
المجلس البلدي الذي نريده في فلسطين: رؤية للمرحلة القادمة ، بقلم : رشاد أبو حميد
تأتي الانتخابات المحلية الفلسطينية في مرحلة استثنائية تمرّ بها بلادنا، في ظل الاحتلال المستمر، والإغلاق، والتوسع الاستيطاني، وتراجع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا الواقع المعقّد، لا تُعدّ الانتخابات مجرد استحقاق إداري، بل فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسة المحلية، واختيار مجالس بلدية قادرة على تحمّل المسؤولية وتعزيز صمود المجتمع.
أولًا: مجلس بلدي مسؤول في ظل الاحتلال
المجلس البلدي الذي نطمح إليه هو مجلس يدرك أن العمل البلدي في فلسطين هو جزء من معركة الصمود. مجلس يعمل على حماية الأرض، وتنظيم البناء، والدفاع عن حقوق المواطنين في وجه سياسات الهدم والمصادرة، من خلال التخطيط المهني والمتابعة القانونية والتنسيق مع المؤسسات المختصة، بعيدًا عن الارتجال أو المصالح الضيقة.
ثانيًا: بلدية تنموية في ظل أزمة اقتصادية
في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع نسب البطالة، لا بد أن يتحول المجلس البلدي إلى شريك في التنمية المحلية. بلدية تدعم المشاريع الصغيرة، وتفتح المجال أمام المبادرات الاقتصادية المحلية، وتعمل على استثمار الموارد المتاحة بكفاءة وشفافية، بما يخفف الأعباء عن المواطنين ويعزز الاعتماد على الذات.
ثالثًا: الشباب شركاء في القرار لا متفرجون
تشكل فئة الشباب النسبة الأكبر من المجتمع الفلسطيني، وهم الأكثر تأثرًا بالواقع الحالي. المجلس البلدي الذي نريده هو مجلس يؤمن بقدرات الشباب، ويفتح أمامهم أبواب المشاركة الحقيقية في صنع القرار، سواء من خلال الترشح، أو اللجان الاستشارية، أو دعم المبادرات التطوعية والابتكارية التي تخدم البلدة والمجتمع.
رابعًا: تمكين النساء ركيزة للتنمية المحلية
إن مشاركة النساء في العمل البلدي ليست ترفًا ولا استجابة لشروط خارجية، بل حاجة مجتمعية ووطنية. المجلس البلدي المنشود يضمن تمثيلًا فاعلًا للنساء، ويعمل على دعم قضاياهن في مجالات التشغيل، والخدمات، والحماية الاجتماعية، باعتبار المرأة شريكًا أساسيًا في بناء الأسرة والمجتمع.
خامسًا: العائلات… دور اجتماعي لا محاصصة
نحترم دور العائلات في النسيج الاجتماعي الفلسطيني، لكننا نرفض أن يكون العمل البلدي ساحة للمحسوبيات أو المصالح العائلية. المجلس البلدي الذي نطمح إليه هو مجلس يقوم على الكفاءة والنزاهة، ويضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار، مع الحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه.
سادسًا: المواطن هو مركز القرار
في المرحلة المقبلة، يجب أن يكون المواطن محور العمل البلدي وهدفه. بلدية تسمع للناس، تشركهم في التخطيط، وتلتزم بالشفافية والمساءلة، وتعمل على تحسين جودة الحياة والخدمات، رغم كل التحديات المفروضة.
خلاصة الحديث، ان الانتخابات المحلية المقبلة تمثل فرصة لاختيار مجالس بلدية تعبّر عن طموحات الناس، وقادرة على العمل في ظروف استثنائية بعقلية مسؤولة وشراكة مجتمعية واسعة. المجلس البلدي الذي نريده هو مجلس يخدم الناس، يحمي الأرض، يعزز الصمود، ويؤمن بأن المشاركة الحقيقية للشباب والنساء، إلى جانب احترام دور العائلات، هي الطريق نحو تنمية محلية عادلة ومستدامة.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .