8:59 صباحًا / 25 أبريل، 2024
آخر الاخبار

إذ يُغشيكم النعاس بقلم : ايناس الناطور

inas1

صور كثيرة تتكرر, شعوب تسير ضمن مخطوطة فُرضت وعلى 

مدار عقود من الزمن – مخطوطة على نمط حياة تأبى إلا أن تسير بشكل آلي مبرمج بحركات رتيبة وكأن الطير على رأسها

تلك الصور تتمثل بأجيال وجب أن ترسم المستقبل وان تنهض بأمتنا وتقوى شوكتها , تستزيد بالعلم والمعرفة والبحث ومعرفة الحقيقة فكل غرس لا بد أن يكون له ثمر, ولكن الواقع مغاير, شركات تجارية دخيلة هدفها الظاهر الربح المادي والهدف الرئيسي هو الإضرار بالبنية الأساسية للمجتمع ‘ الشباب’ فالغزو الفكري واضح , فلن تستطيع قوة التخلص من أمة ‘اقرأ’ وأمة لا اله إلا الله بحد السيف , ولكن الأكثر سلاسة ووصولا للهدف هو من نفس الإنسان وإتباعه الهوى , فكانت الكارثة , فشبابنا لا هم لهم سوى صم الآذان وإغلاقها بسماعات الهاتف على مدار الساعة , والخوض في الأعراض والتسلية , وإغماض العين إلا عن كل ما هو بشع كريه, وتغييب العقل بالعصبية لفئة ما تعيدنا لعصر الجاهلية الأولى , ضياع للفكر والوقت ولسمو البناء , ومؤسسات دولة تشد على أيدي تلك الشركات فهدفها الظاهر الرقي والحضارة وفرض الديمقراطية ولكن ما خفي كان أعظم فالهدف اخطر إشغال الناس بأمور حياتية تافهة حتى لا يتسنى للفرد منا أن يرفع رأسه ويرى من هو المسيء من المصلح.

ما يسير بيننا هو الكثير من الموتى يتحركون يتحدثون يأكلون يشربون ويضحكون لكنهم موتى يمارسون الحياة بلا حياة, صلاحيتهم في الحياة قد انتهت, فلم يعد المعنى الوحيد للموت هو

الرحيل عن هذه الحياة , فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت وهو ما زال على قيد الحياة فقد سدوا على أنفسهم باب النجاة إرادة منهم واختيارا,ودخلوا أبوابا مصدرها مؤسسات تنفذ الجريمة المنظمة تبث السموم بطرقها المختلفة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب – وسائل إعلامية ودعم مادي ومشاريع وعلاقات سياسية فما كان إلا أن انقادوا انقياد الشاة إلى المذبح , فسد الله عليهم باب رحمته اضطرارا فخلاهم وما اختاروا لأنفسهم وولاهم ما تولوه ومكنهم فيما ارتضوه وأدخلهم من الباب الذي استبقوا إليه وأغلق عنهم الباب الذي تولوا عنه وهم معرضون

أولئك الأحياء الأموات يغشيهم النعاس الذي مصدره ليس رضا البارئ كما كان قبلا

عند أسلافنا وما أنعم به عليهم من إلقائه النعاس عليهم أمانا أمِنَهم به من خوفهم الذي حصل لهم من كثرة عدوهم وقلة عددهم , إنما هو النعاس لبداية النهاية ولفظ الأنفاس الأخيرة, فان لم نتحسس ما يدور في نفوسنا وما حولها ونتيقن أننا نحتاج عقول متطورة وضمائر حية وقلوب لم يصبها الصمم , لنستفيق من غفلتنا فسنظل في واقع حال يغشينا فيه النعاس زمنا طويلا ومن بعده رحيل لا صحو منه

شاهد أيضاً

لأول مرة .. مفاوضات روسية أوكرانية مباشرة بوساطة قطرية

شفا – أعلنت المفوضة الروسية لشؤون الطفل أن روسيا وأوكرانيا أجريتا لأول مرة مفاوضات مباشرة …