ الْحُرِّ تَهْتِفُ فِي اقْتِدَارْ
مِنْ تُونِسَ الْخَضْرَاءِ حَتَّى الْأَحْرَارْ
وَالْجَزَائِرُ نَارُهَا شَقَّتْ نَهَارْ
فِيهَا الْكَرَامَةُ وَالْعُلَا وَالْمِقْدَارْ
مِصْرُ الْعُرْبَةِ شَعْبُهَا حُرٌّ ثَبَّارْ
فِيهِ الْبَسَالَةُ وَالْعَزِيمَةُ وَالْفَخَارْ
لِيبِيَا الْمَجْدِ الَّتِي فِيهَا اسْتَنَارْ
عُمَرُ الْمُخْتَارِ الْهُدَى وَالنَّارْ
ثُورُوا فَقَدْ سَقَطَتْ قِلَاعُ الْمُسْتَعَارْ
وَكُسِرَ الْجِدَارُ وَهَانَ كُلُّ اسْتِكْبَارْ
غَزَّةُ تُنَادِي: مَا لِغَيْرِ الْحَقِّ دَارْ
إِنْ ثَارَتِ الْأَرْوَاحُ ذَهَبَ الاسْتِعْمَارْ
لَا شَيْءَ يَوْقِفُ مَوْجَ ثَوْرَتِنَا الْجَبَّارْ
فَالزَّحْفُ يُقْصِي الظَّالِمِينَ بِلَا اعْتِذَارْ
فَارْحَلْ، فَأَرْضُ النَّاسِ لَيْسَتْ لِلْغُدَّارْ
مَنْ جَاءَ يُقْبِرُ أَهْلَهَا عَاثَ وَطَارْ
اُخْرُجْ، فَدَرْبُكَ فِي الْمَمَاتِ هُوَ الْخِيَارْ
مَا عَادَ يَبْقَى فِي الدِّيَارِ سِوَى النَّارْ
لَمْلِمْ بَقَايَا الْحِقْدِ وَاغْرُبْ عَنْ دِيَارْ
فَالْشَّعْبُ حَيٌّ، صَانِعٌ دَوْمًا قَرَارْ
ثُرْنَا عَلَى جَبْرُوتِ مَن لَبِسُوا الشِّعَارْ
فَالْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي انْكِسَارْ
نَحْنُ الَّذِينَ نُغَيِّرُ الْوَجْهَ الْعَسَارْ
وَنُذِيقُهُمْ نَارَ الْحَقِيقَةِ فِي النَّهَارْ
مِنْ تُونِسَ الْغَنَاءِ تَصْعَدُ أَلْفُ نَارْ
شَعْبُ الْأُبَاةِ مَضَى كَرِيحٍ فِي انْتِشَارْ
لِيبِيَا تُنَادِي كُلَّ حُرٍّ فِي الدِّيَارْ
وَالْحَقُّ فِيهَا لِلْكَرَامَةِ وَالِانْتِصَارْ
وَالْجَزَائِرُ فِي دُرُوبِ الْمَجْدِ صَارْ
تَخُوضُ نَارًا لَا تُضَامُ وَلَا تُجَارْ
مِصْرُ الْعُرْبَةِ يَا شَقِيقَةُ فِي الْقَرَارْ
هُبِّي كَرِيحًا تَقْتَفِي دَرْبَ الثُّوَّارْ
وَالْقُدْسُ نَبْضُ الْقَلْبِ، مِحْرَابُ الْفِخَارْ
سَتَعُودُ يَوْمًا فِي هُدًى رَغْمَ الدِّمَارْ
نسيم خطاطبه