9:34 صباحًا / 19 مارس، 2024
آخر الاخبار

د . جلال زناتي لـ” شفا ” : تحويل اردوغان آيا صوفيا لمسجد ما هو الا دعاية ظاهرية لفرض هيمنته على المنطقة

شفا – الصحفي ثائر نوفل أبو عطيوي – قال د. جلال زناتي استاذ الفكر السياسي في جامعة الإسكندرية في حوار خاص لـ”شبكة فلسطين للأنباء شفا”، ان تحويل كنيسة آيا صوفيا التى بناها الامبراطور البيزنطى جستنيان فى عام 528 م وتحويلها إلى مسجد ما هو الا دعاية ظاهرية لفرض هيمنة اردوغان على المنطقة، وأن ما يسعى اليه أردوغان فى سياسته الخارجية لبحث على حدود رجل أوروبا المريض السلطنة العثمانية وحدود لوزان أو ما يسميه هو الميثاق الملى والذى يتصوره قردوغان بعقله المريض فى العراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا وتونس والذى لن يتحقق لوجود مصر الذى أسقطت جماعته وتمثل حجرة عثرة فى مشروعه.

واضاف د. جلال زناتي لـ” شفا ” لمصر الدور الرائد والذي لا خلاف عليه في قضيتنا الاولى وهى قضية فلسطين الحبيبة ودعمها على كافة الاوجه ضد القوى التى تحاول ضياع الحق الفلسطينى فضلا عن الدور المنوط بالزملاء فى الحركات والقوى الفلسطينية من رأب الصدع فى الخلافات فيما بينهم والحفاظ على وحدة الصف الفلسطينى بكافة عناصرة للتصدى لصفقة القرن فمن الممكن قيام مصر بدور دبلوماسى ومشارك بين عناصر القوى الفلسطينية وتحديد أجندة للعمل بمقتضاها فى الفترة القادمة للتصدى للتهويد وتنفيذ صفقة ترامب نتنياهو ضد الحق الفلسطينى ولا يمكن أغفال دور المثقفين فى استخدام أقلامهم لصنع رأى عام داعم للحقوق الفلسطينية وهو الامر الذى يلزم التحرك على كل الاصعده وطرق الابواب.

نص الحوار : :

فى البداية نريد أن نعرف ما هو المشرق المتوسطي ؟

حينما تنظر إلى منطقة المشرق المتوسطى تجد نفسك أمام فسيفساء تاريخية تتداخل مكوناتها لتكون مجتمعة لوحة لا يمكن فصل أحد عناصرها عن الآخر , تمتد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا بعناصر واحدة الارث والتاريخ والحضارة. لم تكن بداية خرائط الاستعمار لتلك المنطقة وليدة اللحظة بل كانت منذ عصور التريخ التى مرت على عناصر تلك اللوحة فى تاريخها القديم والوسيط والحديث فلم يكن ماهان ولا بحدود دم مرت عبر جلسة بين سايكس و بيكو مرورا ببرنارد لويس فشمعون بيريز وكوندل ليزا رايس وكوندلي وانتهاء بترامب بصفقة قرن وقرون طائشة من تاريخ استخفاف بقدر منطقة وبمقدرات شعوبها التى ملكت الحضارة الانسانية وكونت إرثها التاريخى فى ميزوبوتاميا المشرق المتوسطى أو ما يكنى اليوم بالشرق الاوسط.

لم يدرك هؤلاء بأن أصحاب تلك الحضارة المترامية الاطرف التى إمتدت من بلاد الرافدين وسوريا ولبنان والخليج مرورا بمصر فى وادى النيل وانتهاءا ببلاد الجبال فى غرب القارة الافريقيى كانت هى التى تقدر الاحداث ومن تكتب التاريخ وليست من يكتب لها تاريخها رغما عنها ويفرض عليها واقعا لا ترتضيه وولا يقبل به شعوبها المغبوتة قسرا.
فالمشرق المتوسطى الذى امتد من حضارة الهند والصين مرورا بالرافدين وسوريا ولبنان وفلسطين والجزيرة عربية اللسان وامتدادا بمصر حتى بلاد المغرب الكبير , أما الشرق الاوسط وإن كانت بض القوى الاستعمارية تربطه من شرق أسيا وجنوبها الغربى الى شمال أفريقيا خاصة فى ظل سياسات القطب الاوحد الذى يسيطر على العالم والمتمثل فى الادارة الامريكية من بوش الاب حتى ترامب الحالى والتى تمتلك نحو 729 قاعدة عسكرية خارج أراضيها هى وسيلة من وسائل الابتزاز السياسى الاستعمارى الحديث والتى ساعد على زيادة وطأتها ما جرى من أحداث التى وساد تسميتها بثورات الربيع العربى , والتى عصفت بمنطقة الشرق الاوسط والمشهد السياسى فى المنطقة اصبح ياخذ مسارا يتسم تارة بالهدوء وبالضوضاء تارة أخرى ما بين مطالب لقوميات وأقليات سعت لنيل حريتها أو لشعوب طالما آثرت أن تحصل على حريات كثيرا ما سلبت منها فى ظل الانظمة سادت أو تلك التى قدر لها أن تتغير بقت أو بقدر محدود ولاسيما فى المنطقة العربية والتى تزخر باطماع استعمارية لكلا من تركيا وايران بدعم كل من الولايات المتحدة وروسيا.

ما هى المشروعات التى تتنافس أن تفرض خريطتها على المنطقة ؟

المتتبع للاحداث فى المنطقة يلاحظ أنها تزخر بنوع من الصراع بين ثلاثة مشروعات – سوق أردوغان سلطان الارهاب المتأسلم لاولاهما , تتناحر فيما بينها بين مشروع رجعى يرتدى عباءة دينية قدر له أن يفشل فى مصر على أيدى جماعة الاخوان المسلمين وليس له الآن سوى امتداد فكرى بين تركيا أردوغان وملالى ايران , وبين مشروع قومى اتسم اتباعة فى يومنا هذا بالخطابات الرنانة دون الفكرة التى ربما يتكسب منها جل المنتمين اليه فى هذا المشروع القومى , وبين مشروع ثالث يهتم بالضرورة بالحقوق والمصلحة المشتركة بين دول المنطقة ونبذ العنف من أجل بناء دولة وطنية تؤمن بالمشاركة والتوافق بين جميع أركان المنطقة , والتى مثلت مصر والادارة الذاتية فى روجافا السورية نموذجان رائدان فى ذلك فى ظل قيادتهما الحكيمة ومؤسساتهما الوطنية ولا سيما منذ ثورة 30 يونيه 2013م وحتى الآن , وسرعان ما دار صراع خسرته تركيا فى مصر فتوجه نظام اردوغان القمعى إلى ممارسة ارهابة فى سوريا الحبيبة ثم ليبيا فيما بعد بدعم ذراع إرهابى داعش الذين هم بالفعل من ميليشيات أردوغان فقد سبق أن أسس لهم شركة سادات للام كستار بل واستخدمهم لتوجيه اطماعه إلى شمال وشرق سوريا مستغلا مكانته كعضو فى الناتو خاصة وأن على أراضيه أكثر من 26 قاعدة عسكرية أمريكية – سبق أن قامت بحمايته من الانقلاب المزعوم , ثم بموافقة من الادارة الامريكية للتحركات التركية جرى تنفيذ الجانب الروسى مع تركيا الخطة باحتلال تركيا أردوغان شمال سوريا والتهدي لامن العراق مقابل أن تغض الولايات المتحدة الطرف عن النظام البعثى المدعوم من قبل روسيا وايران , رغم تنديد مصر بالاحتلال التركى واصدار الخارجية المصرية بيانا رسميا فى هذا الشأن ونادت مصر بأهمية التوافق على المسألة السورية فى ضوء القوى الوطنية السورية والتى مثل الكورد فيها عنصرا هاما من عناصر القوى الوطنية السورية خاصة بعد أن نجحت قوات قسد فى التصدى للعمليات الارهابية من قبل القوات التركية فى عفرين وغيرها واستغلال أردوغان داعش كفزاعة فى هذا الشأن ومن ثم نجحت قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق انتصارات على مشروع أردوغان التوسعى فى المنطقة وتواكب ذلك مع نجاحات الدولة المصرية فى القضاء على البؤر الارهابية وفى بسط النفوذ المصرى على شرقى البحر المتوسط.
ولعلنا نتسائل هل أردوغان الى يمثل ذلك النمط المتاسلم فى مشروعات السيطرة الاستعمارية قادر على فرض هيمنته على المنطقة ؟ والجواب بالطبع لا نظرا لان حزب العدالة والتنمية والذى يمثله أردوغان كل ما يريده تخفيف وطأة الضغوط الاقتصادية التى تعانى منها تركيا فى عهده خاصة لزيادة أسعار المحروقات من ناحية وكذلك زيادة نسبة المعارضة من ناحية أخرى رغم قمعه لها وأعتقاله ما يفوق 254 الف وفصل 3 مليون موظف نتيجة لهذه السياسات القمعية , وما كان من تحويل كنيسة آيا صوفيا التى بناها الامبراطور البيزنطى جستنيان فى عام 528 م وتحويلها إلى مسجد ما هو الا دعاية ظاهرية لهذا المشروع بل أن ما يسعى اليه أردوغان فى سياسته الخاترجية البحث على حدود رجل أوربا المريض السلطنة العثمانية وحدود لوزان أو ما يسميه هو الميثاق الملى والذى يتصوره قردوغان بعقله المريض فى العراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا وتونس والذى لن يتحقق لوجود مصر الذى أسقطت جماعته وتمثل حجرة عثرة فى مشروعه.

ما هو الدور المصرى المأمول فى هذا الصدد ” تجاه مشروع اردوغان “؟

على الرغم من الضغوط السياسية والدولية التى تعانى منها مصر على مستوى الامن الخارجى من تهديدات إرهابية واستخدام تركيا كاداة لتهديد مصالح مصر الاقتصادية فى البحر المتوسط وكذلك تهديها الجوار الاقليمى فى ليبيا , ومحاولة لعب دور من وراء حجاب فى تعثر المفاوضات فى مياه النيل مع دولة الكيان إلا أنه رغما عن ذلك فقد حان الوقت إلى قيام مصر بدور فعال لتوطيد أواصر العلاقات فى المنطقة.
بالطبع فان لمصر الدور الرائد والذى لا خلاف عليه فى قضيتنا الاولى وهى قضية فلسطين الحبيبة ودعمها على كافة الاوجه ضد القوى التى تحاول ضياع الحق الفلسطينى فضلا عن الدور المنوط بالزملاء فى الحركات والقوى الفلسطينية من رأب الصدع فى الخلافات فيما بينهم والحفاظ على وحدة الصف الفلسطينى بكافة عناصرة للتصدى لصفقة القرن فمن الممكن قيام مصر بدور دبلوماسى ومشاركى بين عناصر القوى الفلسطينية وتحديد أجندة للعمل بمقتضاها فى الفترة القادمة للتصدى للتهويد وتنفيذ صفقة ترامب نتنياهو ضد الحق الفلسطينى ولا يمكن أغفال دور المثقفين فى استخدام أقلامهم لصنع رأى عام داعم للحقوق الفلسطينية وهو الامر الذى يلزم التحرك على كل الاصعده وطرق الابواب.
فى نفس الوقت فإن مصر بالفعل ورغم تهديد أنها الداخلى من قبل تركيا وبعض الدول الاقليمية فى دعم وايواء العناصر الارهابية وتوفير الملاذ الآمن لها الا انها تحاول قدر جهدها الحفاظ على الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية ضد الاطماع التركية فى المنطقة وتقدم مصر الدعم بكل صورة لكى لا تذهب ليبيا إلى فوضى لا رجعة منها.
كذلك الحال فى اليمن ولبنان من تدخلات خارجية ذات وتيرة دينية أرى أن مصر تستطيع أن تقوم بدور هام فى الوصول إلى اتفاق بناء بين العناصر الفعاله فى اليمن ولبنان خاصة وأن كلاهما يتلقى بعض عناصر الدعم السياسى والعسكرى على أساس دينى ايرانى الهوى تركى التسليم.

أما على صعيد العلاقات العربية الكردية خاصة فى سوريا (والعراق) لما لنا من ارتباط بين تاريخنا العربى والكردى معا ولاشك أن هذه الخطوة تعد من الخطوات المهمة الأساسية لفهم الآخر، وبناء السلام وة فهم القضية الكردية بانها ليست انفصالية كما يروج لها بل التعايش الأخوي بين كل القوميات ومكونات الطيف العربى الكردى قوميا ودينيا وفكريا، وفق أسس التسامح واحترام الآخر، وبصورة متساوية ومتكافئة . كذلك على مصر استضافة موائد الحوار المطلوب هو حوارا لأخوة والقائم على حسن النوايا، لأن الجميع، وبخاصة أن الكورد فى شتى مناطقة وفى سوريا والعراق على وجه الخصوص، تعرضوا إلى أبشع صور الاضطهاد والآن يمارس من قبل دولة تركية تدعم الارهاب فى ظل صمت دولى مشين. لذلك فعلى المثقفين العرب مسؤولية أخلاقية وإنسانية في فضح هذه الادعاءات الزائفة، وعدم السماح مطلقا لكل ما يسيء إلى الأخوة العربية – الكوردية. ويوجب على مصر لما لها من ريادة عربية توحيد الجهود لبناء دولة المؤسسات الدستورية والوقوف ضد الاطماع التركية فى المنطقة بل واحترام الحقوق المشروعة للكرد، وكذلك الاعتراف بحقوق جميع الأقليات الأخرى، وتطبيق القانون بصورة عادلة بما يحقق المساواة وفي احترام حقوق المرأة ،وتعديل وضعها الحقوقي، وفي إطلاق الحريات العامة، ومعاقبة كل من ارتكب ويرتكب جرائم ضد الكورد والقوميات الأخرى، وفقا للقانون، وبضرورة تعويض كل الأشخاص الذين تضرروا من الجرائم الدولية التي ارتكبت ضدهم من طرد وتهجير، ومصادرة الأملاك، وقتل وغيرها، وإعادة المهجرين وفي ضرورة وضع سياسة تعليمية جديدة ،من المراحل الدراسية الأولى، تشيع ثقافة حقوق الإنسان ونبذ العنف، تسمح بتنمية مفهوم المواطنة والشراكة بين الجميع. ومن الممكن بعد هذا الطرح الواقعى الذى يبتعد عن الخطب الجوفاء ويعتمد على العقل وما هو متاح وفقا للمشهد الحالى أن يكون للدولة المصرية دور فى الوقوف أمام الاطماع التركية من قبل فاشية أردوغان وإرهابه الذى انتهك كافة القوانين الدولية بل وأن يكون للادارة المصرية الحكيمة دورا فى رأب الصدع فى المنطقة بالاعتماد على تقريب وجهات النظر بين دول الجوار شركاء المنطقة مما يبعد شبح الحرب التى حاولت بعض الاطراف الدولية ذات المصلحة والتى استقطبها كل من تركيا وايران اذكائها على أساس تحررى تارة وطائفى تارة أخرى مما يجعلنا أمام مسئولية تاريخية للاجيال القادمة للاعمار وليس الفتن وابعادا فى نفس الوقت للاطماع التركية والايرانية فى المنطقة والتى نثق بحق فى قدرة الدولة المصرية على تبنى حق شعوب المنطقة فى تقرير مصيرها ولاسيما أن الهدف واحد والعدو مشترك.

شاهد أيضاً

الاحتلال يستولي على أرض وثلاثة منازل جنوب القدس

شفا – أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي، قرارا بالاستيلاء على أرض مقام عليها ثلاثة منازل جنوب …