9:06 صباحًا / 19 مارس، 2024
آخر الاخبار

مساجد الإمارات .. منارات حضارية تجسد قيم التسامح والإخاء

شفا – وام – تعتبر المساجد في دولة الإمارات منارات ثقافية وحضارية تعكس صورة مشرقة عن التعايش والإخاء السائد في المجتمع المحلي وتسهم في تعزيز رسالة التسامح ومد جسور التقارب بين مختلف الثقافات والشعوب حول العالم.

وتولي الإمارات عناية كبيرة لبناء المساجد وضمان تطويرها وتحديثها المستمر، حيث يشير تقرير صادر عن الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء إلى ارتفاع عدد المساجد من 6747 في عام 2017 إلى 9083 مسجدا في عام 2019 وبنسبة 34،6 بالمئة.

وأوضحت الهيئة أن 41% من المساجد في الدولة أنشأها الأهالي، فيما أنشأت “الأوقاف” 26،8 بالمئة من هذه المساجد، والبقية أنشأتها جهات أخرى.

ولفتت التقرير إلى أن أكبر عدد من المساجد في الدولة يوجد في إمارة الشارقة بـ 2723 مسجداً، تليها إمارة أبوظبي بـ 2331 مسجدا، ثم إمارة دبي بـ 2166 مسجدا، ثم إمارة رأس الخيمة بـ 1042، تليها إمارة الفجيرة بـ 318 مسجدا، ثم إمارة عجمان بـ 316 مسجدا، ثم أم القيوين بـ 187 مسجدا.

وإلى جانب دورها الديني.. تؤدي المساجد في دولة الإمارات رسالة حضارية تدعو للتعايش والتسامح والانفتاح على الآخرين خاصة مع تحول عدد كبير منها إلى معالم سياحية مصنفة كأبرز الأيقونات الجمالية في العصر الحديث، الأمر الذي جعلها مقصدا للزوار القادمين من جميع دول العالم ومن مختلف الديانات والأعراق.

ويعد جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي أكثر المساجد المعاصرة روعة وسحراً في العالم، وقد تم بناؤه بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ليكون معلما يحتفي بالحضارة الإسلامية ومركزا بارزا لعلوم الدين الإسلامي.

ويتميز المسجد بمجموعة من الصفات المعمارية التي تجعله من أروع التحف المعمارية على مستوى العالم، إذ تبلغ مساحته الإجمالية 22,412 متراً مربعاً ليكون بذلك من أكبر مساجد العالم، كما يضم المسجد 82 قبة، وتعدّ القبة الرئيسية أكبر قبة مسجد في العالم ويبلغ ارتفاعها 85 متراً وقطرها 32,8 متر.

ويحتوي الجامع على 1,096 عموداً في المنطقة الخارجية و96 عموداً في القاعة الرئيسية للصلاة التي تتضمن أكثر من 2,000 لوح رخام مصنوعة يدوياً، وغطيت بأحجار شبه كريمة تضم “لابيس لازولي” وعقيقاً أحمر وحجر أميثيست، فيما استخدم في منطقة المحراب ذهب من عيار 24 قيراطاً وأوراقاً ذهبية وزجاجاً وفسيفساءً.

بدوره يعتبر جامع الشارقة الكبير الذي افتتح عام 2019 أيقونة معمارية تمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 2 مليون قدم مربعة مع الحدائق الخارجية، ويحتل موقعاً استراتيجياً حيوياً، على شارع الإمارات.

ويتسع المسجد في الداخل والخارج لنحو 25.5 ألف مصل، موزعين على أكثر من مساحة وفضاء، كما يعتبر المسجد نموذجاً فريداً للفن الإسلامي الحديث من حيث ما اشتمله من فنون النحت والأعمال الخشبية واستخدام الرسم بالخط العربي في تكوين لوحات تشكيلية إبداعية، إضافة إلى التصميم الإبداعي الأساسي للمسجد والذي يحتوي على عدد 81 قبة ما بين متوسطة، ومنارتان بارتفاع 75 مترا، فيما بلغ ارتفاع القبة الرئيسية 45 متراً بقطر بلغ 27 متراً، ما جعله تحفة معمارية فريدة من نوعها وجعله كذلك مقصداً مهماً للسياحة الثقافية بالدولة.

ويضم المسجد مكتبة ضخمة تحتوي على أمهات الكتب في فروع العلوم الإسلامية المختلفة، والسُنة النبوية الشريفة، وقد تم تجهيزه ليستقبل الزوار من غير المسلمين ومحبي المعرفة من مختلف أنحاء العالم.

وفي إمارة الفجيرة يؤكد مسجد الشيخ زايد بحجمه الكبير وتصميمه الرائع، حضوره كواحد من أهم المعالم الإسلامية اليوم، ويلوح في الأفق للداخل إلى الفجيرة والمتجول فيها، بالتشكيل الفني الجميل للقباب فيه والتي يبلغ عددها 65 قبة، وتتدرج بارتفاعاتها بتناسق وانسجام، تتخللها أشكال وعناصر أخرى كالشبابيك والقناطر، ويبرز من وسطها 6 مآذن تمتد برشاقة نحو السماء.

وإلى جانب الجوامع الحديثة تزخر دولة الإمارات بسلسلة من المساجد والجوامع الأثرية التي بقيت شامخة على مدى قرون من الزمن مثل مسجد “النطلة”، في مدينة العين الذي تشير بعض الوثائق التاريخية إلى أنه أنشئ قبل ما يقارب 1200 عام، ومسجد البدية الذي يقع على الطريق الساحلي بين مدينتي دبا وخورفكان و يعود تاريخ بناؤه إلى عام 1446 وفق دراسة أجرتها إدارة التراث والآثار بالفجيرة، إلى جانب مسجد العقروبي في الشارقة الذي تم بناؤه في عام 1904 و الجامع الكبير في راس الخيمة الذي شيد بين العامين 1777 و1803.

شاهد أيضاً

الاحتلال يستولي على أرض وثلاثة منازل جنوب القدس

شفا – أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي، قرارا بالاستيلاء على أرض مقام عليها ثلاثة منازل جنوب …