9:25 صباحًا / 20 أبريل، 2024
آخر الاخبار

سيدى الرئيس،عفواً،هل يمكننى ان انتقدك؟ بقلم : د.سرحان سليمان

الديمقراطية وحرية الرأى ليست ان يكون هناك معارضين او منتقدين..لكن ان يصل صوت المعارضين والمنتقدين الى اصحاب القرار واحترام رؤيتهم والاستعانة والاستجابة لما فيها من نفع..فمبارك لم يمنع المنتقدين كلية..لكن لم يستمع او يحترم لاي منها،فكانت كثيراً من الصحف تعرض يومياً انتقادات وتنشر ملفات فساد لرجال مبارك ويطلع عليها المصريين،وما كانوا يمتلكون سوى تحريك رؤوسهم استغراباً من هذا الكم من الفساد وتلك الرسائل المباشرة التى يرسلها معارضين وصحفيين،دون اى رد من النظام او رجاله،فكان النظام السابق يغرد منفرداً بل يغنى منفرداً ولا احد يسمع له الا نفسه،وكان الشعب ايضاً يغرد منفرداً بل يبكى منفردأ ولا احداً يستمع له،حتى ظن الكثيرين ان المعارضة وتلك الصحف ممولة من النظام السابق واصحابها ،وكتابيها مرضى عنهم منه،بل وينتفعون،وان هناك خط اتصال بين النظام وتلك الاقلام فيما يعرضون للايحاء ان هناك معارضة وان هناك حرية رأى،لكن الامر كان بمثابة من يسمع لكنه يبدو للعامة بانه أصم،بل ان مجلس الشعب ايام النظام السابق كان به معارضين،وكانوا على اتصال مباشر ووثيق بالنظام السابق،وثبت بعد الثورة رموزاً كانت فى صف المعارضة،واستخدمت الشعارات زوراً لاستقطاب شعبية،وهم فى الاساس من اعمدة النظام،بل ان الامر هنا كان يتعلق بالعمل المخابراتى،وكيف كان يختار معارضين يستأنس بهم النظام،وعندما كان النظام ينظر بعينه الحمراء لهم،ما كانوا الا ان يخفضون عيونهم الى اسفل ويضعون رأسهم فى التراب،لخجلهم من كشف النظام عنهم للرأى العام،فكانت المخابرات ولا تزال تمتلك لكل شخص فيهم ملفاً كاملاً تستخدمه حينما تشاء،والدليل على حديثنا ان الرموز الوطنية الناصعة البياض والنزيهة والحرة فى الكلمة كانت فى السجون والمعتقلات،لان تلك الرموز فضلت كرامتها وكرامة اقلامها على ان تنتفع لانفسنا على حساب مبدأها العظيم،فى الدفاع عن الحرية والديمقراطية ومقاومة الفساد،ولعلنى اتذكر عندما كنت فى زيارة لسجن السياسيين قبل الثورة بشهور انى وجدت افضل العقول والاقلام بالمعتقل،ووقتها كنت فى حيرة واتسأل عندما يكون هولاء هنا فى السجون،من يكون حاملاً للواء المعارضة والنقد؟ ووقتها ادركت ان هناك حسابات اخرى كثيرة يتدخل فيها المخابرات وامن الدولة ورجال النظام السابق فى خلق معارضة مستأنس بها،واذكر واقعة اخرى لاحد رموز المعارضة عندما فجأءة ذكرت الاخبار انه تعرض لحادث اليم مقصود للقضاء على حياته،وانه سافر للخارج للعلاج،ووقتها زادت شعبيته ومؤيديه،وفجأءة علمت من المقربين منه انه سافر الى لبنان للسياحة والترفيه،وكان النظام يدرك ذلك ولم يفضحه لانه كان يستخدمه كيفما يشاء،انها كانت معارضة شعارات وكذب على الشعب،واننى فى النهاية استطيع القول ان المعارضة الحقيقة هى كانت كانت فى السجون والمعتقلات قبل الثورة مباشرة والتى لا يزال بعضها معتقلاً،اما ونحن الان فى نظام يبدو انه جديداً على رأس السلطة رئيساً كان ممن وصفتهم بالمعارضة الحقيقة الذين ناضلوا من اجل الحرية ومقاومة الفساد،وقضى سنوات بالسجون،وما تخيل انه سوف يرأس مصر يوماً،فاسمح لى سيدى الرئيس ان انتقدك،وأرسل لكم برسالة،من مواطن مصرى يعشق الحرية ويحلم بالعدالة وبالدولة التى تحترم حقوق الانسان والتى تقاوم الفساد؟
سيدى الرئيس د.محمد مرسى تائييدى لك مشروط بحل مشكلات العاطلين والعمالة المؤقتة وتحقيق عدالة بالاجور ورفع المعاناة عن الشعب وتلك تحتاج لقرارات رئاسية ولا تحتمل التأخير والا كنا انتظرنا الاخرين ؟.فالثورة قام بها الفقراء والعاطلين والمقهورين،وكنتم من الشعب الفقير ومن ريف مصر وربما تدركون معانة تلك الطوائف بل هى الغلبية من الشعب،وكنت قد تناولت موضوع العمالة المؤقتة والمطالب الفئوية منذو عدة شهور وانتقدت الجنزورى فى التعامل مع الموضوع بالقطعة ..ووقتها ائيدنى الاخوان وغيرهم انه يجب ان يكون هناك قراراً شجاعا بخلو مصر من العمالة المؤقتة والمطالب الفئوية باصدار قانون عام بتثبت كافة المؤقتين واخر باحداث تعديل من شأنة عدالة الاجور بين كافة موظفى الدولة .
واذكر حضراتكم مرة اخرىواعلم انكم مدركين لذلك،ان الثورة قامت من اجل الفقراء وهم فى الاساس قطاعى المؤقتين والعاطلين بالاضافة الى اصحاب الاجور الضعيفة..وان تلك حقوق للمصريين وليس عطاءً من احداً..وانتظرت لكى ارى فى احد تصريحاتكم او احاديثكم سيدى الرئيس د.محمد مرسى اى اخبار او نية لمعالجة الموضوع ..فالحقيقة لم ارى شيئاً واضحاً بخصوص الموضوع .
واننى اذا لم يتم معالجة هذا الموضوع وبشكل جدى فسوف اكون فى صفوف المعارضة ،لانى تائييدنا مشروط بما سوف يخدم تلك القطاعات ولا يعنينى كثيراً عدم مساعدة الاخرين للرئيس بقدر ما يعنينى ان تلك مسؤلية الرئيس نفسه ..فهل سوف نرى جديداً فى هذا الموضوع ؟
فهل سوف تلقى رسالتى التى تعبر عن الالام الملايين،اى رد فعل لديكم،باصدار تلك القرارات التى ينتظرها هولاء،ام ننتقل الى صفوف المعارضة ،شكراً سيدى الرئيس .
د.سرحان سليمان
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى

شاهد أيضاً

6 شهداء في غارة إسرائيلية على حي "تل السلطان" برفح جنوب قطاع غزة

6 شهداء في غارة إسرائيلية على حي “تل السلطان” برفح جنوب قطاع غزة

شفا – استشهد 6 مواطنين في غارة نفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، على حي تل …