8:21 مساءً / 23 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

الضابط سعيد الشرفي… انضباط رجل الدولة أمام الابتذال ، بقلم : محمود جودت محمود قبها

الضابط سعيد الشرفي… انضباط رجل الدولة أمام الابتذال ، بقلم : محمود جودت محمود قبها

الضابط سعيد الشرفي… انضباط رجل الدولة أمام الابتذال ، بقلم : محمود جودت محمود قبها


في المجتمعات التي تُبنى على القانون لا يُقاس رجل الأمن بقوّة صوته بل بثباته حين ترتفع أصوات الآخرين وفي زمن تتكاثر فيه الفوضى اللفظية ويتجرأ البعض على الهيبة العامة يبرز الضابط سعيد الشرفي مثالًا للرجل الذي يحترم نفسه وموقعه حتى أمام الاستفزاز والكلمات العابثة.

حادثة لا تُسقط الهيبة… بل تكشف معدن أصحابها


ما تعرّض له الضابط سعيد من سبّ وشتم من قِبل امرأة لم يكن إساءة لشخصه فحسب بل كان تطاولًا على القانون وعلى قيمة رجل الشرطة الذي يرمز للأمن والنظام ومع ذلك ثبت سعيد في موقعه ولم ينجرّ إلى الرد بالمثل لأنه يعرف أن رجل الدولة لا يبادل التهجّم بتهجّم ولا يسمح للحظة غضب أن تهدم سنوات من الالتزام.

رصانة الضابط أقوى من كل إساءة ما قالته تلك المرأة لم يضعف سعيد بل كشف قوة تربيته المؤسسية اختار الصمت المسؤول بدل الانفعال واختار الاحتكام للقانون بدل السقوط في فخ الرد مؤكدًا أن:
• الهيبة تُحفظ بالسلوك لا بالصراخ.
• والكرامة تُصان بالثبات لا بالمهاترات.
• ورجال جهاز الشرطة أكبر من أن يُستفزّوا بكلمة.

بين الانضباط والإهانة فرزٌ واضح للرجال لم يكن موقف سعيد ضعفًا بل قوةً تُدرّس فهو يدرك أن رجل الشرطة لا يمثل نفسه بل يمثل مؤسسة ويمثل دولة ويمثل ثقة الناس لذلك وقف موقف الشجاع حازمًا في ضبط الموقف محترمًا في رد فعله متمسكًا بالقانون الذي يحكم الجميع وهكذا يظهر الفارق بين من يملك سلطة الأخلاق ومن لا يملك إلا الكلمات الجارحة الدولة تُهان عندما يُهان ممثلوها.
الإساءة الموجهة للضابط سعيد ليست حدثًا عابرًا فهي تتجاوز شخصه لتطاول المؤسسة الأمنية ذاتها ولذلك كان موقفه الراقي مسؤولًا يترك المجال للإجراءات القانونية أن تأخذ مجراها دون أي انفعال مؤكدًا أن هيبة الدولة تُصان عبر القانون لا عبر تسجيل نقاط في الشارع.

ابن المؤسسة ابن الميدان لم يكن سعيد يومًا موظفًا عابرًا ولا ضابطًا يبحث عن رتبة أو منصب نشأ داخل المؤسسة الشرطية كما ينشأ الجندي داخل ثكنته يتعلم معنى الانضباط قبل المعركة ويعرف أنّ الهيبة الحقيقية تبنى بالالتزام وأن ثقة الناس هي أعلى الأوسمة أثبت في كل محطة أنه ابن الميدان قريب من الناس حاضر في الأزمات ثابت في أصعب اللحظات.

رسالة أمن لا وظيفة آمن الضابط سعيد الشرفي بأن الأمن رسالة وطنية قبل أن يكون وظيفة يومية
كان يرى في الزيّ الشرطي عهدًا قبل أن يكون لباسًا وفي كل نجمة على الكتف شهيدًا سابقًا ضحّى ليبقى الوطن قائمًا لذلك كان يحمل نفسه مسؤولية أكبر من حدود مهامه ويسعى دائمًا ليكون جزءًا من الحل لا جزءًا من المشكلة.

مكانة في القلوب قبل الكلمات ليس غريبًا أن يحظى سعيد بتقدير زملائه واحترام الناس ترك في كل بيئة عمل بصمة وفي كل موقفٍ أثرًا لم يسعَ إلى الأضواء لكن الأضواء جاءت إليه من خلال سمعته الطيبة وحرصه على الحق والتزامه بقيم جهاز الشرطة الذي ينتمي إليه بفخر.

الضابط سعيد الشرفي ليس مجرد فرد في منظومة أمنية هو صورة مشرّفة لرجل دولة وابن مخلص لمؤسسة الأمن الوطني وشاهد حي على أن الانتماء الحقيقي يُقاس بالمواقف لا بالشعارات هو مثال للضابط الذي يحمل الناس في قلبه ويحمل القانون على كتفه ويحمل الوطن في مروءته وقف أمام الإساءة ثابتًا رافعًا مستوى النقاش إلى حيث يجب أن يكون احترام قانون وانضباط وإن كانت الكلمات التي قيلت بحقه هابطة، فإن ردّه كان عاليًا… عاليًا بمستوى رجل يعرف أن قيمة الضابط تُقاس بقدرته على ضبط نفسه قبل ضبط الآخرين.

هيبة الدولة تُصان عبر القانون لا عبر تسجيل نقاط في الشارع.
سلامٌ لرجالٍ مثل سعيد… وسلامٌ لكل أبناء جهاز الشرطة الفلسطينية الذين يثبتون يومًا بعد يوم أن الأمن رسالة وأن الشرف مبدأ لا يتغيّر.
ابن الشبيبة الفتحاوية
ابن العاصفة
د . محمود جودت قبها

شاهد أيضاً

استشهاد شاب إثر عدوان المستوطنين وجنود الاحتلال على دير جرير شرق رام الله

استشهاد شاب إثر عدوان المستوطنين وجنود الاحتلال على دير جرير شرق رام الله

شفا – استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، مساء اليوم الأحد، في قرية دير …