2:05 صباحًا / 17 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية سليم البرديني في حوار خاص مع وكالة شفا

سليم البرديني الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية في حوار خاص مع وكالة شفا

شفا – أجرت شبكة فلسطين للأنباء شفا حواراً صحفياً خاصاً مع الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية الرفيق سليم البرديني ، ووجهت “شفا” للبرديني تساؤلات حول آخر التطورات في فلسطين.

وفي بداية الحوار الصحفي الخاص رحبت “شفا”، بالأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية الرفيق سليم البرديني وطرحت “شفا” بعض التساؤلات حول آخر التطورات في فلسطين، وفي البداية علق ووصف “البرديني” طبيعة المرحلة التي نعيشها كفلسطينيين في ظل ما يجري في غزة والضفة ، بالقول ، نحن في واحدة من أخطر المراحل التي تمر بها القضية الفلسطينية منذ نكبة عام 1948، وهي ليست فقط حرباً على قطاع غزة أو تصعيداً استيطانياً في الضفة، بل هي محاولة متكاملة لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني من جذوره. العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكثر من 600 يوم هو محاولة لسحق فكرة الصمود والتحدي للاحتلال، وفرض وقائع جيوسياسية جديدة تخرج القطاع من المعادلة الوطنية. وفي الضفة الغربية، يجري تنفيذ مخطط موازي يقوم على التهجير البطيء، واقتلاع الأرض، وكسر الإرادة الوطنية عبر إرهاب المستوطنين، وتفكيك البنية الاجتماعية لشعبنا.

وأضاف الرفيق البرديني ، نحن أمام مشروع استعماري إحلالي متكامل، لا يفرق بين غزة والضفة والقدس، بل يتعامل مع الكل الفلسطيني باعتباره عقبة يجب إزالتها. ومن هنا، فإن المرحلة لا تحتمل التجزئة في الرؤية أو في الموقف، ولا يمكن التعامل معها بسياسات الإطفاء الموضعية، بل باستراتيجية وطنية شاملة تعيد تعريف الصراع في وجهته الحقيقية كصراع وجودي.

وتعليقاً على أداء المجتمع الدولي في ظل هذا الانهيار الإنساني في غزة والضفة الغربية ، قال الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية ، المجتمع الدولي، بمؤسساته الرسمية، أظهر عجزاً مخزياً أمام الإبادة الجماعية التي تنفذ في قطاع غزة، وبقي رهينة الهيمنة الأمريكية التي تغطي العدوان سياسياً وعسكرياً. صحيح أن هناك مواقف شعبية وبرلمانية وأصوات حرة في أكثر من مكان في العالم أدانت هذه المجازر، لكن لم تترجم هذه المواقف إلى قرارات فاعلة تلزم الاحتلال بوقف عدوانه، أو تفعل أدوات المحاسبة الدولية. نحن أمام نظام دولي يسمح للمجرم بالإفلات من العقاب، وهذا يتطلب من القوى الحية في العالم أن تواصل الضغط لتغيير هذه المعادلة غير الأخلاقية.

وحول ما يجري في الضفة الغربية قال الرفيق البرديني، الضفة الغربية تعيش حالة استباحة شاملة. هناك تصعيد غير مسبوق في وتيرة مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، وهجمات المستوطنين على القرى والمدن الفلسطينية تحت حماية جيش الاحتلال، في محاولة لفرض وقائع ميدانية تجهز على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية. الأخطر من ذلك، هو استخدام أدوات التهديد والاعتقال والقتل لفرض حالة من الرعب تدفع الناس إلى الهجرة أو الاستسلام. ما نشهده هو محاولة لكسر العمق الشعبي الفلسطيني في الضفة وتفريغه من عناصر الصمود والتصدي.

وفي ظل هذا الواقع المركب وحول رؤية الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية الرفيق سليم البرديني السياسية لمواجهة التحديات الراهنة قال البرديني ، نحتاج إلى ثلاث ركائز أساسية في هذه المرحلة:


اولا، توحيد الصف الوطني: لا يمكن لأي فصيل أو جهة بمفردها أن تواجه هذا المشروع الصهيوني المتكامل. يجب أن نعيد الاعتبار للوحدة الوطنية الفلسطينية عبر انهاء الانقسام واستعادة الحوار الوطني الشامل، وتخلي حركة حماس عن السيطرة على قطاع غزة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية بمشاركة الجميع، وتشكيل جبهة مقاومة موحدة تقود المواجهة في الميدان وعلى المستوى السياسي.


ثانيا، تفعيل المقاومة الشعبية، يجب أن عيد الاعتبار للمقاومة الشعبية الشاملة، ونربط بين نضالات الضفة وغزة والقدس والداخل المحتل والشتات، بحيث نحول العدوان إلى نقطة انطلاق لانتفاضة سياسية وشعبية شاملة تعيد مركزية القضية الفلسطينية للعالم، وتفشل المخطط الصهيوني الذي يسعى لعزل غزة عن الضفة، وعزل الاثنين عن القدس.


ثالثا، معركة السردية والمساءلة الدولية: نحن نخوض معركة السردية إلى جانب المعركة الميدانية. ويجب أن نستثمر الزخم الشعبي العالمي، ونكثف الجهد القانوني والإعلامي والسياسي لكشف جرائم الاحتلال، وتفعيل أدوات المحاسبة الدولية، ومطالبة محكمة الجنايات الدولية بالتحرك الفوري. كما يجب التحرك عربياً وإسلامياً ودولياً لعزل إسرائيل كدولة احتلال تمارس الفصل العنصري والتطهير العرقي.

وحول الأمل في الخروج من هذا النفق ، أكد الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية الرفيق سليم البرديني في حواره مع “شفا”، نعم، الأمل موجود ومبني على قدرة شعبنا على الصمود والتصدي. شعبنا أثبت مرة تلو الأخرى أنه قادر على تحطيم مشاريع الاحتلال مهما عظمت. لكن المطلوب هو ان يتغير التفكير الوطني ويرتقي إلى مستوى هذا الصمود، وتحوله إلى مشروع وطني جامع لا يقصي أحد ولا يرتهن لأجندات خارجية. نحن في الجبهة العربية الفلسطينية نؤمن أن وحدة شعبنا ووضوح هدفه هو مفتاح النصر. لسنا أمام خيار الاستسلام أو المساومة، بل أمام معركة مصير يجب أن نخوضها بثقة وشجاعة.

وفي كلمة وجهها الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية الرفيق سليم البرديني لشعبنا الفلسطيني في هذه اللحظة المفصلية عبر شبكة فلسطين للأنباء شفا ، قال فيها ، أقول لأبناء شعبنا ، إن ما نمر به رغم فظاعته هو محطة في مسيرة طويلة من النضال. فالاحتلال يراهن على كسر إرادتنا، لكنكم – في غزة والضفة والقدس والشتات – تثبتون كل يوم أن هذا الرهان خاسر. صمودكم هو رأس الحربة، ووحدتنا هي الدرع، ونضالنا هي الطريق نحو الحرية. فلسطين لن تهزم، لأنها ليست فقط أرضاً، بل فكرة حية، وقضية عادلة، وشعب لا يعرف الانكسار.

شاهد أيضاً

خطر صامت يختبئ في فوهات السجائر الإلكترونية!

شفا – غالبا ما تُسوّق السجائر الإلكترونية كبديل أنظف وأكثر أمانا من السجائر التقليدية، لكن …