2:07 مساءً / 9 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

تعليق شينخوا: اغتنام “فرصة الصين 2.0” لتحقيق الازدهار المشترك

تعليق شينخوا: اغتنام "فرصة الصين 2.0" لتحقيق الازدهار المشترك

شفا – حددت الصين أولوياتها التنموية واتجاهات سياساتها للسنوات الخمس المقبلة، فيما سيوفر ثاني أكبر اقتصاد في العالم فرصا جديدة للتنمية المشتركة مع الشركاء والمستثمرين العالميين.

خلال السنوات الأخيرة، تزايد الحديث بين المستثمرين والمحللين ورواد الأعمال حول الفرص الصينية. وبالفعل، مع التحول المحوري من النمو الاقتصادي السريع إلى التنمية عالية الجودة المدفوع بعوامل من بينها التركيز الأكبر على الابتكار والاستهلاك، ما تزال الفرص التجارية في الصين هائلة ومثيرة.

يُستخدم مصطلح “فرصة الصين 2.0” بشكل مناسب لوصف التفاعل الاقتصادي الصيني الأكثر انفتاحا وشمولا والمدفوع بالتكنولوجيا مع بقية العالم، وذلك عقب اندماج الصين في الاقتصاد العالمي على مدى أكثر من أربعين عاما من الإصلاح والانفتاح.

“فرصة الصين 2.0” تكمن في التحول والترقية الصناعيين

ظلت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم منذ عام 2010. ومع التعزيز الملحوظ لقوتها الاقتصادية والتكنولوجية، يصبح قطاع الصناعات التحويلية فيها أكثر تقدّما وذكاء وصداقة للبيئة، ويرتقي باطراد في سلاسل القيمة العالمية. كما أسهمت منتجاتها التكنولوجية مثل المركبات الكهربائية والألواح الشمسية وبطاريات الليثيوم في دفع التحول الأخضر داخل الصين وفي الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ.

وخلال السنوات الخمس المقبلة، ستكثف الصين جهودها لتطوير الصناعات الناشئة الرئيسية مثل الطاقة الجديدة والمواد الجديدة، كما ستعمل على تنمية محركات نمو جديدة مثل تكنولوجيا الكم والذكاء الاصطناعي المتجسّد، وتكنولوجيا اتصالات الجيل السادس (6 جي)، ما سيخلق فرصا واسعة للاستثمار.

وأظهر مؤشر الابتكار العالمي لعام 2025 توسعا سريعا في قدرات الصين على الابتكار، إذ حلّت للمرة الأولى في المرتبة العاشرة عالميا. إن الابتكار التكنولوجي من شأنه دفع عملية الترقية الصناعية وخلق نقاط نمو جديدة.

النظام الإيكولوجي الابتكاري في الصين يحقق منافع للشركات العالمية

شهدت الصين خلال السنوات الأخيرة زيادة في عدد الشركات ذات التمويل الأجنبي التي تأسست فيها، وفي أعداد الشركات متعددة الجنسيات التي فتحت مقرات إقليمية أو مراكز للبحث والتطوير في البلاد، ما يثبت مكانة الصين التي لا تزال سوقا هامة مليئة بالفرص وشريكا موثوقا للشركات الدولية.

وبفضل منظومتها الصناعية الكاملة والكتل الصناعية الكثيفة، توفر الصين سلاسل إنتاج وإمداد فعالة وموثوقة للشركات العالمية الأمر الذي تجلّى مؤخرا في افتتاح شركة “إيرباص” خطّ التجميع النهائي الجديد لطائرات “أيه 320” في أكتوبر الماضي، وهو الثاني الذي أنشأته الشركة في بلدية تيانجين بشمالي الصين، فضلا عن وجود 200 مورّد بالصين يساهمون في إنتاج طائرات “إيرباص” التجارية.

“فرصة الصين 2.0” في الاستهلاك والسوق المحلية

لا تقتصر “فرصة الصين 2.0” على الصناعة والابتكار، فتوسع الاستهلاك وترقيته يفتحان آفاقا كبيرة. فالسوق الصينية الضخمة تزخر بإمكانات استهلاكية كبيرة لم يطلق عنانها بالكامل بعد.

ومع تحقيق هدف إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى النواحي، يسعى المواطنون الصينيون إلى حياة أفضل، وتزداد احتياجاتهم على الخدمات والبضائع ومنتجات الصحة عالية الجودة. ومن المتوقع أن يتضاعف حجم الشريحة ذات الدخل المتوسط في الصين ليصل إلى 800 مليون شخص خلال العقد المقبل.

وتهدف الصين خلال السنوات الخمس القادمة إلى تحقيق “زيادة ملحوظة في حصة الاستهلاك العائلي من الناتج المحلي الإجمالي”. ويُعد معرض الصين الدولي للاستيراد الذي يقام سنويا في بلدية شانغهاي منصة رئيسية للشركات العالمية للاستفادة من ثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم، ويقدم العدد القياسي من الشركات المشاركة فيه هذا العام لمحة عن نطاق الفرص التجارية المتاحة في الصين.

مواصلة الإصلاح والانفتاح: محرك للفرص التنموية المشتركة

قلّصت الصين القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي إلى 29 بندا فقط، وأزالت جميع القيود على قطاع الصناعات التحويلية.

كما تعطي الصين إعفاءات بشكل أحادي أو متبادل من التأشيرة لمواطني 76 دولة، وتطبق رسوما جمركية صفرية على استيراد منتجات الدول الأقل نموا التي تقيم علاقات دبلوماسية معها.

وخلال السنوات الخمس المقبلة، ستعمل الصين على تحقيق التنمية المتوازنة بين الاستيراد والتصدير وتوسيع الانفتاح عالي المستوى، وتعزيز التنمية المشتركة مع العالم. ومن بين أحدث التطورات، تم توقيع بروتوكول ترقية النسخة 3.0 من منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان. وسيطلق ميناء هاينان للتجارة الحرة رسميا عمليات جمركية مستقلة على مستوى الجزيرة في ديسمبر المقبل، ما يعد حدثا مفصليا في مسيرة الانفتاح.

فرص الصين تتخطى حدودها

تسهم الشركات الصينية التي تطور أعمالها عالميا في خلق فرص العمل وتعزيز التصنيع المحلي في البلدان الأخرى، وذلك عبر الاستثمار في بناء المصانع والبنية التحتية مثل الموانئ والطرق السريعة والسكك الحديدية في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، ما يمكّن التنمية المشتركة ويساهم في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وأنشأت شركات صينية مثل “بي واي دي” الرائدة في صناعة مركبات الطاقة الجديدة و”كاتل” الرائدة في صناعة البطاريات مصانع في العديد من الدول منها البرازيل وتايلاند وألمانيا، في تجسيد حيّ للتعاون المنفتح ومتبادل المنفعة.

سيواصل الاقتصاد الصيني نموه ضمن نطاق مناسب، ما يبرز أن التعاون مع الصين يعني اقتناص “فرصة الصين 2.0” للتنمية المشتركة مع أكبر مساهم في نمو الناتج العالمي.

شاهد أيضاً

اردوغان : تركيا سوف ترسل بيوت جاهزة لقطاع غزة

اردوغان : تركيا سوف ترسل بيوت جاهزة لقطاع غزة

شفا – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تستعد لإرسال منازل مسبقة الصنع …