
شفا – دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم السبت، الصين وطاجيكستان إلى السعي جاهدين نحو إحراز تقدم جديد في الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في العصر الجديد، وذلك خلال أول حوار استراتيجي يجريه مع وزير الخارجية الطاجيكي سراج الدين مهر الدين.
وأجرى الجانبان مناقشات معمقة بشأن تنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين وتعميق التعاون متبادل المنفعة، وتوصلا إلى اتفاق واسع النطاق، وأطلقا بشكل مشترك آلية الحوار الاستراتيجي بين وزيري خارجية الصين وطاجيكستان.
وفي سياق إشارته إلى أن الصين وطاجيكستان دولتان صديقتان حميمتان وشريكتان جيدتان تربطهما جبال وأنهار، قال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إنه بفضل التوجيه الاستراتيجي للرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان، ارتقت العلاقات الصينية-الطاجيكية بشكل متواصل إلى آفاق جديدة.
وذكر وانغ أن رئيسي الدولتين التقيا مرتين هذا العام، ووضعا خططا جديدة لتطوير العلاقات الثنائية.
وأعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع طاجيكستان لمتابعة التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، والنظر إلى العلاقات الثنائية وتعزيزها من منظور استراتيجي، والمضي قدما بالصداقة الدائمة، وتعزيز تعاون الحزام والطريق عالي الجودة.
وقدّم وانغ إلى مهر الدين إحاطة بشأن الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، مشيرا إلى أن الصياغة العلمية والتنفيذ المطرد للخطط الخمسية يمثلان خبرة مهمة للحزب في حوكمة الدولة، ويعدان ميزة سياسية كبرى للاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
وأكد وانغ أن الصين ستواصل، كما كانت دائما، دعم طاجيكستان في اتباع مسار تنمية يتوافق مع ظروفها الوطنية، وفي اتخاذ تدابير فعالة لحماية الأمن والتنمية على الصعيد الوطني، وفي معارضة أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لطاجيكستان.
وأضاف وانغ أن الصين، مهما شهد الوضع الدولي من تغيرات، ستظل شريكة جديرة بالثقة يمكن الاعتماد عليها بالنسبة لطاجيكستان، معربا عن تقديره لدعم طاجيكستان الثابت للقضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية للصين، بما في ذلك مسألة تايوان.
وأوضح وانغ أن الصين لن تسمح أبدا للقوى اليمينية في اليابان بإدارة عجلة التاريخ إلى الوراء، ولن تسمح لأي قوى خارجية بالتدخل في منطقة تايوان الصينية أو السماح بعودة النزعة العسكرية اليابانية، متعهدا بأن تعمل الصين مع جميع الأطراف على التمسك بالتوافق الدولي بشان مبدأ صين واحدة، والعمل معا على حماية الإنجازات الثمينة التي تحققت بالانتصار في الحرب العالمية الثانية.
وأشار وانغ إلى أن على الجانبين مواصلة توسيع التجارة والاستثمار، والاستفادة الكاملة من آليات مثل اللجنة الاقتصادية والتجارية الحكومية الصينية-الطاجيكية، معربا عن استعداد الصين لزيادة وارداتها من المنتجات الزراعية عالية الجودة من طاجيكستان، وتشجيع الشركات الصينية ذات القدرات على الاستثمار في طاجيكستان.
كما حث وانغ الجانبين على الاستفادة الكاملة من مختلف المنصات، بما في ذلك معاهد كونفوشيوس وورش لوبان وغيرها، وتسريع إنشاء المراكز الثقافية في كل من البلدين. وأكد ضرورة تنشيط التعاون المحلي، وتعزيز تبادلات المدن التوأم، وحشد مزيد من القوى لتعميق الصداقة الصينية-الطاجيكية.
وفي معرض الإشارة إلى أن الصين وطاجيكستان هما شريكتان استراتيجيتان تشتركان في الأمن والمخاطر، قال وانغ إنه ينبغي على الجانبين العمل المشترك لمواجهة مختلف التحديات، وتنفيذ مذكرة التفاهم بشأن التعزيز المشترك للتعاون بشأن مبادرة الأمن العالمي، والقيام بدوريات مشتركة قوية، ومنع تسلل وانتشار القوى الإرهابية، وبناء درع أمني قوي لتنمية البلدين.
وأكد وانغ أن الصين تدعم طاجيكستان في لعب دور أكبر في الأمم المتحدة وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، وهي مستعدة للعمل مع طاجيكستان لتنفيذ المبادرات العالمية الأربع بشكل مشترك، والتمسك بالنظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة، وتعزيز التعاون ضمن منظمة شانغهاي للتعاون وآلية الصين-آسيا الوسطى.
ومن جانبه، قال مهر الدين إن طاجيكستان والصين جارتان وديتان وصديقتان مخلصتان، وإن العلاقات الثنائية لطالما كانت قائمة على التفاهم والثقة والدعم على نحو متبادل. وأضاف أنه في إطار التوجيه الاستراتيجي لرئيسي الدولتين، حافظت العلاقات الطاجيكية-الصينية على زخم سليم، وشهدت تعاونا نشطا في مختلف المجالات.
وأعرب مهر الدين عن شكر طاجيكستان للصين على دعمها القيّم طويل الأمد لتنمية بلاده، وقال إن بلاده مستعدة للعمل بشكل وثيق مع الصين من أجل التنفيذ الكامل للتوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين، وتعزيز التبادلات على جميع المستويات، وتعزيز تعاون الحزام والطريق، وتعميق التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والارتباطية والمعادن الخضراء، وتوسيع التبادلات الشعبية بما يعود بفوائد أفضل على الشعبين.
كما تبادل الوزيران وجهات النظر بشأن قضية أفغانستان. وقال وانغ إن أفغانستان جارة مشتركة للصين وطاجيكستان، معربا عن استعداد الصين لمواصلة تعزيز التنسيق مع طاجيكستان بشأن المسألة الأفغانية، بهدف تعزيز السلام والاستقرار على الصعيد الإقليمي وإعادة الإعمار في البلاد.
وعقب المحادثات، أصدر الجانبان البيان المشترك للحوار الاستراتيجي الأول بين وزيري خارجية الصين وطاجيكستان.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .