
شفا – أعرب وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي اليوم الأحد، عن إحباطه من محادثات الهدنة في غزة، وذلك بعد شهر من استئناف إسرائيل الحرب على القطاع واختتام جولة أخرى من المفاوضات من دون التوصل إلى اتفاق، قائلاً “نشعر بالإحباط بالتأكيد من بطء عملية التفاوض.. هذه مسألة ملحة وهناك أرواح على المحك إذا استمرت العملية العسكرية يوماً بعد آخر”. وقال الخليفي خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس، إن الدوحة تعمل على إحياء الاتفاق بشأن غزة وملتزمة بذلك رغم الصعوبات “لقد عملنا باستمرار في الأيام الأخيرة لمحاولة جمع الطرفين وإحياء الاتفاق الذي أقره الجانبان”.
وتوسطت قطر، بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر، في مفاوضات الهدنة في غزة بين إسرائيل وحماس، والتي دخلت حيز التنفيذ في 15 يناير/كانون الثاني، قبل أن تعلن إسرائيل استئناف الحرب وعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق المكون من ثلاث مراحل في الثامن عشر من مارس/آذار الماضي.
وخلال عملية الوساطة الطويلة، كانت قطر هدفاً لانتقادات مباشرة من إسرائيل ونتنياهو. ووصفت الدوحة الهجمات والانتقادات التي تعرضت لها بأنها حملة تشويه، كما نفت صحة تحقيق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك” زعم أن أموال المساعدات التي كانت تخصصها الدوحة لغزة على مر السنين ساهمت في تعزيز قوات حماس قبل عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرة إلى أن هذه الاتهامات كاذبة. وشدد مكتب الإعلام الدولي القطري في مارس/آذار الماضي على أنه لم يتم تسليم أي مساعدات إلى الجناح السياسي أو العسكري لحركة حماس.
وتعليقاً على ذلك قال الخليفي “نتلقى هذا النوع من الانتقادات والتعليقات السلبية منذ بداية مشاركتنا (التوسط لإنهاء الحرب)”. وأضاف أن “الانتقادات التي نسمعها باستمرار من نتنياهو نفسه، لا أساس لها وتكون غالباً مجرد ضجيج”.
وبشأن مزاعم نتنياهو التي رددها خلال مقابلة مع قناة دايستار المسيحية عند زيارته الأخيرة إلى واشنطن حول قيام قطر بالتحريض على معاداة أميركا والصهيونية في الجامعات الأميركية، قال الخليفي إن كل ما تقوم به بلاده شفاف، وإن مزاعم نتنياهو بشأن شراكات قطر التعليمية دحضت أكثر من مرة.
على صعيد آخر، تشير فرانس برس إلى بروز الدوحة مفاوضاً رئيسياً، بوصفها جهة وساطة في الصراع الدائر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث حققت جماعة إم 23 المسلحة سلسلة من المكاسب السريعة في شرق البلاد الغني بالموارد. في أوائل مارس/آذار الماضي، عقد الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي، المتهم بدعم إم 23، اجتماعات مفاجئة في الدوحة، وأعربا لاحقاً عن دعمهما لوقف إطلاق النار.
وقال الخليفي “لقد وجد هذا الاجتماع سبيلاً حقيقياً نحو تهدئة الصراع والتوصل إلى اتفاق على آلية تنفيذ”. وأضاف “لقد نجحنا في بناء خط اتصال مرن بين الجانبين، ونأمل أن نحقق المزيد من النجاحات التي ستسمعونها خلال الأيام القادمة”.
وحول الجهود في سورية، قال الخليفي، إن قطر ستناقش مسألة العقوبات المستمرة على دمشق بعد إسقاط بشار الأسد، في الولايات المتحدة. كما ستناقش كذلك مع الشركاء الإقليميين زيادة الرواتب في القطاع العام في البلاد، إلى جانب التمويل القطري لإمدادات الغاز إلى سورية.