لقاء حواري في سلفيت يناقش دور الشابات الفلسطينيات في حل الصراعات

لقاء حواري في سلفيت يناقش دور الشابات الفلسطينيات في حل الصراعات وتعزيز الوحدة الوطنية بالاستناد إلى وثيقة إعلان الاستقلال وقرارات الشرعية الدولية

شفا – نظم المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية بالتعاون مع جمعية حياة للعمل التنموي والتطوعي، لقاءً حوارياً في مكتب جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في سلفيت، بحضور أحمد عرام عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أمين سر دائرة الإعلام المركزي، ووعد عقل سكرتيرة الجبهة في المحافظة، إلى جانب المحامية عطاء الأعرج والإعلامية رنا أبو سيف من المركز الفلسطيني، وعدد من الشابات والناشطات من المؤسسات النسوية في المحافظة.

وجاء اللقاء ضمن جهود تعزيز مشاركة الشابات الفلسطينيات في حل الصراعات وتعزيز ثقافة الحوار والسلم الأهلي، وفتح نقاش حول وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي أعلنتها منظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر عام 1988، وما تضمنه البيان السياسي الصادر آنذاك من تأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار مجلس الأمن 242 الذي نصّ على انسحاب الاحتلال من الأراضي التي احتلها عام 1967، والقرار الأممي 1515 الصادر عام 2003 الذي تبنى “خريطة الطريق” نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب دولة الاحتلال.

وأكد عرام في كلمته أن دور الشابات الفلسطينيات في العمل الوطني والمجتمعي يتعاظم اليوم أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن المرأة والشباب معاً يشكلان قوة التغيير والبناء في مواجهة الاحتلال والانقسام الداخلي، وأن الحوار والوعي الوطني هما المدخل الحقيقي لتجاوز الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

من جانبها، أكدت عقل أن الوثائق الوطنية، وعلى رأسها إعلان الاستقلال، تشكّل مرجعية جامعة لكل الفلسطينيين، داعية إلى ترسيخ مفاهيم الحرية والديمقراطية والمساواة في صفوف الأجيال الشابة. وأضافت أن تمكين الشابات وإشراكهن في مواقع صنع القرار ضرورة وطنية لبناء مستقبل فلسطيني قائم على العدالة والكرامة والحرية.

وفي مداخلتها، أكدت المحامية عطاء الأعرج أن الشابات الفلسطينيات قادرات على لعب دور مؤثر في حل الصراعات الداخلية والمجتمعية من خلال الحوار والانخراط الواعي في الحياة العامة، مشيرة إلى أن القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية تشكّل مرجعاً قانونياً وأخلاقياً لحقوق الشعب الفلسطيني.

ودعت إلى تعزيز الثقافة القانونية والسياسية لدى الشباب بما يضمن مشاركتهم الواعية في الدفاع عن حقوقهم الوطنية والمدنية.

أما الإعلامية رنا أبو سيف فأشارت إلى أن وثيقة إعلان الاستقلال تمثل رؤية حضارية وإنسانية لمستقبل الدولة الفلسطينية القائمة على العدالة والمساواة.

مؤكدة أن الإعلام الوطني له دور مهم في نشر ثقافة الحوار والوعي السياسي بين الشباب، وأن الشابات الفلسطينيات يحملن اليوم مسؤولية كبيرة في إيصال رسالة الوحدة والتمسك بالثوابت الوطنية.

وخلال النقاش، تناولت المشاركات انعكاسات الانقسام الفلسطيني المستمر منذ عام 2007 على دور الشباب والنساء في الحياة السياسية والاجتماعية، وإكدن ان استمرار الانقسام يُضعف المشروع الوطني ويعيق جهود التحرر وبناء الدولة. ودعون إلى تغليب لغة الحوار والعمل المشترك على حساب الخلافات الحزبية، مستندات إلى روح وثيقة إعلان الاستقلال التي دعت للوحدة الوطنية كأساس لاستمرار النضال الفلسطيني.

واختُتم اللقاء بالتأكيد على أن تفعيل دور الشابات في الحياة السياسية والمجتمعية يمثل خطوة أساسية في بناء ثقافة سلمية جامعة تُسهم في حل الصراعات الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية وفق رؤية وطنية شاملة تنسجم مع قرارات الشرعية الدولية.