9:30 مساءً / 7 يونيو، 2025
آخر الاخبار

غزة ليست قربانًا لأحد .. نقد لكلمة خليل الحية ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

غزة ليست قربانًا لأحد .. نقد لكلمة خليل الحية ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

غزة ليست قربانًا لأحد .. نقد لكلمة خليل الحية ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

في كلمته بتاريخ 5 يونيو 2025، خرج القيادي في حركة حماس، خليل الحية، بخطاب أثار ردود فعل متباينة، زاعمًا أن “غزة قدمت القرابين دفاعًا عن كرامة الأمة وقضيتها”، ومضفيًا على مشهد الألم والدمار في القطاع مسحة من البطولة المجردة من المحاسبة السياسية أو الإنسانية.

لكن الحقيقة التي يجب ألا تغيب، هي أن غزة ليست قربانًا لأحد، لا لحزب ولا لتنظيم، ولا حتى لشعارات وطنية تُرفع حينًا وتُحجب حينًا آخر وفقًا لحسابات المصالح. غزة ليست مجرد رمز للصمود، بل كيان بشري حيّ، يسكنه شعب عظيم يبحث عن الأمن لا البطولات، وعن الكرامة لا الشعارات، وعن التنمية لا الحصار، وعن الحياة الكريمة لا الموت المجاني.

لقد آن الأوان أن نخرج من عباءة الخطابات العاطفية التي تصنع البطولة من بين الركام، دون أن تسأل من أوصل غزة إلى هذا الركام. آن الأوان أن نعترف بأن تكرار المشهد التضحوي على حساب أرواح المدنيين ومستقبل الأجيال، لم يعد أمرًا مقبولًا، ولا يمكن تبريره بعبارات فضفاضة حول الثبات والمقاومة.

خطاب الحية، وإن حمل في بعض عباراته دفاعًا عن خيار المقاومة، إلا أنه جاء خاليًا من أي رؤية واضحة لإنهاء معاناة الناس. لم نسمع عن خطة لإعادة إعمار ما دُمّر، أو عن التزام بتعويض الأسر المنكوبة، أو عن مراجعة سياسية حقيقية تسأل: هل الطريق الذي سرنا فيه منذ سنوات هو وحده الممكن؟ وهل الكلفة التي دفعتها غزة تتناسب فعلًا مع ما تحقق؟

غزة لا تحتاج منّا شعارات جديدة، بل تحتاج إلى مساءلة وطنية، وإلى تفكيك مركّب “التضحية الغزاوية” الذي صار وكأنه قدر مقدّس مفروض على أبناء القطاع، بينما تُدار السياسة من الخارج وتُعقد الصفقات خلف أبواب مغلقة.

رسالة إلى خليل الحية وكل القيادات الفلسطينية، من أي فصيل كانوا:


كفى استخدامًا لغزة كورقة ضغط أو كورقة تفاوض.
كفى اختباءً خلف صبر أهلها لتبرير القرارات الفوقية.
كفى تسويقًا للمأساة على أنها بطولة.
غزة ليست قربانًا، غزة مدينة تبحث عن حياة.

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تقتحم بيت حالا

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، مدينة بيت جالا غرب بيت لحم. …