
نحرص أن يكون إعلامنا نافذة على العالم وجسرًا لتبادل المعرفة والثقافة والخبرات
العالم يجب أن يقوم على التكافؤ لا الهيمنة وعلى التعاون لا الصراع
نستلهم من “طريق الحرير” روح التواصل والإبداع لنقيم طريقًا إعلاميًا جديدًا يحمل قيم الصدق والاحترام
قدم للملتقى مبادرة لتعزيز التعاون الإعلامي بين الدول العربية والصين
شفا – قال المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، إن التعاون العربي–الصيني في المجال الإعلامي، يشكل فرصة لبناء منظومة إعلامية عادلة ومتوازنة، واستثمارًا إستراتيجيًا مباشرًا في تعزيز السردية الوطنية وتوطيد الشراكة الإعلامية.
جاء ذلك في كلمة الوزير عساف خلال مشاركته في أعمال الملتقى السابع للتعاون العربي–الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيون، الذي تستضيفه مدينة تشونغتشينغ الصينية، والذي تعقده الهيئة الوطنية الصينية للإذاعة والتلفزيون، بالتعاون بين قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، واتحاد إذاعات الدول العربية، بمشاركة وزراء إعلام ورؤساء مؤسسات إعلامية، وعدد كبير من المسؤولين في المجال الإعلامي من الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.
وأعرب المشرف العام على الإعلام الرسمي، عن سعادته بالمشاركة في هذا الملتقى الهام، الذي يجمع نخبة من ممثلي الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية الصديقة، وخبراء وأكاديميين وإعلاميين عربا وصينيين، ويؤكد عمق العلاقات التاريخية والحضارية بين شعوبنا الممتدة جذورها لآلاف السنين.
وشكر الوزير عساف القائمين على تنظيم هذا الملتقى، وجمهورية الصين الشعبية على استضافتها الكريمة، معربا عن تقديره لتوجّيه الدعوة له إلى المشاركة في الملتقى ممثلًا للإعلام الرسمي الفلسطيني وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وللإعلام الفلسطيني عمومًا.
وقال في كلمته أمام الملتقى: ينعقد الملتقى العربي الصيني السابع هذا العام تحت شعار: “تبادل الحضارات العربية والصينية والابتكار السمعي والبصري للفوز المشترك”، وهو شعار يعكس عمق الشراكة الحضارية التي تجمعنا، ويؤكد أن الإعلام يشكل جسرًا للتواصل الإنساني، وأداة لتحقيق إنجازات مشتركة تعود بالنفع على شعوبنا كافة.
وأضاف الوزير عساف: رغم هذه الروح الإيجابية لا يمكننا تجاهل الواقع الصعب الذي يعيشه شعبنا تحت الاحتلال، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مشيرا إلى ارتقاء 254 صحفيًا فلسطينيًا، بينهم شهداء من مؤسسة الإعلام الرسمي، ضحّوا بحياتهم دفاعًا عن الحقيقة، ليؤكدوا أن الإعلام الفلسطيني هو خط الدفاع الأول عن السردية الوطنية وفضح جرائم الاحتلال وانتهاكاته المستمرة.
وبين أن قوات الاحتلال استهدفت المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، بما في ذلك الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وأن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مقراتها في غزة أدى إلى تدميرها الكامل، إضافة إلى إغلاق مكتبها ومنع عملها في القدس وأراضي الـ1948، في محاولة واضحة لإسكات الصوت الفلسطيني الحر وإحكام السيطرة على السردية الوطنية.
وأكد المشرف العام على الإعلام الرسمي، أنه رغم كل ذلك بقي الصحفييون والصحفيات شجرة السنديان أقوياء ثابتين يتحملون الأهوال، لأنهم يدافعون عن قضية عادلة، ولإدراكهم أن أحد أهم أشكال الصراع في الحالة الفلسطينية، هو الصراع على الرواية والسردية، وأن عليهم مسؤولية تسليط الضوء على الحقيقة ومنع طمسها أو تزويرها.
وأشار الوزير عساف، إلى أنه في خضم هذه التحديات، ينهض الإعلام الفلسطيني بدور وطني ومهني في صون الحقيقة والدفاع عن الحريات، مؤكدا أن رؤيتنا الإعلامية تقوم على مبدأ راسخ: “أن نأخذ فلسطين إلى العالم، وأن نأتي بالعالم إلى فلسطين”.
وأضاف أن هذه الرؤية تُترجم يوميًا في مؤسسة الإعلام الرسمي الفلسطيني عبر عمل منهجي يهدف إلى جعل فلسطين حاضرة وفاعلة في فضاء الإعلام الدولي، تروي سرديتنا الوطنية بوضوح، وتكشف للعالم عن حقيقة ما يعيشه شعبنا في ظل الاحتلال.
وتابع: في المقابل، نحرص على أن يكون إعلامنا نافذة على العالم، وجسرًا لتبادل المعرفة والثقافة والخبرات، بما يعزز قدرتنا على التطوير والابتكار، ويُمكّننا من مواكبة التحولات المتسارعة في مجال الإعلام والاتصال، معتبرا أن التعاون مع الصين في المجال الإعلامي يعد استثمارًا إستراتيجيًا مباشرًا في تعزيز السردية الوطنية وتوطيد الشراكة الإعلامية.
وقال الوزير عساف: نؤمن بأن الإعلام ليس ناقلا للخبر بل أداة نضال ووعي، تكشف عن الزيف وتواجه التضليل، وتعيد تشكيل الرأي العام العالمي على أساس الحقيقة، ونرى في التعاون العربي–الصيني في المجال الإعلامي فرصة إستراتيجية لبناء منظومة إعلامية عادلة ومتوازنة.
وعن تطوير الإعلام، أوضح المشرف العام على الإعلام الرسمي، أنه تم تطوير البنية التحتية الإعلامية، واستثمار التقنيات الرقمية لضمان قدرة مؤسساتنا على التأثير على المستوى الدولي، خاصة الاستثمار في الإعلام الرقمي، الذي تمكنا من خلاله من إنتاج محتوى إعلامي وطني بلغات متعددة، لنقل سرديتنا إلى العالم أجمع.
وثمن دور الصين في تطوير الكوادر البشرية من خلال فتح أبوابها أمام كوادر الإعلام الفلسطيني للاطلاع على أفضل الممارسات والخبرات التقنية والإبداعية، مؤكدا سعي الإعلام الرسمي إلى تطوير شراكة مؤسسية متكاملة تشمل برامج تبادل متقدمة، واستضافة خبراء صينيين، وتوسيع مجالات الإنتاج المشترك.
وأشار الوزير عساف إلى أن كل هذه الجهود تهدف إلى تعزيز قدرات الكوادر الفلسطينية، وضمان توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة الســــــردية الوطنية، وتقديم محتوى إعلامي مبتكر وفعّال في ظل التغيرات المتسارعة.
وقال المشرف العام على الإعلام الرسمي: نلتقي مع أصدقائنا في الصين والعالم العربي على مبدأ ثابت: “أن العالم يجب أن يقوم على التكافؤ لا الهيمنة، وعلى التعاون لا الصراع”، ونستلهم من “طريق الحرير” روح التواصل والإبداع والانفتاح المتبادل، لنقيم طريقًا إعلاميًا جديدًا يحمل قيم الصدق والاحترام والتعددية الثقافية.
مبادرة لتعزيز التعاون الإعلامي بين الدول العربية والصين
وقدم المشرف العام على الإعلام الرسمي، خلال الملتقى العربي الصيني، مبادرة من أجل تعزيز التعاون الإعلامي بين الدول العربية والصين الصديقة.
وأوضح الوزير عساف أن المبادرة تقوم على تشكيل فرق إنتاج عربية–صينية مشتركة لإنتاج أفلام وبرامج وثائقية تُبرز عمق العلاقات التاريخية بين أمتينا، وتلقي الضوء على الجوانب الثقافية وتطور العلاقات في الجوانب المختلفة والمواضيع المشتركة، وما يمكن أن يقدمه العرب للصين وما تقدمه الصين للعرب، تُعرض في أسبوع متزامن في العواصم العربية والصين، لتكون منصة للــــــــحوار الحضاري وتبادل الخبرات الإعلامية والرقمية.
وقال عساف إن الصين أصبحت نموذجًا في التنمية والابتكار الإعلامي والتطور التكنولوجي، معربا عن أمله في تعزيز التعاون معها في المجالات كافة، خاصة برامج تدريب وتبادل خبرات في مجالات الذكاء الاصطناعي، والإعلام الرقمي، وصناعة المحتوى، والأمن السيبراني.
وأضاف: أن التعاون الإعلامي مع الصين والعالم العربي قضية هوية ومصير مشترك، والإعلام اليوم سلاح في معركة الوعي والسردية، ومن يملك سرديته يملك صورته أمام العالم.
ودعا إلى تحويل هذا التعاون إلى شراكة إستراتيجية تُترجم إلى أفعال ملموسة، تعزز حضورنا الإعلامي، وتدعم رسالتنا الوطنية، وتخدم أهدافنا المشتركة في بناء عالم أكثر عدلًا وإنصافًا.
وفي الختام، أعرب الوزير عساف عن شكره للقائمين على تنظيم هذا الملتقى، مؤكدا أن الإعلام الرسمي الفلسطيني على استعداد دائم للقيام بدور فاعل وبنّاء في سبيل تحقيق أهدافنا المشتركة وتعزيز رسالتنا الإعلامية الموحدة.
وكانت أعمال الدورة السابعة لملتقى التعاون الصيني العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون، قد انطلقت يوم أمس الثلاثاء، بمشاركة وزراء إعلام ورؤساء مؤسسات إعلامية، وعدد كبير من المسؤولين في المجال الإعلامي من الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.
وتضمن برنامج الملتقى عرضًا ترويجيًا للتعريف بالملتقى، وكلمات افتتاحية لكل من: نائبة وزير دائرة الدعاية ورئيسة إدارة الدولة للإذاعة والتلفزيون تساو شو مين، ونائب أمين لجنة الحزب ببلدية تشونغتشينغ وعمدة حكومة البلدية هو هنغ هوا، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية عبد الرحيم سليمان، ثم كلمة عضو المكتب السياسي، أمين لجنة الحزب الشيوعي لبلدية تشونغتشينغ، يوان جيا جون، الذي أعلن إطلاق فعاليات الملتقى.
كما شهدت فعالية إعلان إطلاق الملتقى كلمات رئيسية لكل من: الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية أحمد خطابي، والمشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني الوزير أحمد عساف، ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري خالد عبد العزيز، ورئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات والبصريات الموريتانية محمد عبد الله لحبيب.
وجرى أيضا الإعلان عن قائمة إنجازات التعاون للدورة السابعة لملتقى التعاون الصيني العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون، والأعمال الفائزة في الدورة الرابعة للمسابقة العربية الصينية للفيديو القصير، والبيان المشترك للدورة السابعة للملتقى.
ويركز الملتقى، الذي تستمر أعماله 3 أيام، على موضوع التدارس بين الحضارتين الصينية والعربية والتنافع في الابتكار الإعلامي السمعي والبصري، ويقيم أنشطة متزامنة، مثل معرض تبادل المحتوى الإذاعي والتلفزيوني والتكنولوجيا بين الصين والدول العربية، فضلا عن تنظيم جولة إعلامية مشتركة بين المؤسسات الصينية والعربية، علاوة على البث المتبادل لبرامج سمعية وبصرية عالية الجودة بين الصين والدول العربية.
ويشمل الملتقى جلستين، الأولى حول: “التعاون الصيني العربي في مجال المحتوى السمعي والبصري في عصر الإعلام الرقمي”، والثانية حول “التكنولوجيا تمكن صناعة الإعلام البصري والسمعي من تحقيق التنمية العالمية”، وتضمنتا كلمات حول: التعاون الإعلامي وتقديم الخدمات بين آسيا وإفريقيا، والأمن السيبراني، ودور التكنولوجيا في صناعة الإعلام والنمو الوطني، ومجموعات قيادة الحزب وشركات الإنتاج التلفزيوني والإذاعي الصينية والعربية.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .